تفاقمت أزمة الوقود في محافظة بني سويف بسبب احتكار مافيا السوق السوداء للسلعة الاستراتيجية.. الأهرام المسائي تواصل اقتحامها لأوكار هذه التجارة الدائمة بالمحافظة. فمجرد دخولك مدينة بني سويف من الجهة الجنوبية عن طريق أسيوطالقاهرة الزراعية تجد عند مدخل قرية بني هارون4 خزانات وقود كبيرة يجرها الخيل والحمير وتعد أكبر سوق لتجارة السولار بالمحافظة فجميع المزارعين يلجأون لها في ظل أختفاء السولار من قراهم وعدم انتظام الحصص بمحطات الوقود الأمر الذي أدي لبوار العديد من الزراعات بسبب نقص السولار. وقال عبود الكيلاني مزارع اصطحب معي جركن يوميا وأطوف به جميع أرجاء المدينة بحثا عن السولار وعندما لا أجده أذهب للسوق السوداء وانتظر دوري وأقوم بملء الجيركن الذي يستعوب20 لتر ب50 جنيها أي بزيادة قدرها ثلاثة أضعاف عن سعر السولار بمحطات الوقود لافتا الي أن معظم المزارعين يضطرون لفعل نفس الشئ فكيف سنقوم برفع المياه من الترع لسقاية الأراضي دون أن نقوم بوضع الوقود لماكينات الرفع أما جرارات المزارعين فالعديد منها خارج الخدمة بسبب نقص السولار وغلاء السوق السوداء ونضطر لتأجير الجرارات من أغنياء القرية وهم القادرون علي تزويد الجرارات الزراعية الخاصة بهم في أي وقت. وعندما اقتربت من تجار السوق السوداء في محاولة للتحدث معهم وجدت اثنين من سماسرة ونضرجية التجار يتأهبون لاستقبالي وفي يدهم أسلحة بيضاء وسوداء وهددني أحدهم قائلا: شكلك من بتوع الكارنيهات هتمشي ولانخرج أحشاءك لتأخذ فسحة خارج جسدك فهربت علي الفور أضاف أشرف فتحي سائق أننا نري السيارات تأخذ آلافا من لترات السولار يوميا وتقوم ببيعها في السوق السوداء داخل محطات الوقود ولايستطيع أحد أن يمنعهم فصاحب المحطة مستفيد لأنه يقوم بالبيع بسعر أعلي وفي نفس الوقت يقومون بأخذ الوقود في حماية البلطجية. وأشار جمال طه احمد صاحب مخبز يعمل بالسولار الي أن المخبز مهدد بالتوقف بسبب نقص السولار خاصة واني أحتاج يوميا الي5( جراكن) سعة كل( جركن) يحتوي علي20 لتر. وقال جمال شرقاوي محمد مزارع من الفشن ومعه أحمد عمران من قرية( بني هاني) باهناسيا المدينة ان نقص السولار تسبب في بوار الأراضي الزراعية وخراب بيوتنا خاصة وأن الأرض الزراعية لم تعد تروي بالراحة مثل ذي قبل في السبعينيات والثمانينات أي دون الحاجة الي ماكينات رفع المياه ولكن تعتمد الآن في الري علي ماكينة سحب المياه والتي تعمل بالسولار وأصيبت أراضينا بالعطش والجفاف وتلف الزراعات والقضاء عليها وتجار السوق السوداء ليسوا علي مقربة من كل المزارعين والاسعار التي يقومون بالبيع بها لاطاقة لأحد بها. ومن جانبه أكد ممدوخ غندور مدير مديرية التموين ببني سويف أن الظاهرة تتزايد في حالة نقص الحصص المخصصة للبنزين والسولار للمحافظة لافتا الي أنه سوف يقوم بغلق أي محطة وقود يتم ضبطها تقوم بالبيع لتجار السوق السوداء.