معاناة حقيقية تمزج ما بين الألم وفساد نظام سابق يعيشها نحو15 مليون مواطن من سكان47 منطقة عشوائية بمدن محافظة الغربية الثماني ومن بينها قبور حسن البدوي التي تعتبر نموذجا صارخا للحياة غير الآدمية. وفي الوقت الذي يكشف فيه سكان هذه المنطقة عن حاجتهم الملحة للمرافق والخدمات الأساسية مع انتشار الفقر والبطالة والدخول في عالم الانحراف والجريمة فان محافظ الغربية المستشار محمد عبد القادر يرفض تخصيص وحدات سكنية لهم باعتبار ان مساكنهم العشوائية تصل الي نحو6 أدوار. الغريب ان نسبة سكان عشوائيات المحافظة تتخطي حاجز ال40% من تعداد السكان الذي يصل الي4 ملايين و300 الف نسمة. البداية من سوق الجمعة وهي المنطقة التي يطلقون عليها في المحلة الكبري سكان قبور حسن البدوي حيث الحياة المأساوية لمواطنين اجبرتهم ظروف الفقر والإهمال علي الإقامة فوق جثث الموتي مستخدمين أوراق الكارتون وعلب الصفيح لبناء عشش متهالكة. تقول واضحة سالم من سكان المنطقة: توفي زوجي تاركا لي7 أطفال ونعيش جميعا في ظروف من الفقر ومرارة العيش والمعاناة التي لاترحمنا حتي من مجرد توفير متطلبات الحياة. ويقول رضا فاروق من سكان المنطقة ان المناطق العشوائية اصبحت اشد خطرا علي المجتمع المصري عامة, والغرباوي خاصة بعد ان تحولت الي اوكار للمجرمين والخارجين عن القانون. وامام المستشار محمد عبد القادر محافظ الغربية وضع الأهرام المسائي آلام هؤلاء المواطنين حيث قال ان الدولة قامت بعدة محاولات لتطوير هذه المناطق من قبل ولكن للاسف كانت تلقي معارضة شديدة من سكانها في ظل عدم توافر مناطق لعمل حظائر للدواب وعربات الكارو التي يمتلكها اغلب سكانها. ويري المحافظ ان هناك صعوبة بالغة في تعويض سكان العشوائيات خاصة الذين قاموا ببناء عمارات تصل الي5 و6 ادوار ويحتاجون الي العديد من الوحدات السكنية, في الوقت الذي تصل فيه تكلفة العمارة الواحدة لاكثر من100 الف جنيه, لافتا الي ان هناك خطة شاملة لتطوير جميع المناطق علي مراحل مع البدء بالمناطق ذات الخطورة. ومن جانبه اكد مسئول بالوحدة المحلية لمدينة الغربية ان الوحدة قامت بتخصيص وحدات سكنية لبعض الأسر, ومنهم من قام بالفعل بالانتقال اليها بينما رفض اخرون المبدأ بحجة عدما متلاكهم رسوم التسليم.