وقعت شركة مصانع كيما للأسمدة بأسوان في مطب العمالة المؤقتة بعد قيام نحو450 عاملا بقطع الطرق المؤدية إلي المصنع ومنع دخول شاحناتتحميل ونقل الإنتاج إلي المنافذ وموانيء التصدير, للمطالبة بتعيينهم حسب الوعد الذي تلقوه من المسئولين منذ فترة. وكشفت أزمة كيما عن اللامبالاة والتسيب الذي كان يسود أنظمة العمل في العهد السابق, في محاولة من معظم المصانع لاستدراج العمالة الرخيصة تحت بند عقود المقاولة, وهي العقود التي تبرمها تلك الشركات ومن بينها مصنع كيما مع المقاولين لتوريد عمالة حرفية تحت مسمي عقود النظافة, في الوقت الذي يتم استغلالهم بالعمل في مهن حرفية شديدة الخطورة وبمقابل مادي ضعيف. واتهم العمال المؤقتون مسئولي الشركة بالضحك عليهم وعدم تنفيذ وعودهم, وأعلنوا الاستمرار في الاعتصام لحين إشعار أخر, مطالبين بتحرير عقود شاملة, حتي ولو كانت بذات المقابل المادي الضعيف الذي لايتعدي ال13 جنيها يوميا ولخطورة الأمر انتقل الأهرام المسائي إلي المعتصمين الذين نصبوا الخيام في الطريق,ومنعو دخول السيارات الخاصة بالشحن إلي المصنع, حيث أكد ياسر طه من عمال الفيروسليكون إن العمالة في مصنع كيما تختلف عن نظائرها في الوظائف الحكومية, لأننا نتعرض إلي خطورة شديدة خاصة في المهن الحرفية الكيماوية والحدادة وأقسام اللحام وغيرها, وقال إن معظم المؤقتين قضوا6 سنوات في العمل داخل المصنع الذي استغل ظروفنا مقابل20 جنيها يوميا, في الوقت الذي يستقطع فيه المقاول الذي أبرم التعاقد مع الشركة7 جنيهاتمنه بدون مبرر, وقال إننا لم نقصر في عملنا ومنا من تعرض للحرق بالمواد الكيماوية والإصابة أثناء التعامل مع المعدات والآلات الثقيلة,وفي النهاية لم نلق من رئيس الشركة سوي التجاهل وعدم الالتفات لمطالبنا. ورفض محمد عبد الفتاح بقسم الورش إسلوب المسكنات والوعود الزائفة التي سبق علي حد قوله أن تلقوها مرارا, وقال: لقد مضي عهد الضحك علي الذقون ولن نتنازل عن حقنا في التعيين مهما كان. وأضاف عبد الفتاحمعظمنا متزوج ويرتبط بمسئوليات ولايضمن مستقبله, ونطالب بتحرير العقود الشاملة,. ويتفق معه علاء سيد شاهين بقسم الفيرو سليكون, ويقول: لقد أكلونا لحما ولكن لن نرضي بأن يرمونا عظما, موضحا أن تأخير التعيين لن يصب في مصلحتهم حيث سيكون الرفض الطبي جاهزا بعد تعرضهم للإصابة بالعديد من الأمراض المهنية, ويقول إن جميع العمالة غير مؤمن عليها ولاتخضع لإصابة العمل ومهددة في أي لحظة وأشار إلي أن المعتصمين منعوا حدوث مجزرة بينهم وبين العاملين المثبتين بالمصنع بعد محاولاتهم لفض الاعتصام أمامه. ورغم خطورة الموقف فلم يتحدث أحد من مسئولي كيما أسوان, باستثناء مصدر طلب عدم ذكر اسمه وقال أن المصنع يعمل بكامل طاقته ولكن استمرار منع دخول شاحنات التحميل سيؤدي إلي المزيد من الخسائر الفادحة التي تؤثر علي الاقتصاد الوطني, فمثلا تم منع تحميل600 طن من سماد النترات كانت في طريقها للتصدير عبر ميناء الأسكندرية, وهناك اتفاقيات وعقود مبرمة مع الجهات المختلفة وجميعها متوقفة الآن. وفي الوقت الذي قام فيه اللواء مصطفي السيد, محافظ أسوان, بالاجتماع مع ممثلي العمال المعتصمين وإرسال مذكرتين عاجلتين لكل من الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء وعادل الموزي رئيس الشركة القابضة لبحث مطالبهم, قال الدكتور صلاح مندور مدير الشراكة المحلية لمشروع إصلاح التعليم الفني بأسوان والمسئول عن تدريب وتأهيل العمالة قبل تعيينها إن هناك اتفاقيةموقعة بين محافظة أسوان والمهندس يحيي مشالي رئيس شركة كيما واللواء محمد هلال مدير المشروع القومي لإصلاح التعليم الفني, تقضي بتأهيل2000 عاملا وشترط خلالهارئيس الشركة الذي كان وراء نجاحها وانقاذها من شبح التصفية بتدريب452 عاملا من عقود المقاولة حتي تكون لهم الأولوية في التعيين وطالبهم مندور بالصبر والتريث والانتظام في الدورات التي ستنتهي بنهاية هذا العام حيث سيتم تعيينهم علي فترات متلاحقة بعد اجتيازهم المنهج التدريبي. ويبقي أن نضع هذه الأزمة أمام الدكتور كمال الجنزوري, رئيس مجلس الوزراء, لانقاذ مصنع كيما الذي بناه جمال عبد الناصر بدم وعرق المصريين وللأسف كان النظام السابق يستهدف تدميره.