كثيرا ما كنا نتحدث عن خصوصية شديدة التميز في العلاقة التي تربط بين مبارك والشعب, والتي تستعصي علي فهم البعض ممن يغمضون أعينهم عن سبق إصرار وترصد ويتجاهلون حقائق لم تخف يوما عن الملايين من البسطاء في بيوتهم وحقولهم ومصانعهم. القائد الذي يعترف له زعماء العالم بالحكمة والحنكة والرؤية الثاقبة يدرك أن الشعب المصري لديه استشعار لا يخطئ تجاه المخلصين من قادته, وأن التاريخ يسجل الفشل الذريع للحروب النفسية التي استهدفت مصر في الماضي والحاضر للتأثير علي إرادتها الوطنية ومواقفها الواضحة والثابتة. مبارك القائد والإنسان لم يكن يوما في حاجة إلي وسطاء لمعرفة مشاعر وأحاسيس الجماهير العريضة التي اختارت طريق العمل الشاق لإعادة بناء الوطن بعدما دمرته الحروب السابقة, ثم جاء الوقت لتنطلق كل الطاقات في سباق مع الزمن للإعمار والتحديث, وحتي يتم استكمال خطوات الإصلاح الشامل علي كل المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. في كلماته وخطاباته وأحاديثه, يضع الرئيس مبارك أمام الشعب الحقائق كاملة, لا يتحدث عن مجتمع وردي ولا يرفع شعارات تدغدغ المشاعر, وإنما يأتي توصيفه صريحا وكاشفا لابعاد القضايا المطروحة داخليا وخارجيا, مطالبا بتكثيف الجهد وبذل الطاقات لتخطي الصعاب وبلوغ الأهداف المنشودة. والقائد يثق تمام الثقة أن مصر لديها من النضج السياسي ما يؤهلها للانفتاح علي العالم وفق ثوابت لا تفرط في الحقوق والقيم الأصيلة التي غابت عن الكثيرين عندما غطت سماء المنطقة السحب السوداء من جراء الحروب المتتالية وتصاعد العنف والفوضي. مصر الكبيرة القادرة الواثقة التي يتحدث عنها الرئيس مبارك دائما هي التي تنال الاحترام والتقدير من جميع الأطراف الدولية, وفي مختلف المحافل والاجتماعات التي ترسم خريطة المستقبل للعالم الذي نعيش فيه. وهي مصر التي طوت وإلي الأبد صفحات الخلافات مع الأشقاء أو الدخول في معارك جانبية لا تحقق المصالح العليا للوطن. سلمت يا مبارك وسلمت مصر, التي تواصل تحت قيادتك مسيرتها غير العابئة بالمخططات الشريرة التي تترصد الوطن وتحاول العرقلة وإيقاف عجلة التنمية الشاملة. ولن تنجح أي محاولات من الغارقين في أحلام اليقظة في عرقلة المسيرة, لأن مصر مبارك لا تستمع إلا لأصوات شعبها. [email protected]