اثارت سياسة الولاياتالمتحدة طوال الفترة الماضية الكثير من الانتقادات حتي بعد رياح الربيع العربي التي اجتاحت العديد من بلدان الشرق الاوسط, فرغم مساعدتها لبعض الدول كليبيا مثلا للتخلص من نظام مستبد يحكمها فإن سياستها ظلت قائمة علي دعم الانظمة المستبدة والديكتاتوريات العربية وهو ما وصفته صحيفة واشنطن بوست الامريكية بالازدواجية. ونقلت الصحيفة الامريكية عن توماس كاروثرز نائب قسم الدراسات بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي بواشنطن ومؤلف كتاب الديمقراطية في عهد اوباما: تزدهر ام تتراجع ان الولاياتالمتحدة لاتزال تدعم الانظمة المستبدة حتي الآن في الشرق الاوسط وان ذلك ظهر جليا اثناء الاحتفال بالذكري السنوية الاولي لبداية الربيع العربي, حيث أعلنت إدارة اوباما عن بيع صفقة ضخمة من الاسلحة الي المملكة العربية السعودية وذلك بثمن اكبر من الناتج المحلي الاجمالي لأكثر من نصف دول العالم. واضافت الصحيفة ان ادارة اوباما وصفت الصفقة وقتها بأنها انجاز تاريخي من شأنه تعزيز العلاقات بيينها وبين السعودية, مشيرة الي ان ذلك يعد اكبر انتهاكا لحرية الشعوب ويدل علي ان الولاياتالمتحدة تكيل بمكيالين. وقالت الصحيفة ان البعض يري ان ثورات الربيع العربي هي موجة من التغيير السياسي تجتاح جميع انحاء الشرق الاوسط انما الواقع عكس ذلك فلقد وجدنا تلك الموجة العاتية اغرقت معظم الجمهوريات في المنطقة كتونس, مصر, ليبيا, سوريا, واليمن لكنها لم تجرؤ علي الاقتراب من الانظمة الملكية باستثناء ما يجري في البحرين التي تعاني من استبدادا حقيقيا. واشارت الصحيفة الي ان هذه الممالك تتميز بامتلاكها للبترول والاموال التي تمكنها من ارضاء مواطنيها والحفاظ عليهم وترويض افكارهم بعيدا عن الثورة. ورأت الصحيفة ان الانظمة العربيه الطاغية التي نجحت تلك الثورات الشعبية المجيدة في اسقاطها العام الماضي كانت تبدو راسخة وقوية جدا ولم يكن احد ليتصور سقوطها بهذا الشكل ولكن ما سمته الصحيفة ب المفاجآت السياسية التي نبعت من تلك الاحتجاجات هي التي اطاحت بتلك الانظمة بهذه السهولة. وانتقدت الصحيفة ادارة اوباما التي تكيل بمكيالين حيث انها ساندت ثوار مصر وليبيا وساعدتهم علي التخلص من الانظمة القمعية الهشة التي كانت تحكمهم من اجل العيش في ديمقراطية حقيقية, في الوقت الذي تخلت فيه عن شعوب اخري طلبها الوحيد الحصول علي حريتها لرفضها المخاطرة بمصالحها ولعلاقتها القوية بالانظمة الاستبدادية لتلك الشعوب التي تعيش علي امل الديمقراطية والحرية. واضافت الصحيفة ان الولاياتالمتحدة تعتمد علي دعم الديمقراطيات بعد ان تدخل طور التحول وفي الوقت ذاته تدعم الطغاة الذين لايزالون يحكمون من اجل مصالحها الامنية والاقتصادية. وتساءلت الصحيفة عن الموقف الامريكي مما يحدث في البحرين التي يذوق شعبها يوميا كل الوان واشكال العذاب لان ذنبه الوحيد انه نادي بحريته فلماذا غضت بصرها عن العنف الذي يمارس ضد هؤلاء المواطنين العزل؟ ولماذا تجاهلت ايضا التدخل السعودي العسكري في البحرين لقمع هذه الانتفاضة الشعبية؟ والاجابة: طبعا لانها تحافظ علي مصالحها مع هذه الانظمة الملكية. وقالت الصحيفة ان السياسة التي تتبعها الولاياتالمتحدة افقدتها مصداقيتها في المنطقة ولم نعد الآن نجد من يحترم الرأي الامريكي وهو ما سينعكس بالفعل في المستقبل علي مصالحها في المنطقة. سمر أنور