رغم أنه لا يختلف كثيرا عن المئات من الأطفال الموجودين بميدان التحرير سواء للمشاركة بمفردهم أو بصحبة ذويهم وسواء للاحتفال أو لاستكمال الثورة إلا أن عبد الرحمن ابن قرية سنورس بمحافظة الفيوم صاحب السنوات الإحدي عشرة جذب أسماعنا فدفعنا دفعا نحوه للحديث معه وسؤاله بعد أن وجدنا إلحاحه علي والديه للمشاركة مع المتظاهرين وترديد هتافاتهم قائلا إحنا مش جايين نقعد في الميدان أنا عايز أشارك في المظاهرات واهتف معاهم. سألناه ماذا تريد؟ قال الدنيا بايظة ولازم تتصلح علشان الفقراء واللي نايمين علي الرصيف مش لاقيين ياكلوا وضايع حقوقهم ولسه بعد سنة كاملة من الثورة مش عارفين يعملوا إيه دا غير الشهداء واللي ماتوا واترموا في الزبالة. عبد الرحمن لم يشارك خلال الثمانية عشر يوما العام الماضي لكنه أصر علي إقناع أسرته لأن يصطحبوه ويأتوا معه للميدان الذي سمع عنه كثيرا وشاهد ما يدور به علي شاشات التليفزيون فقط لكن إصراره علي الحضور لم يكن فقط للفرجة عليه ولكن للمشاركة الفعالة من خلال التظاهر والهتاف مع المتظاهرين وترديد ما يسمعه منهم مشددا علي علم مصر بيديه يلوح به بحماس غير عابيء بمن حوله ممن امتلأ بهم الميدان مع نهاية اليوم أمس حتي تكاد تجزم وأنت تتابع انفعالاته وتحركاته أنه ثورجي قديم يذكرك بجاهين فتقول طفل لكن عمره ولا ألف عام.