ما بين الغادي والرائح, الهاتف والصامت المتسائل والمجيب, الرافض والراضي في قلب الميدان يجلس عم فاروق لا ينطق الا اذا حدثته مكتفيا بلافتة يسندها بيده خط عليها ما يريد قوله غير عابئ بمن يقف يقرأ أو يلقي نظرة عابرة ويذهب. مصمم علي البقاء مهما يحدث أبوشريف مؤسس ثورة25 يناير هكذا عرف نفسه وعندما استوضحنا الأمر جاءت المفاجأة بأنه ثورجي قديم واسترسل عمري74 عاما وحضرت ثورة1952 وكنت أكثر الناس فرحا بها صحيح كنت في بورسعيد وقت حدوثها أمارس عملي كترزي حريمي لكن لن أنسي عمري الفرحة اللي كانت مالية الدنيا حتي أنطقت الأخرس فتكلم وأقسم علي أنه رأي ذلك بعينيه. عم فاروق الذي أكمل عامه الرابع والسبعين يجزم أنه شعر بأنها ثورة من البداية وان قلبه أخبره بنجاحها وأنه مش هيمشي من الميدان قبل ما يسمع زغاريد الناس اللي مكملة في الاعتصام, رافض مقاطعة الانتخابات ومصمم علي أن المشاركة هي الطريق الصح اللي لازم نمشي فيه وقال سببه الوجيه دي أول الثمار اللي هنقطفها ولازم نفرح بيها وبنفسنا علشان اللي عملناه هو اللي وصلنا ليها ومش مهم مين اللي هايفوز المهم نختار كلنا اللي احنا عاوزينه علشان اختيارنا يكون صح ويكون للسمعة الطيبة علشان البلد تمشي ونطلع لقدام ومهما كان مش هييجي أسوأ من اللي فات وكله علي الله يا مصر. وعن الجنزوري وحكومته قال موافق عليه ومش راضيني الانقسام اللي حاصل بسببه علشان سنه أو كونه من النظام السابق ولازم ننتظر لغاية ما نشوف هيجيب حكومة شكلها ايه؟ احنا في وقت انتخابات مهمة ومصيرية ومش عايزين حاجة تبوظها أو تعكنن علينا فرحتنا بيها دا الناس كلها سعيدة بعد ما داقت طعم الحرية والشعب المصري بقي عامل زي الطير اللي اتفتحله القفص المقفول من مدة طويلة بيبقي فرحان بس جواه شوية خوف وقلق وده طبيعي بس الأمور هتمشي طبيعي وكل حاجة هترجع لأصلها وبلدنا هتكون زي ما احنا بنتمناها وعايز أقول لولادي: الاختلاف طبيعة البني ادمين وعمر ما هنتفق جميعا علي حد مهما كان والمهم نكون صاحيين ومكملين لغاية ما نحقق حلم الشهداء رحمهم الله في ميدان الأحرار.