وافق امس ذكري مرور91 عاما علي تأسيس الجيش العراقي الذراع الاقوي في كتابة تاريخ الدولة العراقية الحديثة التي اتضحت ملامحها في عشرينيات القرن الماضي, وتدخل في صناعة القادة وحضر لهم الانقلابات ليجلسوا علي كراسي الحكم مطيحين بالدساتير وثقافة تبادل السلطة. و ذكر موقع العربية نت انه حين اصطف فوج موسي الكاظم معلنا قيام الجيش العراقي لم يخطر ببال الجميع, عارضين ومستعرضين, ان هذا الجيش سيحول التاريخ العراقي الي عجين يشكله مثلما يشاء. وفي العهد الملكي تنامت مؤسسته فأصبحت قوة, ودخل حربا ضد كرد العراق, وشارك بقوة في حرب فلسطين, حتي ان قبور ضباطه وجنوده مازالت شاخصة في جنين.واستدار ليطيح بالحكم الملكي, ويبيد بعض افراد العائلة المالكة, مدشنا الجمهورية الاولي, بذكري دموية يصعب نسيانها, وليصبح عبد الكريم قاسم الحاكم الفرد العراقي الاول, وهو صناعة عسكرية بامتياز.واستدار الجيش مرة اخري واطاح ب قاسم فأصبح وزير داخليته عبدالسلام عارف رئيسا واصطحب معه البعث للحكم, لتستفحل المذابح السياسية, ويستدير عارف ليطيح بالبعثيين والجيش ايضا. وفي عام1986 عاد البعث للحكم مطيحا بعارف الاخ, دافعا العسكري المتقاعد احمد حسن البكر الي الواجهة التي وقف وراءها صدام حسين, الذي صفي بدوره بالاغتيالات وبغيرها مراكز القوي العسكرية صانعة الانقلابات. وبعدها اعتكف البكر, واصبح صدام رئيسا, فأعطي نفسه الرتبة الاعلي في تاريخ الجيش رتبة المهيب الركن, وهو الذي لم يرتد الزي العسكري في حياته كلها. وكان العسكري غير المحترف, صدام حسين, قد زج الجيش في اعنف3 حروب في تاريخ العراق دامت احداها8 سنوات وقد عسكر صدام المجتمع العراقي, فأصبح الجيش مؤسسة بيدها السلاح والصناعة والزراعة والتعليم والتنقيب عن الاثار. وعند سقوط صدام ذاب الجيش في فراغ السلطة, ليأتي بول بريمر, الذي عينه الرئيس الامريكي جورج بوش رئيسا للإدارة المدنية للاشراف علي اعادة اعمار العراق, مطلقا عليه رصاصة الامر رقم1. وهو: حل الجيش العراقي.