هز انفجار جديد العاصمة العراقية أمس بعد يوم واحد فقط من وقوع ثلاثة تفجيرات متتالية وسط وغرب بغداد, وأعلنت مصادر أمنية عراقية أن الهجوم استهدف وزارة الداخلية العراقية في وسط بغداد, وقالت المصادر إن انتحاريا يقود سيارة مفخخة استهدف مبني مديرية الأدلة الجنائية في منطقة الكرادة والذي دمر تماما مما أدي لمصرع18 شخصا واصابة80 آخرين علي الأقل, ومن بين القتلي والجرحي ضباط بمختلف الرتب فضلا عن مدنيين من المارة, وألقي رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يعتبر تحسين الأمن خلال العامين الأخيرين أبرز انجازاته بالمسئولية عن التفجيرات الإرهابية في بغداد منذ أغسطس من العام الماضي علي مؤيدين لحزب البعث. وفي غضون ذلك, أكدت مصادر طبية أن عدد القتلي من جراء التفجيرات الثلاثة التي استهدفت فنادق بغداد أمس الأول قد وصلت الي41 قتيلا و106 مصابين, واستبعد علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية وجود صلة بين التفجيرات الأخيرة وتنفيذ حكم الإعدام في وزير الدفاع العراقي الأسبق علي حسن المجيد المعروف ب علي الكيماوي. ومن جانبها, اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عقب لقائها مع نظيرها الايطالي فرانكو فراتيني في واشنطن أمس أن مسار التحالفات للانتخابات العراقية المقبلة هو أسوأ نتيجة للإرهابيين, وأن توافر الثقة بالنظام السياسي والسعي الي بناء المستقبل سيشكل ردا مباشرا علي الإرهابيين الذين يحاولون إشاعة الخوف والعنف في البلاد. من ناحية أخري, ومع احتدام التوترات بشأن حظر مئات المرشحين من خوض انتخابات مارس المقبل بدعوي صلتهم بحزب البعث, طالبت الحكومة العراقية البرلمان بتجريم تمجيد حزب البعث المحظور الذي كان يقوده صدام حسين, ودعا مجلس الوزراء الي تضمين قانون العقوبات العراقي نصوصا عقابية تجرم وتحظر حزب البعث ورموزه, ومن يمجد ويروج لأفكاره,كما طالب بالأخذ بتوصيات لجنة إزالة الجداريات والنصب التذكارية من عهد صدام. وترفض الأقلية السنية التي كانت تهيمن علي العراق قرار استبعاد المرشحين من الانتخابات لأنهم شعروا أنه محاولة من قبل الأغلبية الشيعية لتهميش طائفتهم, ويستهدفهم بسبب علاقتهم بالبعث الذي كان يحكم العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين, وتثير الشكوك بخصوص شرعية اللجنة التي اختارت الاسماء المستبعدة والطريقة الغامضة التي فعلت بها ذلك أثارت مخاوف من أن الانتخابات قد تعمق الانقسام الطائفي في العراق. وكانك جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي قد أعلن في أثناء زيارته بغداد الأسبوع الماضي, أن واشنطن تدعم جهود منع حزب البعث من العودة الي السلطة.