الجوائز لا تضيف إلا تقديرا معنويا وأدبيا وتضع المبدع امام مسئولية كبري هي الحفاظ علي مكانته التي وصل اليها. هكذا قال شاعر العامية أمين حداد الحاصل علي جائزة كفافيس في شعر العامية وصاحب ديوان من الوطن للجنة الذي جاء تجربة جديدة تجمع بين القصائد الثورية ولوحات فن تشكيلي تعبر بصدق عن روح يناير وما تركته علي الشعر وكل الفنون من تأثير.. حول الجائزة وتجربته الجديدة جاء هذا الحوار. *بعد حصولك علي جائزة كفافيس للشعر.. هل تعطي الجائزة بعدا آخر للمبدع؟ ** شرفت بهذه الجائزة التي فاز بها من قبل في الشعر سيد حجاب وفاروق شوشة وفاروق جويدة وفي الراوية نجيب محفوظ وبهاء طاهر ورضوي عاشور وما أسعدني هو أنني لم أتقدم لهذه الجائزة فهي تعتمد علي اختيار لجنة التحكيم ولا تعتمد علي الترشيح من جهات معينة. *وماذا عن البعد الآخر..؟ ** هي تقدير أدبي ومعنوي ولكنها بالطبع لا تضيف إلي موهبة المبدع شيئا ولكنها تحمله مسئولية الحفاظ علي مستواه, وكلنا يعلم مثلا أن فؤاد حداد وصلاح جاهين لم يحصلا علي جوائز وأمل دنقل حصل عليها بعد وفاته وأيضا يوسف إدريس هذا العملاق الكبير لم يأخذها إلا بعد نضال طويل في عالم الإبداع.. لقد تجاهلت الجوائز وخاصة جوائز الدولة قامات كبيرة رفعت اسم مصر وأعطوا للثقافة والإبداع كل حياتهم ومع ذلك يعيشون بيننا إلي الآن. *أي تأثير تركته ثورة يناير علي الشعر والشعراء؟ ** الثورة كما أثرت علي معظم المجالات أثرت ايضا علي الشعر وقد ظهر هذا من خلال قاموس جديد دخل علي الشعر والغناء وأيضا مصطلحات لم تكن موجودة من قبل مثل مجلس الوزراء والقنابل والغازات ومازال التغير مستمرا وسوف يزيد علي المدي البعيد وأقرب مثال لهذا فرقة السندريلا التي عبرت بشكل جيد عن مطالب الثورة والثوار ولم يلتفت اليها الإعلام. *لماذا تتهم الإعلام المصري بأنه لم يكن مع الثورة..؟ ** لأننا مازلنا نعمل بإعلام مبارك..فهو لم يكن مع الثورة ولم يعبر عنها بصدق..ويبدو أنها طبيعته.. في السبعينيات كان الشيخ أمام بطل الأغنية السياسية ولم يلتفت اليه الإعلام المصري والي الآن..وهكذا فعل مع كل المواهب التي ظهرت في التحرير. *تقصد أن هناك إبداع الظل..؟ ** نعم الثورة أفرزت شعراءها وشعرها الحقيقي وأفرزت أيضا مطربيها وأغانيها ومازالت تفرز ولكن أين الإعلام منهم. *وماذا عن أحمد أمين فؤاد حداد..والي أي حد يشبه هذا الشاعر أباه وجده..؟ ** أحمد ابن مصر وأراه شاعرا كبيرا..ومصر دائما تفرز شعراءها حين تريد وفي أحلك الظروف وقد كنت في لجنة تحكيم إحدي الجوائز وكان أمامي70 ديوانا وعلي أن اختار منها الأفضل وظننت أنه أمر يسير وسوف أخرج بخمسة أو ستة دواوين تصلح ولكنني فوجئت بأن أكثر من ثلاثين ديوانا تستحق الجائزة واحترت بينها وأعرف أن بمصر مواهب عديدة تستحق التقدير..أما أحمد فهو شديد التأثر بجده كغيره من شعراء العامية وبحكم الجينات الوراثية وأيضا قريب الشبه من الشاعر الكبير صلاح جاهين. *لماذا عاش فؤاد حداد وجاهين ودنقل وإمام وغيرهم بيننا إلي الآن.؟ **لأنهم أصحاب مواهب صادقة وإرادة كبيرة والشعب أذكي من أن يضحك عليه أحد. هل يمكن للشعر أن يتنبأ بالمستقبل وهل لديه نظرة استشرافية حقيقية لما سيحدث..؟ **التنبؤ ليس وظيفته..ولا يعيش من الشعر إلا النص التي يحمل أكثر من مستوي للقراءة وثورة يناير مثلا أهم ما أنجزته هو توريط الجميع في الثورة..لقد دخل كل أبناء مصر هذه الثورة بما فيها الشباب والمثقفون والأدباء والشعراء وأصر الجميع علي الحياة الكريمة أو الاستشهاد. * وما مكانة الشهداء في أشعاركم..؟ ** الشهداء والمصابون موجودون وبقوة رغم إرادة الجميع وليس الشعر فقط الذي يحمل لهم جميلهم ولكن المجتمع بأكمله يدين لهم بحريته..هم موجودون في الضمير العام المصري و99في المائة مما سمعته من شعر كان عن الشهداء..سوف تسيطر أرواحهم الطاهرة علي المشهد الأدبي لعقود طويلة فدائما الأحداث العظيمة هي التي تصنع الفن العظيم. *لماذا جاء ديوانك الأخير من الوطن للجنة بجانب قصائده الثورية لوحات تشكيلية للفنان سمير فؤاد وهل هي لوحات توضيحية لما كتبته من قصائد..؟ **هي لوحات موازية للقصائد تحمل نفس الحس الثوري لصاحبها الفنان سمير فؤاد وكان الهدف من دمج الشعر والفن التشكيلي هو التعبير عن روح25 يناير بأشكال مختلفة وأردنا القول إن القصائد أصبحت تكتب بشكل مختلف وكذلك اللوحات أيضا أصبحت ترسم بشكل مختلف. وليعرف الجميع أن الثورة جاءت بفكر جديد مختلف.