شعبة الدواجن: تراجع أسعار الفراخ البيضاء بنسبة 25% في الأسواق    بكم وصل الروبل الروسي.. أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025    محافظ الجيزة: رصف وتطوير أسفل الدائري بمنطقة كفر غطاطي أمام المتحف المصري الكبير    مجموعة لوفتهانزا الألمانية للخطوط الجوية تمدد تعليق رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى 22 يونيو الجاري    أثليتك: مبيومو اختار الانضمام إلى مانشستر يونايتد    سكاي: برونو فيرنانديز لا يريد الانتقال إلى الدوري السعودي هذا الصيف    المنافسة مشتعلة في مركز الجناح.. غموض حول مستقبل عبد القادر مع الأهلي    طلاب الإعدادية في الإسكندرية يؤدون امتحان مادة الهندسة    حملات على الطرق والمحاور للكشف عن سائقي المركبات وحافلات المدارس متعاطي المواد المخدرة    ضبط مالك شركة "بدون ترخيص" لإلحاق العمالة بالخارج بالقليوبية    ضبط سيدتين بالجيزة لقيامهما بسرقة مشغولات ذهبية من طالبة بأسلوب "المغافلة"    تجهيز جثمان سيدة المسرح العربى بمنزلها ومديحة حمدى أول الحاضرين    التعليم: انطلاق فعاليات الحفل الختامي للدورة التاسعة لمسابقة "تحدي القراءة العربى"    فلسطين ترحب برفع عضويتها إلى «دولة مراقب» في منظمة العمل الدولية    لوبوان: ترامب ينجح في غزو القارة العجوز    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ السيسي بحلول عيد الأضحى المبارك    خالد عيش: الموقف المصري يخدم القضية الفلسطينية.. ومستمرون في دعمها حتى إقامة الدولة    براتب 24 ألف جنيه.. بدء اختبارات المتقدمين للعمل في الأردن (تفاصيل)    موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر    محمد مصيلحى يرفض التراجع عن الاستقالة رغم تمسك المجلس ببقائه    «السياحة» تعلن وصول 40.6 ألف حاج مصري إلى الأراضي السعودية    البورصة تربح 10 مليارات جنيه في مستهل تعاملات الثلاثاء    رفع درجة الاستعداد القصوى بالمنشآت الصحية بالأقصر خلال إجازة عيد الأضحى    بابا يعنى إيه زلزال؟.. نصائح للتحدث مع أطفالك عن الهزات الأرضية وطمأنتهم    درجات الحرارة اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025.. طقس ربيعي مائل للحرارة على القاهرة والمحافظات    غلق وتشميع مركز لجراحة المخ والأعصاب والعناية المركزة بقنا    اجتماع ثانٍ لأحفاد نوال الدجوى لمحاولة تسوية النزاع العائلي وإنهاء الخلاف القضائي    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 8 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    وول ستريت جورنال: هجوم المسيرات الأوكرانية يزعزع استراتيجية روسيا العسكرية    لوفتهانزا الألمانية تمدد تعليق رحلاتها الجوية من وإلى تل أبيب حتى 22 يونيو    وفاة الفنانة سميحة أيوب عن عمر يناهز 93 عامًا    تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة سميحة أيوب «سيدة المسرح العربي»    توقعات برج الحوت في يونيو 2025.. شهر التجدد العاطفي والانتصارات المهنية    دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول الزلازل: ليست انتقامًا من الله    مستشار الرئيس للشئون الصحية: مصر تشهد معدلات مرتفعة في استهلاك الأدوية    وجبة مشبعة للعيد.. طريقة عمل الحواوشي الإسكندراني (بنصف كيلو لحمة)    محافظ أسيوط يتفقد المركز الصحى الحضرى لمتابعة مستوى الخدمات الطبية    محافظ الأقصر يتفقد أعمال التطوير بمستشفى الكرنك الدولى    وزير الري يتابع الاستعدادات لعقد إسبوع القاهرة الثامن للمياه    الحج 2025 .. ماذا يقال عند نية الإحرام ؟    هل يجوز الاشتراك في الأُضْحِية .. الأزهر للفتوى يجيب    المجلس القومي للمرأة ومستقبل مصر يبحثان تعزيز تمكين المرأة الريفية اقتصادياً    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 3 يونيو    تامر حسني: نفسي بنتي متدخلش الفن    «ياسين السقا» يحذف صورة مع والدته بعد خبر زواجها من طارق صبري    "عبدالغفار": شراكة إستراتيجية مع "إي هيلث" لإطلاق منظومة الصحة الرقمية القومية    مصطفى فتحي: كنا نتمنى تحقيق الثلاثية.. وإبراهيم عادل الأفضل في مصر    قرار عاجل من التعليم بشأن المدارس الرسمية الدولية lPS (مستند)    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم الثلاثاء 3-6-2025 في محافظة قنا    رئيس جامعة القاهرة: تقديم خدمات الكشف الطبي على أبطال مصر في ألعاب القوى    إيذاء للناس ومخالفة لأخلاق الإسلام.. دار الإفتاء توضح حكم ذبح الأضاحي في الشوارع    ماذا قدم الزمالك وبيراميدز مع بسيوني قبل نهائي الكأس؟    قرار مفاجئ من ياسين السقا بعد خبر زواج والدته مها الصغير من طارق صبري    البيت الأبيض: اتصال محتمل بين ترامب وشي الأسبوع الجاري    الحج 2025.. هل يجوز للمحرم إزالة شيء من شعره أو أظفاره أثناء إحرامه    «كل حاجة هتبان».. هاني سعيد يرد على رحيل إدارة بيراميدز والدمج مع مانشستر سيتي    أول تعليق رسمي من والي "موغلا" بعد زلزال تركيا    1400 طالب يوميًا يستفيدون من دروس التقوية في مساجد الوادي الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‏2011‏سنة الانكسارات

نهاية درامية لجيل مبارك الكروي‏..‏ نهاية مأساوية لرحلة حسن شحاته‏..‏ عام مليء بالانكسارات الكروية والانكسارات التي لم يشهد التاريخ مثيلا لها من قبل‏..‏ قائمة سوداء لأعداء الشعب يتصدرها نجوم الكرة‏..
كلها نهايات آ لت اليها مصائر مشاهير الكرة المصرية‏,‏ من مدربين ولاعبين طالما حازوا علي التقدير والاعجاب‏,‏ مع اسدال الستار عن احداث عام سيئ بكل المقاييس هو‏2011.‏
‏2011‏ هو العام الذي كتبت بدايته ثورة‏25‏ يناير واسدل خلاله الستار عن نظام محمد حسني مبارك‏.‏
وهو العام الذي كتب ايضا انتقام القدر من جيل يضم كيانا هو المنتخب ومدربا هو حسن شحاته وبرفقتهما لاعبون كبار‏,‏ ارتبطوا بالنظام السابق ودفعوا ثمنا باهظا للابتعاد عن الشعب وعدم النظر الي البسطاء الذين خرجوا في الشوارع مرددين هتافات الشعب يريد اسقاط النظام وظلوا اوفياء للنظام السابق يحاولون الابقاء عليه حتي اللحظة الاخيرة في ميدان مصطفي محمود
هي مجرد ساعات عرفها التحول الخطير في مصير نهايات مشاهير الكرة المصريةخلال عام‏2011,‏ ففي الوقت الذي احتفل حسن شحاته ولاعبوه بالفوز بدورة حوض النيل الافريقية في منتصف يناير‏2011‏ برفقتهم سمير زاهر ومجلس ادارته في حضور جمال وعلاء مبارك في ستاد القاهرة‏,‏ هم انفسهم نفس الاسماء التي بكت دموعا علي خروج تظاهرات ضد مبارك في‏25‏ يناير‏,‏ وحاولو ا قيادة ثورة مضادة لم يكتب لها النجاح في فبراير‏2011‏ أملا في بقاء المخلوع ليبدأ بعدها رحلة السقوط الكبير لهم وللكرة المصرية‏.‏
المنتخب الوطني ولاعبوه وجهازه الفني كان اداة لإلهاء الشعب المصري باعتراف الملايين عقب نجاح الثورة في خلع مبارك واسقاط نظامه
وهناك حقائق لايمكن تجاهلها‏,‏ فالمنتخب الوطني الذي خسر مباراته الشهيرة امام الجزائر بهدف مقابل لاشيء وفشل في التأهل الي نهائيات كأس العالم الاخيرة في جنوب افريقيا وهي خيبة كروية كبيرة‏,‏ وجد حفل تكريم من جانب مبارك في القصر الرئاسي والافطار معه والحصول علي مكافآت مالية اجمالية وصلت قيمتها الي‏7‏ ملايين جنيه‏,‏ ثمنا للخيبة والاخفاق في الصعود إلي كأس العالم‏,‏ وهي المكافأة التي حاول نفيها فيما بعد حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة السابق وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة‏.‏
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد‏,‏ بل كان لاعبو المنتخب اداة في الترويج لسياسات المخلوع ونظامه‏,‏ فتكرر ظهور اللاعبين امثال حسني عبدربه ومحمد شوقي وعمرو زكي وعماد متعب وعصام الحضري بالاضافة الي حسن شحاته وجهازه المعاون في مؤتمرات انتخابية لاعضاء مجلس الشعب عن الحزب الوطني البائد في انتخابات برلمان‏2010‏ التي تعد النقطة السوداء الاكبر في تاريخ البرلمان المصري لما عرفت من حالات تزوير فجة كانت سببا في انفجار بركان الغضب‏.‏
سقطة الأولاد
المنتخب الوطني هو الضحية الاكبر لكيان ارتبط بالرئيس ودفع ضريبة قوية فور سقوط النظام وكتب لنفسه انكسارا ونهاية لجيل عظيم حقق انجازات تم التهليل لها بقوة‏.‏
اكبر انكسارات المنتخب وتحديدا نهاية جيله الكبير جرت احداثها في التصفيات المؤهلة إلي نهائيات كأس الامم الافريقية التي تنطلق بعد ايام قليلة في الجابون وغينيا الاستوائية‏.‏
وان انتهت الثورة وسقط نظام مبارك‏,‏ دب الانهيار سريعا في كتيبة المنتخب‏,‏ وضرب هذا الجيل انكسارا لم تشهد الكرة المصرية مثيلا له وهو الخروج لأول مرة من تصفيات كاملة وضياع لقب كأس الامم الأفريقية الذي حاز عليه المنتخب‏3‏ مرات متتالية
وضياع اللقب وانكسار المنتخب تم في القاهرة وتحديدا في ليلة النكسة‏5‏ يونيو‏2011‏ والتي شهدت تعادل المنتخب مع نظيره جنوب افريقيا بدون اهداف وهي النتيجة التي اعلن بعدها عن خروج المنتخب الوطني وفشله في التأهل الي الامم القارية المقبلة‏.‏
وشاهد الجميع‏90‏ دقيقة دفع فيها حسن شحاته بكامل النجوم امثال احمد حسن وعصام الحضري ومحمد زيدان ووائل جمعة واحمد المحمدي وحسني عبدربه ومحمد ناجي جدو لكنهم يفشلون في غزو مرمي الاولاد‏.‏
وسبق التعادل وبعد الثورة ايضا نكبة كروية اخري تمثلت في خسارة اول مباراة رسمية للمنتخب بعد الثورة وهي الخسارة امام جنوب افريقيا بهدف مقابل لاشيء في ملعب الاخير وكان الهدف صادم للجماهير خاضة وانه جاء في الدقيقة الاخيرة من عمر اللقاء‏.‏
النهاية
من انكسار المنتخب الي النهاية الدرامية للمدرب صاحب اكبر شعبية عرفها رجل تولي منصب المدير الفني للمنتخب الوطني‏,‏ وهو حسن شحاته المدير الفني الحالي للفريق الأول بنادي الزمالك والذي أضطر للتخلي عن منصبه في حادثة هو نفسه طالما وتباهي بعدم اقدامه عليها يوما وهي الاستقالة‏,‏ ورحيل حسن شحاته عن تدريب المنتخب جاء اجباريا وبصورة غير لائقة هو نفسه لم يكن يتوقعها‏,‏ وجرت احداثها فور التعادل مع جنوب افريقيا رسميا‏,‏ حيث هتفت الجماهير في ستاد القاهرة ضده وطالبته بالرحيل علي طريقة هتافات ثورة‏25‏ يناير مرددة الشعب يريد اقالة شحاته في ربط صريح بينه وبين الرئيس السابق الذي سانده حسن شحاته في تظاهرات مصطفي محمود الشهيرة بين‏2‏ فبراير الي‏6‏ فبراير والتي دعا فيها الي فض اعتصامات وتظاهرات ميدان التحرير
حسن شحاته أضطر مع الرفض الشعبي له كمدرب للمنتخب الي تقديم استقالته‏,‏ كاتبا نهاية درامية لتاريخه مع الفراعنة وهو السقوط في تصفيات كأس الامم الافريقية
والمثير ان حسن شحاته كان أول مدير فني في تاريخ مصر‏,‏ تخرج من اجله تظاهرات تدعو الي اقالته‏,‏ وحدث ذلك في اليوم التالي للتعادل مع جنوب افريقيا حيث احتشد الالاف امام مقر اتحاد الكرة وطالبوا فيها باقالة المدير الفني واستعادة الراتب الشهري الذي ظل يتقاضاهخلال مشوار التصفيات بعد فضيحة الخروج المهين من التصفيات‏.‏ حسن شحاته حينما كان يتعلق الامر بمستقبله مع المنتخب كان يقول‏:‏ انه لايفعل امرين في حياته‏,‏ الاستقالة من منصبه‏,‏ والقسم ب الطلاق‏.‏
اللعنة
ومن النهاية التراجيدية لحسن شحاته مع المنتخب الوطني‏,‏ كانت هناك مأساة أخري وهي مرور عام درامي وصعب علي مسيرة كل لاعب كرة عرف عنه ارتباطهبعلاقات مباشرةمع مبارك ونجليه‏,‏ ووالتي تحولت الي لعنة حقيقية هددت مشوارهم مع الكرة
فهناك عصام الحضري‏38‏ عاما حارس المرمي الذي حاز علي مساعدة مباشرة من مبارك لتفعيل احترافه في سيون السويسري عندما هرب من الاهلي في فبراير‏2008,‏ والجميع لاينسي لمبارك قوله لسمير زاهر خلال تكريم المنتخب انهوا ازمة عصام الحضري واعملوا اللي هو عايزه
عصام الحضري فور سقوط نظام مبارك‏,‏ تلقي اكبر ضربة في مشواره الكروي تمثلت في ابتعاده عن الملاعب ل‏6‏ اشهر كاملة بسبب خلافاته مع ناديه المريخ السوداني والتي وصلت الي حد رحيله عن التدريبات وتركه السودان والاقامة في القاهرة يتدرب منفردا أملا في الانضمام الي اي نادي اخر دون جدوي بل وبات مستقبله الكروي مهددا بعد قرار المريخ السوداني بقيده في قائمة الموسم المقبل وعدم الرضوخ لمحاولات التمرد التي قام بها ضد جمال الولي رئيس الناد
ومن الحضري الي محمد زيدان لاعب بروسيا دورتموند الالماني الذي لا احد ينسي له قيامه بتقبيل يد الرئيس السابق خلال لقاء مباشر لهما بعد الفوز ببطولة كاس الامم الافريقية عام‏2010‏ بأنجولا
محمد زيدان في عام‏2011‏ عاش اسوأ مواسمه الاحترافية علي الاطلاق حيث لم يشارك في اكثر من‏10‏ مباريات برفقة فريقه‏,‏ وجلس كثيرا علي دكة البدلاء‏,‏ وفشل في الانتقال لناد اخر في منطقة الخليج عندما حاول اللعب في الدوري الاماراتي او السعودي خلال فترة الانتقالات الصيفية
وتبخرت احلامه في الحصول علي مقعد مع دورتموند في تشكيلة مبارياته بالدور الاول لدوري ابطال اوروبا التي ودعها دورتموند ايضا‏,‏ وتراجعت اسهمه كلاعب كرة موهوب في بورصة المطلوبين بألمانيا او الدوريات الاوروبية الكبري‏,‏ وكان اقصي ماحاز عليه فرصة احتراف في تركيا رفضها
جيل العواجيز
وجاء الخروج من كأس الامم الافريقية لينهي جيلا كاملا من النجوم لن يكون في مقدورهم بسبب عامل السن في الاستمرار‏,‏ لأعوام مقبلة‏,‏ وهو ما بدأ بوب برادلي المدير الفني الجديد يسعي الي تفعيله
جيل كبير من اللاعبين يتقدمهم عصام الحضري‏38‏ عاما الذي يحتفل بعد ايام ببلوغة التاسعة والثلاثين‏,‏ وهو كلاعب وجد له بديل الان في المنتخب وبدأ في سحب البساط من تحت قدميه وهو احمد الشناوي حارس مرمي المصري البورسعيدي والذي دفع به بوب برادلي في مباراة البرازيل الودية
وهناك وائل جمعة‏36‏ عاما قلب الدفاع الذي ظهر له بديلا هو الاخر وهو احمد حجازي مدافع الاسماعيلي الذي سيبدأ خلال ساعات مشواره الاحترافي‏.‏
‏2012‏ عام الضباب
بدأ عام جديد في حياة الكرة المصرية‏,‏ عام مليء بالارتباطات الكروية‏,‏ وعام مكتظ بالمنافسات الصعبة‏..‏ وعام أحلام المونديال‏..‏ وعام البحث عن ميدالية اوليمبية‏..‏ وعام تطبيق عالم الاحتراف والاهم من ذلك عام الثورة الاول‏.‏
ومع احتفال الملايين اليوم بحلول الاول من يناير لعام‏2012,‏ يغيب التفاؤل عن كل متابع ومشجع للكرة المصرية في ظل التخوف من حدوث نكبات كروية اخري مثلما عرفنا بالعام الماضي وايضا مخاوف هائلة من دفع ثمن لسياسات رجال محمد حسني مبارك الذين اداروا الكرة المصرية منفردين منذ يونيو‏2005‏ وفشلت الثورة في القضاء عليهم او التخلص منهم‏.‏
الكرة المصرية أمام عام عنق الزجاجة بكل المقاييس سواء علي صعيد الاندية أو المنتخبات‏.‏
يبدأ العام مؤلما بالنسبة للملايين حيث تقام منافسات كأس الأمم الإفريقية بدون مشاركة بطل افريقيا وحامل اللقب المنتخب الوطني‏,‏ وسط امال بأن يجري التعويض في لندن حيث بدء منافسات دوري الالعاب الاوليمبية‏,‏ بالاضافة الي التأهل الي امم افريقيا‏2013‏ في جنوب افريقيا وتحقيق بداية قوية للمنتخب الاول في التصفيات المؤهلة الي نهائيات كأس العالم المقبلة‏.‏
أجندة عام‏2012‏ الكروية تحفل بالعديد من الارتباطات المهمة والمصيرية‏,‏ منها ماهو كروي ومنها ماهو اداري‏,‏ وكلها تنذر بخطر حقيقي يهدد مستقبل الكرة المصرية
فيما يأمل الملايين ان يكون عام‏2012‏ عاما سعيدا للاندية المصرية التي تبدأ مشوارها في البطولات القارية بحثا عن التتويج بعد غياب دام‏3‏ اعوام كاملة بالاضافة الي نجاح لاول تجارب دوري المحترفين وانهاء سطوة اللاعبين علي الاندية وايقاف مسلسل نزيف المال‏.‏
كارثة زاهر
سيكون عام‏2012‏ هو الأخير في مشوار سمير زاهر‏,‏ حينما يحل سبتمبر المقبل وتنتهي رسميا ولايته علي منصب رئيس اتحاد الكرة للابد حيث لايحق له خوض الانتخابات بسبب بند الثماني سنوات وكذلك تجاوزه لعامه السبعين‏.‏
عام‏2012‏ سيكون هو بداية الخراب للكرة المصرية والمأساة التي سيدفع ثمنها اجيال ادارية وكروية قادمة بسبب السياسات التي فرضها رغما عن انف مصلحة الكرة المصرية ويستحق ان يحاسب عليها عندما يتقاعد مجبرا عن العمل برفقة رجاله‏.‏
سمير زاهر قدم لمصر عاما اسود كرويا ننتظره في‏2012,‏ بسبب دوري ال‏38‏ اسبوعا الذي مر منه‏11‏ جولة فقط في‏2011,‏ وتنتظرنا‏27‏ جولة في‏2012,‏ في استنزاف حقيقي لطاقات اللاعبين وقدرات الانديةفي دوري ممتاز بدعة قدمها رئيس اتحاد الكرة‏.‏
لا احد يعلم بسبب سمير زاهر الموعد الختامي لمنافسات الموسم الكروي‏2012/2011,‏ والتخوف الاكبر ان نضطر الي امتداد الموسم إلي مابعد اجراء انتخابات رئاسة الاتحاد المقررة في سبتمبر‏.‏
هي كارثة حقيقية لم يحاول احد النظر اليها والحديث عنها‏,‏ ترتبط في المقام الاول بسمعة مصر الكروية‏.‏
فالارتباطات القارية تمثل عبئا كبيرا علي استقرار بطولة الدوري في ظل ارتباط المنتخب الوطني ببدء تصفيات افريقيا المؤهلة الي نهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل والتي ستنطلق في يونيو المقبل‏.‏
كذلك ترقب اعلان الاتحاد الافريقي لكرة القدم كاف جدول مباريات تصفياته المؤهلة الي كأس الامم الافريقية المقررة اقامتها في جنوب افريقيا يناير‏2013,‏ وهي تصفيات ستقام بالتزامن مع تصفيات المونديال ومطلوب الانتهاء منها قبل نوفمبر من العام الجاري بالاضافة الي دورة الالعاب الاوليمبية المنتظر انطلاقها في لندن بأغسطس المقبل‏,‏ وهي دورة تمتد ل‏3‏ أسابيع ومثلها فترة اعداد للمنتخب وبالتالي توقف لن يقل عن‏6‏ اسابيع هذا بالاضافة الي ارتباطات اندية الاهلي والزمالك في بطولة دوري ابطال افريقيا وانبي في كأس الكونفيدرالية الافريقية‏.‏
هذه الارتباطات تفرض علي سمير زاهر ورجاله انهاء الموسم في يونيو بأي شكل من الاشكال‏,‏ ولو حدث ذلك‏,‏ فهو استنزاف للاعبين والاندية بسبب صعوبة اقامة‏27‏ اسبوعا في‏6‏ اشهر فقط‏.‏
الاصلاح المؤجل
عام‏2012‏ يكتب حدثا اخر افشلت الثورة في القضاء عليه وهو رحيل مجلس الحزب الوطني المنحل الذي يدير الكرة المصرية‏,‏ حيث تنتهي ولاية سمير زاهر رئيس الاتحاد وعضو مجلس الشوري المنحل وعضو الحزب المنحل ايضا وكذلك رجاله الذين ارتبطوا بالحزب والعمل جنبا الي جنب مع جمال مبارك مثل حازم الهواري ومجدي عبدالغنيوالذين حاولوا خوض انتخابات مجلس الشعب الشهيرة في‏2010‏ التي عرفت بالاكبر تزويرا في تاريخ البلاد‏,‏ ومع خروج زاهر ورفاقه من الجبلاية تنفيذا لبند الثماني سنوات المنصوص عليه في لائحة المجلس القومي للرياضة‏,‏ سيأتي مجلس جديد ليرث تركة ثقيلة لا بديل فيها عن الاصلاح‏,‏ سواء من تخفيض عدد اندية الدوري الممتاز لتقديم بطولة قوية فيها تقارب في المستويات‏,‏ وكذلك اصلاح حال منتخبات الناشئين والشباب‏,‏ وتقديم اجيال جديدة من المواهب يمكن ان تخدم الكرة المصرية والمنتخب الاول في الاعوام المقبلة‏,‏ والاهم من ذلك الدخول بالكرة المصرية الي عصر الاحتراف من خلال تنفيذ اول نسخة دوري محترفين في تاريخ مصر والذي أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا تنفيذه في مصر اعتبارا من موسم‏2013/2012‏ وهو اخر موعد جري منحه لمصر بعد اعوام من تأجيلات زاهر ورفاقه‏.‏
المنتخب والمونديال
بعد أيام تنطلق منافسات كأس الأمم الإفريقية في الجابون وغينيا الاستوائية في نسخة يغيب عنها بطل افريقيا لثلاث مرات متتالية وهو منتخب مصر الاول‏,‏ والاسوأ للمشاعر انه مع انطلاق البطولة ب‏4‏ أيام فقط تحين احتفالات العام الاول لثورة‏25‏ يناير‏,‏ والتي يحتفل فيها الملايين في مصر وهم يتابعون اهم بطولة قارية ومنتخب مصر لا يشارك فيها‏.‏
ولكن سيعود المنتخب للظهور في‏2012‏ رسميا بمعركة كروية ساخنة وهي خوض الدور الثاني للتصفيات الافريقية المؤهلة الي نهائيات كأس العالم المقررة اقامتها في البرازيل‏2014.‏
ويرتبط المنتخب بمجموعة صعبة للغاية تضم غينيا التي اطاحت بنيجيريا من تصفيات كأس الامم الافريقية الاخيرة وزيمبابوي التي تعتمد حاليا علي‏28‏ لاعبا محترفا في اوروبا بالاضافة الي موزمبيق احد فرق الوسط في القارة السمراء حاليا‏,‏ حيث يبدأ المنتخب مشواره في التصفيات رسميا لأول مرة تحت قيادة تدريبية امريكية بطلها بوب برادلي المدير الفني الجديد‏.‏
أوليمبياد لندن
المنتخب الاوليمبي لديه ارتباط كروي مهم في اغسطس من العام الجاري‏,‏ أي بعد‏8‏ اشهر مقبلة‏,‏ وهو خوض منافسات دورة الالعاب الاوليمبية المقررة اقامتها في لندن‏,‏ وهي منافسات لا بديل فيها عن تحقيق انجاز الحصول علي ميدالية اوليمبية‏,‏ اسوة بما حققته منتخبات قارية اخري سبقت مصر في هذا الشرف مثل نيجيريا بطلة اوليمبياد‏1996‏ والكاميرون بطلة اوليمبياد‏2000.‏
وهناك مأساة تنظيمية يعاني منها المنتخب وجهازه الفني تتمثل في الحاجة الي خوض‏12‏ مباراة ودية دولية من اجل الاستعداد للبطولة وفقا لما أعلنه هاني رمزي المدير الفني والتي يعتبرها خير اعداد للمنتخب قبل خوض الاوليمبياد وطريقه للمنافسة علي الميدالية الذهبية علي حد قوله‏.‏
وهو رقم كبير للغاية يحتاج الي مالايقل عن شهرين له للاعداد لهذة البطولة وهو يتعارض مع جدول الدوري الممتاز وكذلك انطلاق منافسات دور ال‏32‏ لبطولة كأس مصر‏,‏ في ظل اعتماد الاندية علي لاعبي المنتخب الاوليمبي ورفضهم اللعب محليا بدونهم مثل محمد صلاح وعلي فتحي ومحمد النيني في المقاولون العرب وعمرو السولية في الاسماعيلي واحمد الشناوي وحسام حسن واحمد شرويدة في المصري وصالح رجب ومحمد صبحي في انبي ومروان محسن في بتروجت وشهاب الدين احمد في الاهلي ومعاذ الحناوي في مصر المقاصة وهي المجموعة التي ينتظر ان ينضم لها احمد حجازي مدافع فيرونتينا الايطالي واحمد حسن كوكا مهاجم ريو افيو البرتغالي المحترفين في اوروبا من بين الجيل الاوليمبي‏.‏
دوري وكونفيدرالية
الأهلي والزمالك في دوري الابطال‏,‏ وانبي في الكونفيدرالية‏3..‏ أندية تتولي عبء استعادة المجد القاري علي صعيد الاندية في العام الجديد اعتبارا من فبراير المقبل موعد بدء المنافسات الافريقية الاهلي والزمالك لم يحدث ان نجحا معا في كل المنافسات التي بدأها معا في بلوغ نهائي البطولة وتقديم سيطرة وهيمنة مصرية خالصة‏,‏ ولكنهما في نسخة‏2012‏ ليس لهما مبرر في التأهل الي الدور النهائي وتحقيق حلم التأهل الي كأس العالم للاندية المقبلة‏.‏
ونال وعودا كبيرة بانهاء الازمات المالية وسداد كافة التزامات اللاعبين المادية وايضا الحصول علي اكبر راتب شهري يناله مدرب مصري في تاريخ الكرة علي الاطلاق ويفوق‏300‏ ألف جنيه شهريا‏.‏
وفي نفس الوقت يدخل انبي منافسات كأس الكونفيدرالية الافريقية هو الاخر بجهاز فني جديد يقوده حسام البدري الحائز مع المريخ السوداني علي لقب الدوري السوداني في الموسم الماضي‏.‏


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.