بمثل هذه المبادئ العظيمة انتشر الإسلام ونشر الحضارة منذ أربعة عشر قرنا ودانت له امبراطوريتا الفرس والروم. * هو الإسلام الذي يرفع قيمة العمل وأهمية إتقانه: وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه * هو الإسلام الذي يحث علي طلب العلم: قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون * هو الإسلام الذي يدعو إلي الخلق الحسن: ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن, وأن الله يبغض الفاحش البذيء. * هو الإسلام الذي يدعو إلي مناوئه الحاكم الظالم: أفضل الجهاد عند الله, كلمة حق عند سلطان جائر سيكون بعدي أمراء يظلمون ويكذبون, فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم علي ظلمهم فليس مني ولا أنا منه * هو الإسلام الذي يحذر من التهافت علي الإمارة: إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة... أولها ملامة... وثانيها ندامة... وثالثها عذاب يوم القيامة, إلا من عدل * هو الإسلام الذي ينهي عن الخيانة: كبرت خيانة, ان تحدث أخاك حديثا, هو لك به مصدق, وأنت له به كاذب * هو الإسلام الذي يحث علي العدل وينهي عن الظلم والغش: أعط الأجير أجره, قبل أن يجف عرقه من غشنا فليس منه * هو الإسلام الذي ينهي عن الفساد المالي ورشوة ذوي السلطة: لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالاثم وأنتم تعلمون البقرة.188 * هو الإسلام الذي يدعو إلي الوئام بين الأديان ويبشر أتباع الأديان الأخري بأجر الله: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون البقرة.62 بمثل هذه المبادئ العظيمة انتشر الإسلام ونشر الحضارة منذ أربعة عشر قرنا ودانت له امبراطوريتا الفرس والروم. الآن, أتأمل بأسي بعض الاتجاهات المتطرفة التي اختزلت الإسلام في النقاب وتحريم البنطلون, الاتجاهات التي تؤذي الأقباط وتنشر التعصب والكراهية, أتامل الجدل التافه حول فتوي إرضاع الكبير وشرب بول الرسول, أتأمل الأفكار التي تعادي الإبداع في الأدب والعلم وتتهم مؤلفات نجيب محفوظ بالدعارة, أتأمل الفقهيات التي تؤثم الخروج عن طاعة الحاكم المسلم حتي لو كان ظالما وفاسدا تحت دعوي الخوف من الفتنة, أتأمل الآراء التي تري أن المرأة مكانها فقط هو المنزل وليس العمل جاهلة أو متجاهلة أن السيدة خديجة كرم الله مثواها كانت من كبار تجار قريش, أتأمل آراء تغطية أثريات قدماء المصريين خوفا من الوثنية, أتأمل الشتائم البذيئة التي تتناثر علي الانترنت من مدعي الغيرة علي الاسلام, أتأمل الإتجاهات التي تركت الهداية وبحثت عن الامارة وأتذكر قول فضيلة الشيخ الشعراوي أتمني أن يصل الدين إلي أهل السياسة, ولا يصل أهل الدين إلي السياسة... إن كنتم أهل دين فلا جدارة لكم بالسياسة, وإن كنتم أهل سياسة فمن حقي ألا اختاركم. أتأمل كل هذا ويدور في خاطري سؤال... ماذا لو أتيح لرسول الله صلي الله عليه وسلم ان يوجه كلمة لتلك الإتجاهات المتطرفة, ماذا سيقول لهم ؟ هل سيباركهم أم سيتبرأ منهم؟