فجر التقريران اللذان عرضتهما وزارة التعليم العالي امس امام مؤتمر جامعة القاهرة مفاجآت مذهلة في مقدمتها ان هذا النمط من التعليم في مصر يعاني حالة حرجة للغاية تكمن في تدني مستوي خريجيه بسبب ضعفهم وكونهم غير مناسبين لسوق العمل. وقال تقرير البنك الدولي حول تقييم اوضاع التعليم العالي ان النظم المتبعة في ادارته عفا عليها الزمن منتقدا خضوعه للمركزية وعدم ربط مخصصاته المالية بأدوار واحتياجات المؤسسات الفردية. في المقابل أظهر التقرير الوطني حول حالة التعليم العالي ان نحو مليوني طالب يلتحقون بالمدارس الفنية(56%) مقابل279 ألفا و963 طالبا بالمعاهد الأزهرية(8%) فيما يلتحق22% بالثانوي العام و2.3% فقط بالمدارس الخاصة. واوضح تضاعف عدد الطلاب الذين التحقوا بالتعليم العالي خلال ال25 عاما الماضية بتأثير الزيادة السكانية, مشيرا إلي تزامن هذه الزيادة مع تراجع مخصصات الدولة لهذا القطاع. حيث بلغت1.2% عام2007 مقابل3.9% عام1991 و5.9% لعام1998. واعترف التقرير بعجز الحكومة عن توفير التمويل اللازم للحفاظ علي الاوضاع الحالية للتعليم العالي الامر الذي يتطلب الوفاء باحتياجات100 الف طالب خلال السنوات العشر المقبلة. وأظهر ان معدلات الالتحاق بالتعليم العالي في منطقة القاهرة بلغت45% لعام2006 2007 مقابل22% لشمال الوادي و16% لجنوب الوادي. وفي تعليق الخبراء علي التقرير اكد د. شريف عمر رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب أن عرض وزارة التعليم العالي تقريرها علي جهات دولية لتقييمه والنزول الي ارض الواقع من خلال زيارات ميدانية لكل المؤسسات التابعة للتعليم العالي هو امر حضاري وان مناقشته امس الاول بشكل معلن ستفتح المجال للمناقشات المستقبلية حول مستقبل التعليم العالي وتطويره. وكشف في اتصال هاتفي معه من ألمانيا للمسائي عن ان التقرير الذي اعده البنك الدولي بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية رصد عددا من الظواهر الغريبة ابرزها ظاهرة التسرب من التعليم الجامعي حيث ان هذه الظاهرة لم تكن تعاني منها سوي مدارس الابتدائي والثانوي, بنسبة10%, مشيرا الي ان تكلفة الطالب بالجامعات الحكومية تبلغ مرتين ونصف نظيرتها في الجامعات والمعاهد الأزهرية. وأضاف عمر: يتعين علي الجامعات ان تسعي الي تمويل ذاتها حسبما دعا التقرير وذلك من خلال الاستعانة ببيوت الخبرة والتي تقدم الخدمات والدراسات والاستشارات للجهات الراغبة في ذلك بمقابل وذلك للحصول علي تمويل إضافي للتمويل الذي تتيحه الحكومة وأفضل مثال علي ذلك جامعة القاهرة والتي توفر30% من ميزانيتها بالجهود الذاتية. وأكد د. محمود الطيب رئيس جامعة حلوان ان توصيات تقرير البنك الدولي متضمنة في استراتيجية تطوير التعليم العالي حتي عام2022 والتي عرضت في مؤتمر أمس الاول واصفا ما تم بصدد عرض تقرير وضع التعليم العالي في مصر بأنه سنة حميدة للخروج من مرحلة تقييم الذات الي مرحلة ان يتولي هذه المهمة آخرون.