الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد كلمات كالطلقات لخص بها عالمنا الجليل رحمة الله عليه الشيخ الشعراوي كل شيء. ما نراه إذن من عبث في ميدان التحرير وأمام مجلس الوزراء من قلة معدودة يقطع يقينا أن هؤلاء لاينتمون لثورتنا العظيمة في شيء ولم يمنحهم شعب مصر صكا بالحديث نيابة عنهم ولعلي لا أكون مبالغا أو متجنيا إذا قلت أن هؤلاء الآن يمثلون الثورة المضادة ويسعون بكل قوة لاجهاض أحلامنا في الاستقرار وعودة الأوضاع لنصابها الطبيعي حتي تستعيد مصر قوتها اقتصاديا وأمنيا وسياسيا. واستسمح القارئ العزيز في أن أتقدم بتعازي الحارة لأسر شهداء الواجب والوطن أبطال الداخلية الذين سقطوا وهم يدافعون عن أمتنا واستقرارنا ضد البلطجية والعابثين بأمن مصر وهم الرائد أحمد متولي والمجند أحمد فتحي وزميلهما المصاب أحمد علي. ففي الوقت الذي بدأنا نشعر فيه بنسمات الأمن من جديد إذا بفئة لاتريد خيرا لمصر ولا لأهلها يشعلون النار من جديد ويفتعلون أزمة لامبرر لها أمام مجلس الوزراء لعرقلة جهود الأمن والعودة به إلي الوراء. إن الأمر جد خطير.. والسكوت لم يعد يجدي.. إن علي ثوار مصر المخلصين صانعي الثورة الحقيقية وكل المواطنين الشرفاء والاعلام والأزهر الشريف أن يقفوا صفا واحدا في وجه الفتنة ويساعدوا رجال الداخلية علي تطهير البلاد من البلطجية والفاسدين والخارجين علي القانون. لقد بات لزاما علي المجلس العسكري حامي الثورة أن يصدر مرسوما بتجريم كل أشكال الاحتجاجات والاعتصامات لحين انتخاب رئيس الجمهورية والتعامل بحزم وحسم مع كل من يسعي لخراب مصر وتعطيل اقتصادها وضرب أمنها. ومن حقي أن أسأل كل أولئك الذين يتشدقون بالحرية من دعاة حقوق الإنسان وغيرهم هل من المعقول أن يتم منع رئيس وزراء مصر من دخول مبناه لممارسة عمله بدعوي الحق في الاعتصام. إن مايحدث يمثل جريمة وفضيحة لدولة بحجم مصر ولو حدث هذا الأمر في دولة أخري لأبادت هؤلاء المعتصمين عن آخرهم.. ففي السويد مثلا تصل عقوبة قطع الطريق إلي المؤبد لكننا في مصر نفاجأ بقطع الطرق كل يوم عشرات المرات دون مبرر حقيقي ولأتفه الأسباب وحين يحاول أحد الاقتراب من هؤلاء المحتجين تعلو كلمات حقوق الإنسان, فهل مايحدث في التحرير وأمام مجلس الوزراء ينتمي لحقوق الإنسان في شيء؟.. هل يجوز لفئة تعد علي أصابع اليد الواحدة أن تغلق ميدان التحرير ومجلس الوزراء وكلما سعي أحد للتفاوض معهم يرفضون وكأنهم يمثلون شعب مصر, إن ما يحدث والله هو عين الديكتاتورية, ويتطلب تدخلا حاسما بلا رحمة أو هوداة.. فما يحدث من بلطجة وفوضي تخالف كل تعاليم الاسلام والمسيحية.. فإماطة الأذي عن الطريق صدقة ولايجوز الخروج علي الحاكم إلا بشروط. المطلوب الآن هو وقفة حازمة للضرب بيد من حديد علي أيدي هؤلاء المارقين حرصا علي أمن وسلامة واستقرار مصر.. فهل نحن فاعلون ؟