وقف الناخبون التونسيون في صفوف طويلة أمس لاغتنام فرصة المشاركة في أول انتخابات الربيع العربي التي من المتوقع أن تسفر عن حصول حزب النهضة الإسلامي علي أكبر نصيب من السلطة. وستضع هذه الانتخابات وهي أول انتخابات حرة في تاريخ تونس معيارا ديمقراطيا للدول العربية الاخري حيث أدت الانتفاضات الي تغيير سياسي أو حاولت حكومات بها أن تسارع بإجراء إصلاحات لتجنب خطر الاضطرابات. وكانت تونس هي أولي محطات الربيع العربي قبل عشرة أشهر عندما أدت احتجاجات حاشدة علي الفقر والبطالة وقمع الحكومة إلي فرار الرئيس السابق زين العابدين بن علي إلي السعودية. ووقف راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي الذي من المرجح أن يحصل علي أكبر نصيب من الأصوات منتظرا الإدلاء بصوته أمام مركز للاقتراع في حي المنزه2 بالعاصمة التونسية. وقال الغنوشي الذي كان برفقة زوجته وابنته المحجبتين إن أمس هو يوم تاريخي وإن تونس ولدت من جديد. وأضاف أن الربيع العربي ولد اليوم. لكن بمجرد خروجه من مركز الاقتراع بدأ بعض الناخبين يصيحون في وجهه. وقالوا له ارحل ارحل ووصفوه بالإرهابي والقاتل وطلبوا منه العودة إلي لندن. و أكد الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي أمس الأحد أن هناك تجاوزات ارتكبها مرشحو حركة النهضة بمدينة القصرين, قائلا: لقد لاحظت الجماهير العديد من التجاوزات من مناضلي حركة النهضة أبرزها توزيع الهدايا علي المواطنين المقبلين علي صناديق اقتراع انتخابات المجلس الوطني التأسيسي. ونقلت وكالة الأنباء التونسية( وات) عن الهمامي قوله: إن الحملة الانتخابية كان بإمكانها أن تكون في مستوي أفضل لولا مماطلة الحكومة في إرجاع الحق لأصحابه, وتأخرها في محاكمة قتلة شهداء الثورة, وعدم سعيها لتطهير الإعلام من رموز النظام السابق. وأضاف أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لم تقم بواجبها علي النحو الأمثل لعدة اعتبارات أهمها التخبط الواضح في توزيع المال العمومي علي الأحزاب السياسية. وحول تقييمه لحظوظ حزب العمال في انتخابات التأسيسي, قال إن حظوظ الحزب وافرة.. مضيفا أن حزب العمال الشيوعي التونسي يطمح إلي الحصول علي نسبة10% من المقاعد. وقال رئيس تونس المؤقت فؤاد المبزع إن يوم23 أكتوبر هو يوم تاريخي ويوم فرحة ونخوة واعتزاز, يضع الشعب التونسي أمام مسئولياته في اختيار نوابه في المجلس الوطني التأسيسي. جاء ذلك في تصريح المبزغ لوسائل الإعلام الوطنية والأجنبية عقب أدائه لواجبه الانتخابي بقرطاج حنبعل في أجواء تميزت بحضور ملاحظين تونسيين وأجانب وإقبال مكثف للناخبين علي مركز الاقتراع. ووصف الإقبال الكبير للناخبين علي مراكز الاقتراع ب العظيم مؤكدا أن يوم23 أكتوبر وصل بتونس بعد ثورة14 جانفي/يناير إلي شاطيء السلام, ومعبرا عن الأمل في أن تفتح الانتخابات آفاقا جديدة أمام كل التونسيين وأن تساهم في رسم مستقبل أفضل لهم. وأكد جسامة المسئولية الملقاة علي عاتق جميع التونسيين خلال الفترة القادمة, قائلا منذ14 جانفي/يناير كانت المسئولية ملقاة أكثر علي الحكومة ورئيس الجمهورية أما أمس فإن المسئولية هي مسئولية الشعب لمواصلة المسيرة. و أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس كمال الجندوبي أن السلطات أولت اهتماما كبيرا لتأمين عملية انتخاب المجلس الوطني التأسيسي, متوقعا إقبالا كبيرا علي صناديق الاقتراع. وقال في تصريح لراديو هيئة الإذاعة البريطانية( بي بي سي) أمس الأحد إن السلطات تولي اهتماما كبيرا لتأمين عملية الاقتراع عبر نشر نحو50 ألف جندي وشرطي في المدن التونسية. كما أكد رئيس الوزراء التونسي المؤقت الباجي قائد السبسي, عقب الإدلاء بصوته صباح الأحد في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي, أن الشعب التونسي يكتب أمس صفحة جديدة تفصل بين عهدين, صفحة يمكنه أن يتباهي بها بين الأمم المتحررة والمتقدمة, كدولة تصبو إلي حوكمة ديمقراطية. وقال في تصريح لوكالة الأنباء التونسية إن هذا الموعد يعد يوما تاريخيا يمارس خلاله الشعب التونسي سيادته في انتخاب نوابه بالمجلس وهو استحقاق اكتسبه الشعب بنضاله وتضحيات أبنائه.