الموسكي تبحث عن زبائن هذا هو الحال الآن.. البعض قد لايصدق ذلك لما كانت تلاقيه السوق اقبال كبير وتشتهر بازدحامها وتدافع الزبائن عليها كل يوم ولكن بعد الثورة اختلف حال السوق تماما. فرغم ما تتميز به السوق من احتوائها علي بضائع من الابرة للصاروخ فبالموسكي شوارع متخصصة لبيع المفروشات المنزلية والأقمشة وشوارع أخري لبيع المستلزمات المنزلية وكل ما يمكن أن تحتاجه عروس علي مشارف الزواج تجده هناك. يبدأ حي الموسكي من ميدان العتبة عند كوبري الأزهر امتدادا لشارع الأزهر لينتهي بمسجد الأزهر الشريف ومسجد الحسين وتعود تسميته للموسكي لمؤسسه الأمير عز الدين موسك أحد أمراء صلاح الدين الأيوبي. كنت في شارع الموسكي لا تجد لقدميك مكانا فيه من كثرة توافد الزبائن عليه يوميا لكن حاله بعد الثورة أصبح مختلفا تماما فأصبح يبحث عن زبائن ولا يجدهم فمع ماتمر به البلاد من ظروف اقتصادية انعكست علي حالة البيع والشراء فعندما تزور الموسكي قبل وبعد الثورة تجد الأمر مختلفا تماما يصيبك الذهول رغم ما يقدمه من ميزات للزبائن من أسعار مميزة وعرض كل المنتجات التي يمكن أن يتخيلها أحد. يمتاز شارع الموسكي بوجود أماكن مخصصة للأجهزة الكهربائية وأخري للنجف ومحلات للعطارة والأعشاب وأخري للأثاث وجميع الاحتياجات من الملابس والمفروشات تشعر بالموسكي إنك في العصر القديم لما يحتويه علي أماكن ومشاهد بها عبق التاريخ وهو أهم ما يميز الموسكي. ويعاني أصحاب المحال بحي الموسكي من وجود الباعة الجائلين مما يهدد رزقهم حيث ينتشر به الباعة ولا يكتفي بوجود المحال فقط التي تنافس أصحاب المحال حتي أصبح عددهم أكثر من عدد المحال نفسها وبعض المحال تنجح في الحصول علي ايجار مقابل تأجير الأرضية للباعة الجائلين. ومن أشهر الباعة الجائلين بالحي يوجد بائع العرقسوس وأخر للترمس وعربات تبيع المأكولات الشعبية وهو ما يجعله مكانا جذابا للعرب ومكانا سياحيا ولكن بعد الثورة اختلف الأمر وأصبح المكان يخلو من وجود العرب والسائحين. بمجرد دخولنا للسوق شعرنا بلهفة الباعة علي الزبون ووجدناه يجتذبنا وهناك صراع قوي بينهم لاجتذاب الزبائن تحدثنا مع أحمد علي أحد الباعة بالموسكي وعلي مشارف الثلاثين من عمره والذي أكد أن هناك حالة ركود أصيبت بها السوق منذ فترة خاصة بعد الثورة وأرجع ذلك للظروف الاقتصادية التي تعاني منها الأسر كما أكد أن أصحاب المحال يعانون من حالة كساد وخسارة وهو ما جعلهم لا ينتظمون في مواعيد فتح المحال واغلاقها. ويوضح أنه في السنوات الماضية كانت سوق الموسكي تشهد اقبالا لا يتخيله أحد خاصة مع اقتراب العيد ولكن هذا العام الأمر مختلف تماما حيث يفتقر الموسكي للزبائن وهناك حالة ركود وخسارة مستمرة. ووافقه في الرأي جمال محمود بائع للملابس حيث أكد أن الموسكي لا يجد زبائن ولكن الحال أصبح كذلك بجميع الأسواق الحيوية مثل وسط البلد والموسكي وهذا أمر طبيعي مع تأثر حركة البيع والشراء بعد الثورة ولكن كان من المتوقع ان تنتعش مرة أخري مع اقتراب العيد لكن هذا لم يحدث. ويضيف أن الموسكي تحتوي علي كل ما يمكن أن تتخيله وهو ما يجذب الزبائن خاصة أنها تعرض بأرخص الأسعار عن وسط البلد وهو ما يميزها لكن نسبة الشراء والبيع رغم ذلك ما زالت منخفضة. ويقول صلاح علي أحد التجار ان زبائن الموسكي كانوا من جميع الأنحاء ويأتون من جميع المحافظات خاصة العرائس لشراء احتياجاتهم ولكن أصبحوا قلة بعد الثورة موضحة انه مع وجود العديد من البضائع يتعدد الزبائن من جميع الفئات. وهناك قابلنا مروة فتاة علي اعتاب الزواج قالت إنها اختارت الموسكي لما يمتاز به من بضائع متميزة وبأرخص الأسعار ويمكن أن تشتري جميع احتياجاتها وسبق أن قامت شقيقتها بتوفير كل احتياجاتها من الموسكي وهو ما جعلها تختاره لشراء مستلزماتها. واضافت ان الاسعار في ممتناول الجميع وهو مايجعلها متميزة عن غيرها. ولكنها لاحظت قلة توافد الزبائن عليها عن السابق بشكل كبير وهناك عدد من المحال بها بضائع قديمة ولكنها تري أنه مع استقرار الأمور ستعود الموسكي كما كانت لما تمتاز به من بضائع متنوعة وبأسعار في متناول الجميع. وفي النهاية فحالة الركود التي أصابت الأسواق لم يسلم منها أشهر المناطق التجارية وأهمها حي الموسكي فهل ستشهد حركة البيع رواجا مع اقتراب عيد الفطر.