حمام التلات شارع مشهور في حي الجمالية بالقرب من الموسكي، الكل يأتي إليه لتجهيز العرائس من الإبرة إلى الصاروخ. تصوير : محمود شعبان فيصعب وأنت بداخله أن تبحث عن شيء ولا تجده، لأن كل شيء هنا موجود وبالأسعار التي تتناسب مع جميع المستويات . وفي أول الشارع الذي يتقاطع مع شارع الأزهر قال البائع مصطفي أعمل منذ 30 سنة في منطقة حمام التلات وكان والدي يعمل في هذه المنطقة وكنت أحضر معه لأشتغل وأنا صغير .. وما يميز هذه المنطقة عن أي مكان آخر .. أنها سوق جملة ويوجد بها جميع ما يلزم المنزل من أدوات ومنتجات جديدة ومستحدثة وصعب جدا إن الزبون لا يجد ما يريد بالسعر اللي يناسبه فهنا يوجد كل شيء من الإبرة للصاروخ ... من الألومنيوم للحلل الصاج والتيفال والصيني والزجاج يعني كل شيء حتى الأدوات المستوردة أيضا والتي يحتاجها المنزل وهذه السوق ممكن أن نسميها أيضا سوق الستات لأن معظم بل كل زبائنها من السيدات يعني مثلا واحدة بتجهز بنتها والستات اللي بتحب دايما تعرف أيه الحاجات اللي نزلت جديدة في السوق علشان تجدد بيتها وكمان فيه من زبائننا تجار بيبيعوا الأدوات المنزلية بالتقسيط بييجو هنا يشتروا الحاجات كلها بالجملة ويبيعوها لزبائنهم بسعر أعلي شوية طبعا لأننا هنا في منطقة حمام التلات عملية البيع والشراء كلها كاش وإحنا أغلب زبائننا من العرائس . فرق الأسعار في هذه المنطقة عن أي مكان آخر لا يقل عن 10% وهذا الخصم طوال العام أما من حيث الجودة فهنا أفضل بكثير من أي مكان تاني لأننا بنستورد من كل مكان وهنا تعتبر السوق الأم اللي بتوزع لجميع المناطق التجارية في مصر وفترة الصيف هي الموسم بتاعنا اللي بنشتغل فيه بجد خاصة شهر 7 و 8. أما البائع محمد نوح فيقول : أكثر الحاجات المطلوبة الصيني والأكروبال والألومنيوم الناس بتفضل تشتري حاجتها كلها مرة واحدة علشان تفاصل وتقدر تنزل في السعر علي قد ما تقدر وبصراحة أسوأ حاجة إن الواحد مننا طول النهار بيتعامل مع الستات اللي دايما بيفاصلوا ويطلعوا عين اللي واقف يبيع لهم ، وطقم الصيني يبدأ من 280 إلي 3000 جنيه حسب عدد القطع الموجودة بالطقم اللي غالبا تتراوح مابين 186 و 220 قطعة وأيضا علي حسب خامة البورسلين نفسها اللي مصنوع منها الطقم . ومن خلال تفقدنا لهذه المنطقة المزدحمة دائما رغم ارتفاع درجة حرارة الجو والأسعار معا التقينا مع نيرة شعيرة .. التي وقفت تتفرج علي البضاعة المفروشة علي جانبي المحلات وتسأل البائعين عن أسعارها قالت : المنطقة دي ممتعة جدا حتى لمجرد إن الواحدة مننا تأخذ فكرة عن الأدوات الجديدة اللي نزلت وتأخذ فكرة عن الأسعار حتى لومش هتشتري يعني لمجرد العلم بالشيء وبصراحة الحاجات هنا أرخص بكثير من أي مكان تاني بره لكن الفصال شيء ضروري يعني الحاجة اللي البائع يقول عليها ب 50 مثلا ممكن تنزل إلي 40 وكل واحدة وشطارتها في الفصال ولكنه سمة أساسية في الشراء لأن البائع عارف أن الناس هتفاصل وخاصة الستات وعلشان كده بيغلوا السعر وبالتالي لما تنزلي معاه 5 أو 6 جنيهات في الحاجة الواحدة هو برضه كسبان لأنه عمره ماهيبيع لو كان خسران فيها . سيدات الأعمال مش في المكاتب والبيزنس الكبير وبس .. ففي حمام التلات بنلاقي مفهوم تاني لبيزنس السيدات يتمثل في سميرة محمود صاحبة محل داخل السوق كانت تجلس أمام المحل وقالت لنا : وضعت فلوسي كلها في محل فيه كل شيء ممكن تحتاجه العروسة من صيني وألومنيوم وحتي الفازات المودرن والأطقم المستوردة الجديدة برضه عندنا لأنها تجارة مربحة خاصة وأن فيه عرائس كتير بتتجهز طوال السنة وإن كان فصل الصيف بيعتبر الموسم خاصة عند الفلاحين مما يجعلهم ينزلون للشراء خاصة في فترة الأوكازيون وعادة المستورد أفضل عند الزبون بالنسبة للصيني والأطقم الخزف والأكروبال لأن أشكاله كثيرة وألوانه وخامته أفضل من المصري , ولكن هناك حاجات مصرية بتغطي علي المستورد زي الحلل الألومنيوم وأطقم الملاعق والشوك ، لأن جودتها عالية جدا ، وأنا كسيدة أقدر أفهم ذوق الستات كويس خاصة وأن الزبائن بتحب تشتري الحاجات العملية اللي ممكن تعيش معاها أطول فترة ممكنة يعني فعلا تستحق الفلوس اللي بتدفع فيها وطبعا لأني واحدة ست زيهم أقدر أعرف عايزين أيه بالضبط وأقدر أانصحهم بالأفضل لأنني بالتأكيد جربت الحاجات دي وأفهم فيها كويس بحكم الخبرة , كما أن نصيحة الست في الحاجات دي مطلوبة خاصة في الأدوات المنزلية كلها ولا تسمع لنصيحة الراجل لأنه ماعندوش خبرة وعايز يبيع وخلاص .. وكمان أنا بقدر أتعامل معاهم خاصة وأن مافيش زبونة مابتفاصلش عند الشراء .
الحاج عبده مهران تاجر مفروشات وملايات يقول : كل اللوازم والمفروشات هنا رخيصة وجودتها عالية جدا وأصحاب محلات وسط البلد بضاعتهم من هنا ويأخذونها ليبيعوها بأضعاف الثمن الأصلي لها , ولكن الميزة الحقيقية هنا أن العرسان ممكن يشتروا حاجتهم كلها في يوم واحد فقط فكل شيء موجود ماعدا الأثاث ونحرص علي أن نقدم للزبون ما يريده وما يناسبه من أسعار , يعني ممكن أشتري من الصنف الواحد 3 درجات يعني فرز أول وتاني وتالت علشان كل واحد بيشتري اللي يناسبه وبرضه بيكون الزبون مرضي لما بيشتري نفس الحاجة اللي بيشتريها الزبون المقتدر بس بجودة أقل شوية , وبصراحة عادة ما يفضل الزبون البضاعة المستوردة وإن كان القطن المصري معروفا أنه رقم 1 علي مستوي العالم إلا أننا بصراحة ينقصنا الضمير , لذا يفضل المستورد لأن التشطيب أفضل بكثير من المصري وأذواقه أعلي رغم أن جودته أقل لكن الزبون يهتم بالشكل كثيرا . أما محمد محمود أحد التجار فيقول : البضاعة تزيد كل عام ما بين 25 و 100 جنيه علي حسب الدرجة والنوع , والمفارش السورية لها سمعة طيبة وعليها إقبال شديد جدا أكثر من المنتجات الصينية رغم أن سعرها أغلي لأن الشغل اليدوي بها كثير وأذواقها عالية جدا والسوريون عندهم مصانع في عين شمس وجسر السويس والعبور , أما المنتج الصيني فسعره أقل والمنتج الوحيد المصري اللي بيتفوق علي أي منتج تاني هي الكوفرته القطن وتباع ب 130 جنيها وتتكون من 3 قطع .