أخيرا وبعد انتظار دام 6 أشهر، حانت اللحظة المنتظرة لجماهير الكرة فى مصر وإفريقيا والعالم ضربة بداية منافسات كأس الأمم الإفريقية فى نسخة استثنائية بنسبة 100 %، نسخة غير مسبوقة فى عالم القارة السمراء، نسخة فريدة من نوعها، بداية حلم من أحلام 100 مليون مصرى فى كأس ثامنة ونجمة جديدة تزين قمصان المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم فى السنوات المقبلة . اليوم ومع دقات الثامنة مساء ينطلق حفل افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية التى تستضيفها مصر فى الفترة بين 21 يونيو إلى 19 يوليو المقبله ويليه فى العاشرة القمة الافتتاحية والمباراة الأولى التى تجمع بين المنتخبين المصرى والزيمبابوى فى الجولة الأولى من عمر منافسات المجموعة الأولى فى أولى سهرات » الصيف « الإفريقية الجميلة بحثا عن المتعة التى ينتظرها العالم كل عامين . تنطلق البطولة فى حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وبرفقته عد من كبار مسئولى الدولة إلى جانب جيانى إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» وأحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف» وعدد من قيادات الاتحادات الأهلية وخاصة المشاركة فى المنافسات، حيث يقص الرئيس عبدالفتاح السيسى شريط افتتاح البطولة، مع انطلاق حفل غنائى بسيط يعبر عن الفولكلور الإفريقى بمشاركة 3 مطربين من مصر وخارجها ثم رصد المنتخبات المشاركة قبل ان يجرى التحول مباشرة إلى إستاد القاهرة الذى يعود من جديد فى صورة مختلفة تماما عن الماضى بعد عملية التطوير الشامل التى عرفها «إستاد الرعب» وبات يضاهى أكبر ملاعب أوروبا والعالم، وأصبح رقم 1 فى افريقيا بعد دخوله من جديد إلى «الخدمة الكروية» . واليوم تنطلق واحدة من ملاحم مصر الجديدة تقدم خلالها للعالم وجها مختلفا تماما عما كانت عليه طيلة عقود سابقة، تخوض خلالها 24 منتخبا المنافسات ليس فقط فى إستاد القاهرة لكن فى ملاعب الدفاع الجوى والسلام والإسكندرية والسويس والإسماعيلية التى شهدت تطويرا شاملا فى البنية التحتية، من أجل إفساح المجال للمنتخبات الإفريقية التى تخوض البطولة بمشاركة 552 لاعبا يصل ثمنهم إلى 2 مليار و500 مليون دولار وهى أغلى قيمة مالية تعرفها بطولات كأس الأمم الإفريقية منذ انطلاقها فى عام 1957يتصدرهم المصرى محمد صلاح والسنغالى ساديو مانى والجزائرى رياض محرز والغانى توماس بارتى والمغربى حكيم زياش والإيفوارى نيكولاس بيبى يتنافسون خلالها على صناعة الانتصارات لمنتخباتهم وقيادتها إلى منصات التتويج بخلاف تقديم المتعة المعتادة للجماهير فى مصر وخارجها إلى جانب حضور كبار المدربين من داخل وخارج القارة يتصدرهم مدربون نجحوا فى اللعب بالبطولة الأكبر والاهم كأس العالم مثل خافيير أجيرى المدير الفنى لمصر وهيرفى رينار المدير الفنى للمغرب وجيرنوت روهر المدير الفنى لنيجيريا وأليو سيسيه المدير الفنى للسنغال . ومع دقات الثامنة مساء، يبدأ حلم إفريقيا الكبير الذى راهنت عليه كل قيادات الكاف وهو تقديم عصر جديد وذهبى يبدأ من محطة « مصر الجديدة» للكرة الإفريقية عبر تحديد فترة «فصل الصيف» موعدا لها بعد سنوات طويلة من اللعب شتاء وسط اعتراضات من كبار الأندية الأوروبية التى يلعب فيها كبار النجوم الأفارقة، وطالما تسببت فى انسحابات من اللاعبين حفاظا على أماكنهم فى أنديتهم، وكذلك تسببت أحيانا فى أداء بعض لاعبى البطولة فيما يشبه «التقسيمة الودية» خوفا على سلامتهم وحفاظا على لياقتهم البدنية منعا للإصابات التى تؤدى إلى فقدانهم لأماكنهم فى التشكيلة الأساسية لأنديتهم الأوروبية وفقدان رواتب سنوية ضخمة، لكن البطولة الآن بباتت «قبلة» للكبار بكامل قوتهم الضاربة من المحترفين فى أوروبا من جعل بطولة الأمم الإفريقية ثانى أقوى بطولات القارات الست وتخطف الأنظار من أمريكاالجنوبية وبطولة «الكوبا». هى بطولة استثنائية فى كل شيء، تقود خلالها مصر قطار القارة السمراء السريع الذى يتزامن مع رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى بمشاركة 24 منتخبا لأول مرة فى التاريخ بزيادة 8 منتخبات على النسخ الماضية وهو عدد ضخم جدا من المنتخبات تتنافس فى 6 مجموعات وليس 16 فى 4 مجموعات داخل محافظاتالقاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والسويس وفى حضور كل كبار الفرق المرشحة للتتويج من بينها 10 منتخبات سبق لها التتويج وهى مصر و الكاميرون وغانا ونيجيريا والكونغو الديمقراطية والمغرب والجزائر وتونس وجنوب إفريقيا وكوت ديفوار، وفرق أخرى مرشحة للتتويج بطلا مثل السنغال صاحب العروض القوية فى السنوات الأخيرة الذى يملك أغلى تشكيلة لاعبين فى البطولة، كما جرى الاعداد للبطولة فى زمن قياسى غير مسبوق « 5 أشهر فقط « بعد حصول مصر على شرف التنظيم فى أعقاب تأجيل إقامتها فى الكاميرون إلى عام 2021 لاستكمال البنية التحتية لديها لتكون مؤهلة لاستضافة 24 منتخبا من كبار القارة السمراء . ومع العاشرة مساء تنطلق أولى مباريات البطولة المواجهة التى ينتظرها 100 مليون مصرى عندما يلتقى المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم مع نظيره الزيمبابوى فى افتتاح مباريات البطولة والمجموعة الأولى بشكل خاص . وتمثل المباراة بداية رحلة البحث عن الكأس الثامنة للفراعنة الذين يملكون الرقم القياسى فى عدد مرات التتويج برصيد 7 كئوس سابقة متفوقا على الكاميرون التى نالت الكأس 5 مرات وتتواجد وصيفة، وغانا الثالثة برصيد 4 ألقاب قارية . ويأمل الجمهور المصرى فى تحقيق المنتخب بداية قوية ومرعبة لباقى المنتخبات تعبر عن الأمل الكبير فى حسم كأس هى الأكبر فى القارة السمراء أمام فريق يلعب كرة جميلة ومنضبطة وشهد تطورا فى آخر 30 عاما بصورة ملحوظة وبات من القوى الجديدة كرويا فى القارة السمراء ولكنه لم يصل حتى الآن لمنصات التتويج وهى مباراة لن تكون سهلة للفريقين، فالفراعنة يبحثون عن 3 نقاط وصدارة مبكرة لمجموعة صعبة تضم أيضا الكونغو الديمقراطية واوغندا، بينما تسعى زيمبابوى إلى نقطة أولى والتعادل على الأقل للمنافسة بقوة على مقعد فى دور الستة عشر خاصة ان مواجهتى الكونغو واوغندا لن يكونا أقوى من لقاء الفراعنة . ويخوض المنتخب لقاء الليلة متسلحا بأكثر من عنصر، يتصدرها اللعب فى إستاد الرعب «القاهرة» الشاهد على الكثير من الانتصارات التاريخية التى لا تنسى منها خاصة على صعيد الفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية يتصدرها تتويج المنتخب على حساب السودان فى عام 1959 وكذلك التتويج على حساب الكاميرون فى نهائى 1986 والتتويج على حساب كوت ديفوار فى نهائى 2006، والتأهل التاريخى على حساب المنتخب الجزائرى إلى نهائيات كأس العالم فى قمة نوفمبر 89، بجانب سلاح الجمهور فى ظل وجود ما لا يقل عن 70 ألف مشجع فى عودة كاملة العدد للجماهير المصرية فى المدرجات وحضور مكثف ومرتقب للأسر من جديد فى المدرجات بحثا عن المتعة وتقديم الوجه الحضارى الحقيقى لمصر إلى جانب كتيبة مميزة من اللاعبين يقودهم المدير الفنى خافيير أجيرى بخلاف السلاح الثالث ممثلا فى النجم الأول داخل تشكيلة الفراعنة وأفضل لاعبى إفريقيا فى آخر عامين محمد صلاح هداف ليفربول الإنجليزى والذى بات أحد أفضل 5 لاعبين فى العالم خلال السنوات الأخيرة وهو صاحب حلول فردية مميزة فى الملعب ويجيد التسجيل وصناعة الفرص لزملائه ويمثل50 % من قوة المنتخب الهجومية والتهديفية بجانب تريزيجيه وعبدالله السعيد فى وسط الملعب . وينتظر أن يبدأ أجيرى اللقاء بطريقته المعتادة منذ توليه المسئولية فى سبتمبر الماضى 4-3-3 يراهن فيها على مثلث هجومى قوى مكون من محمد صلاح جناحا أيمن ومحمود حسن تريزيجيه جناحا أيسر ومروان محسن رأس الحربة الصريح إلى جانب 3 لاعبين فى الوسط هم طارق حامد ومحمد الننى وعبدالله السعيد وظهيرى جنب صاحبى نزعة هجومية هما أحمد المحمدى وأيمن أشرف، ويراهن أجيرى وفقا لهذه الطريقة على 3 عناصر لحسم الانتصار، الأول يتمثل فى الحلول الفردية لثلاثى المقدمة خاصة محمد صلاح القادر على المراوغة والتسديد فى أى وقت وانطلاقات تريزيجيه السريعة من الجبهة اليسرى وقدرة مروان محسن على التسجيل من ألعاب الهواء، والثانى تسديدات لاعبى الوسط خاصة عبدالله السعيد الذى يملك مهارة التحول إلى المهاجم الثانى بجانب قدرته على بناء الهجمات وضبط الأداء فى الوسط وذلك فى مواجهة فريق آخر يلعب بطريقة دفاعية جيدة تحت قيادة صنداى المدير الفنى الذى يراهن على 4-3-2-1 مع تثبيت 3 محاور ارتكاز فى الوسط وينالون دورا دفاعيا كبيرا، لمواجهة الضغط المصرى واللجوء إلى سلاح الكرات الطويلة والهجمات المرتدة محاولا الإستفادة فيها من خبرات وسرعات ثنائى ذهبى محترف فى الخارج وهما خاما بيليات الجناح السريع والعقل المفكر للفريق ونجم كايزر تشيفز بطل جنوب إفريقيا ونوليدج موسونا هداف أندرلخت البلجيكى ورأس الحربة المخضرم وهو لاعب يجيد التسجيل من أنصاف الفرص ويمثل الامل لزيمبابوى فى البطولة . وعندما تنطلق المباراة يكون 100 مليون مصرى وملايين الأفارقة على موعد مع حدث تاريخى لن ينسى وبطولة مرشحة بقوة لأن تكون الأقوى على جميع الأصعدة منذ 62 عاما سواء تنظيميا أو فنيا بحثا عن حلم «التتويج بطلا» لمنتخب من المنتخبات المرشحة لانتزاع الكأس وهى لأول مرة تصل إلى 10 منتخبات فى مقدمتها زعيم القارة السمراء «المنتخب الوطنى » يراها الخبراء المؤهلة لتقديم نسخة كروية تاريخية لا تنسى من الإثارة والمتعة والجمال داخل الملاعب المصرية على مدى «مايقرب الشهر الكامل» من المباريات القوية .