«والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون» (النحل: 8) منذ أن وجد الإنسان على سطح الأرض وهو فى حاجة ماسة إلى الإنتقال من مكان إلى آخر سعياً وراء الرزق وشئون حياته الأخرى وكانت قدماه أول وسيلة إنتقال فى ذلك الوقت. وبعد أن تيسر للإنسان استئناس بعض الحيونات فقد استخدمها كوسيلة مهمة للركوب والنقل مثل الحمار والحصان والبغل والإبل ومع تقدم الإنسان استطاع ابتكار العربات التى تجر على عجلات من الخشب الدائرى ثم طورها أكثر ليمكن جرها بواسطة الحمار والحصان ثم استخدم المحرك البخارى بطاقة الفحم وبخار الماء ثم استخدمت بعد ذلك الوسائل الأخرى للطاقة فى تشغيل المحرك البخارى كالسولار والبنزين. وباستخدام المحرك البخارى فى القوارب والسفن تم زيادة سرعة هذه المركبات، حيث كانت أقصى سرعة للعربات البخارية فى هذا الوقت لا تزيد علي 25 ميلاً فى الساعة وكانت القيادة صعبة ولم تكن سهلة ومريحة وكان اختراع الزوارق البخارية التى تستخدم المحرك البخارى بواسطة (ربورت فولدن)عام1780 ثم أصبحت السفن العملاقة مفخرة الدول المختلفة والتى ترفع أعلامها فى البحار معبرة عن تقدم هذه الدول ثم استخدمت الغواصات النووية التى تغوص فى أعماق البحار. وفى ألمانيا صنع (كارينز) عربة بثلاث عجلات تعمل بالبنزين وليس بالبخار ثم اخترع عالم ألمانى آخر (جودب دانيلر) سيارة تعمل بمحرك يعمل بالبنزين وتتحرك على أربع إطارات وسميت (سيارة بنز الأولي) وكانت هذه السيارة بدون كابح أو فرامل ثم استمر التقدم الهائل حتى وصل إلى السيارات الحديثة المزودة بكل الكماليات مع استخدام الغاز الطبيعى والطاقة الشمسية. ثم كان استخدام المحرك البخارى حافزاً كبيراً على اختراع القطار. ثم كانت فكرة عباس بن فرناس لصنع أجنحة صناعية للطيران بها ثم تطورت الفكرة بإنتاج طائرات ورقية كبيرة ثم تجربتها وكان أول منطاد يطير فى الهواء باختراع الأخوين الفرنسيين عام1783م (منوجول كية) ثم صمم الطائرة الشراعية لأول مرة البريطانى (جورج كيلي) أوائل القرن الثامن عشر ثم اخترعت الطائرة الأولى التى تعمل بمحرك بنزين عام 1903 فى ولاية سيتى الأمريكية وكانت أول مسافة تقطعها من مكان الإقلاع إلى مكان الهبوط هى 120 قدما أى نحو 40 متراً ثم توالى النجاح فى المجال الجوى ففى عام 1926 أطلق (ربورت جودرت) أول صاروخ يعمل بالوقود السائل وشهدت الستينيات فى القرن الماضى تقدما هائلاً فى السرعة حتى وصلت سرعة هبوط الصاروخ إلى قاعدته إلى 29000 كم/ساعة. والآية التى نحن بصددها تشير إلى الإعجاز العلمى من عدة وجوه وهي: 1 - تسخير هذه الحيوانات للإنسان للركوب وغيره رغم أن قوتها تفوق قوة الإنسان ولا يتم ذلك إلا بإرادة الله سبحانه وتعالي. 2 - استخدام هذه الحيونات فى الزينة فإنه إلى اليوم تستخدم الخيول فى الزينة فى دول كثيرة مثل أمريكا وإنجلترا. 3 - عدم توقف الإنسان عن تطوير وسائل النقل واختراع وسائل كثيرة للركوب والزينة مثل السيارات والقطارات والسفن والطائرات والصواريخ ولا ندرى ماذا يحدث غداً. 4 - الإعجاز العلمى الكبير فى قوله تعالى «ويخلق ما لا تعلمون» إشارة واضحة إلى أن الله تعالى سيخلق من وسائل المواصلات ما لم يكن موجودا وقت النبوة وينطبق ذلك أيضا مستقبلا فى كل الأجيال نظرا للتطور المستمر على مر العصور.وصدق من قال فى كتابه الكريم منذ أكثر من 1400عام فى سورة النحل آية 8 «والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون».