never give up.. هكذا رسالة صلاح لفريقه العنيد ليفربول.. صلاح حبيب مصر الذى احتل قلوب المصريين والعرب، بل وقبلهم الإنجليز.. يثبت صلاح أنه ليس مجرد لاعب كرة، بل هو صاحب رسالة، تقول إن الحب نعمة وثروة، والشاطر من يحافظ عليها وينميها، بثورة فى الأداء، ليزداد التميز توهجًا... وهذا ما فعله ويفعله صلاح.. لا يركن لما حققه ويحققه بل يسعى للمزيد. طلة صلاح على مدرجات المتفرجين وهو يرتدى التى شيرت الشهير «لا تستسلم»، أو الذى أصبح شهيرًا بعد موقعة برشلونة /ليفربول.. كانت رسالة معنوية حارة لفريقه للصمود بقوة أمام ميسى وفريقه، والتحلى بالأمل للقفز إلى حلم الوصول إلى نهائى دورى أبطال أوروبا، وتجاهل الواقع بهزيمة ثلاثة أهداف من برشلونة.. وحدث! جاءت الانتفاضة الساحرة للاعبى ليفربول، الذين أجادوا وتمسكوا بالجدية والإرادة الحديدية، لإحراز النصر على غريمهم العنيد المتميز، الذى تخيل أنه سيلعب المباراة تحصيل حاصل.. بثقة المغرور المتمكن فإذا بحنكة الإنجليز مع التمسك بقوة الأمل وينتصرون نصرًا مبهرًا.. بأربعة أهداف للاشيء!! إنه الإصرار الذى يقهر المستحيل.. إذا سألت أى خبير فى عالم الرياضة عن النتيجة المتوقعة يهمس بلا مبالاة إنها لميسى ولرفاقه الموهوبين.. ولكن الفائز كان فريق ليفربول.. الكفاح منهج الشطار... كافح لاعبو ليفربول ولم يستسلموا للواقع وأحرزوا المستحيل وانتصروا. ولعل لاعبينا ونحن على مشارف بطولة إفريقيا يتعلمون الدرس.. أن لا يأس فى الكرة، لأن الرياضة تمتعض من اليائس.. الرياضة روح قتالية وإرادة تسعى للنصر.. قالوا: «تقدم للأمام ولو بساق مكسورة أشرف لك من أن تظل مكانك».. إدمان الرضا بالموجود جميل فى الحياة فى المعيشة اليومية ولو أن تحسن الوضع الاجتماعى دائمًا هدف الأذكياء.. أما الرياضة فالفوز عنوان مفضل لها.. والروح القتالية أسلوب تحقيق أهدافها العظيمة. صلاح خير مثال لروح الرياضى المتميز... كافح كثيرًا حتى وصل للعالمية ويظل لصلاح جاذبية خاصة فى الملاعب وخارجها، ونرى ذلك فى توابع ارتدائه تى شيرت «لا تستسلم» أثناء مشاهدة هذا الماتش المصيرى، يعكس ذكاء مصريًا كامنًا فى وجدانه فى حسن اختياره للكلمة المشجعة وتم اختيار عبارة «لا تستسلم».. لتكون «أيقونة» فى مواقع التواصل الاجتماعى.. ووصل سعر التى شيرت 600 جنيه! كلمة تحولت إلى طاقة نور وسط ظلام دامس! إنه الوعى بالكلمة ومدى تأثيرها الإيجابى على الآخر عندما نحسن اختيار اللفظ المناسب فى الوقت المناسب فى المكان المناسب... ويا ريت أهل العلم والإعلام يدركون مدى تأثير الكلمات على سلوك الإنسان ودفعه إلى الإجادة وإلى مستوى أحسن... بل دفع المجتمع كله إلى طريق التقدم والإنجاز... والأهم ترويض سلبيات أفسدت إرادة شعوب أدمنت «الخمول والتنبلة»!! حملة صلاح اللى من ثلاث كلمات.. أعجبت الكابتن الروائى الشهير «باولو كويلو» وعلق عليها «بالفائز»... مجرد كلمة وراءها معانٍ كثيرة الفائز وهو لم يلعب ولكن شارك فى إثارة حماسة فريقه وتزويده ببنزين الأمل الجبار.. الفائز كلمة تليق بكل مجتهد صاحب مبدأ ولديه أهداف مهمة.. الإرادة الحديدية جوهرة من يملكها لن يظل مكانه أبدًا متعثرًا بل يهنأ بإنجازاته دومًا.. وصلاح من هؤلاء! ألم يتعرض منذ فترة وجيزة إلى ثرثرة رمادية تعلن تراجع مستواه لعدم إحراز أهداف فى أكثر من مباراة.. إلا أن إرادة صلاح الحديدية جاءت رد فعل سريع فى الملاعب وإحراز أهداف لها بصمة تميز لاعبنا المصرى الأصيل.. بل مازال هو هداف الدورى الإنجليزى وإن شاركه «ماني».. و« إيمريك أوباميانج»... إنه الفائز الذى لا يسترخى ولا يستسلم منهج الإجادة وإتقان ما نفعل بإرادة وإصرار هو طريق النجاح! أتمنى أن يتلقف كثير من شبابنا المسترخى على القهاوى كرة التميز من صلاح ليفوز بتحسين مستواه المعيشى.. وأتمنى أن يتخلص شبابنا من ثرثرة التبرم والشكوى من قلة الشغل تارة.. أو الترفع عن القيام بمهن لا تليق بشهادته العليا أو اسم عائلته... فى حين هذا الشخص نفسه قد يرضى بأن يغسل صحون فى بلاد الفرنجة فرحان قوى هناك.. وحزين قوى هنا من البطالة... بل كثيرًا ما أجد من يفاجئنى وهو يقدم المشروبات فى مكان عام قائلًا أنا خريج جامعة.. وكأنه يندب وخجلان من وظيفته البسيطة... ثقافة مرتبكة عندنا نتمسح بالوظيفة الحكومية وإن تواضعت ماهيتها.. ونخجل من الاعتماد على النفس... ومن الخطوة الأولى بهمة ونفس راضية الشاطر يصل إلى القمة.. إذا خلصت النوايا وتطهرت الصدور من العقد وتوابعها!! ألم يبدأ صلاح لعب الكرة فى قريته الصغيرة حتى وصل لأن يتغنى باسمه الإنجليز فى المدرجات... الكفاح سمة النبلاء.. ليس نيل المطالب بالتمنى إنما تؤخذ الدنيا غلابا.. قال د. شوقى علام مفتى الديار المصرية... الرسول أوصى بالاجتهاد.. ومن لا يتجدد يتبدد! ياريت نتغير إلى ثقافة فكر متحضر لا يخجل من العمل ويتخلص من التنبلة والتبرم والشكوي!