الجماهير أصبحت تغنى للإسلام احتفالا بأهداف النجم المصرى، بعض مشجعى الريدز كتبوا على مواقع التواصل الاجتماعى سأتحول إلى مسلم إذا واصل محمد صلاح تسجيل الأهداف.. سجدات صلاح أدت إلى تغيير نظرة المشجع الإنجليزى للإسلام بشكل عام.. هكذا يرونه فى أوروبا وهكذا يكتبون عنه ويمجدونه. فى أوروبا يزنون الشخص بميزان النجاح، ماذا يقدم لهم، وكيف يستفيدون منه؟، لا ينظرون إلى ديانته أو شكله أو «النيولوك» الخاص به. «إمام اللاعبين المسلمين فى الدورى الإنجليزى» هذا عنوان فى صحيفة ديلى ستار البريطانية الشهيرة لخصت فيه حالة النجم المصرى محمد صلاح فى بلاد الإنجليز، وأفردت فى المقال أن «الدورى الإنجليزى يمتلك العديد من اللاعبين المسلمين بين الأندية إلا أن محمد صلاح كان له الأثر الأعظم على تحسين صورة الإسلام فى البريميرليج ليكون بمثابة «إمام» للاعبى الإسلام فى البطولة.
الدورى الإنجليزى يضم أكثر من لاعب مسلم مثل بول بوجبا، نجولو كانتى، يايا توريه، أحمد حجازى، رمضان صبحى، رياض محرز وغيرهم ويعتبر فريق أرسنال أكثر فريق فى البريميرليج يضم لاعبين مسلمين بواقع 5 لاعبين فى صفوف الفريق اللندنى.
لا يتوقف الهوس بنجمنا بين مشجعى نادى ليفربول الإنجليزى، فبعد تأليف نشيد خاص ب«الفرعون المصرى» انتشرت تقليعة تقليد صلاح فى الشكل والحركات بين أطفال النادى.
وبالرجوع بالذاكرة إلى الخلف، حينما علق محبو نجم ليفربول على طلب شراء صلاح من قبل نادى أتليتكو مدريد مقابل 50 مليون جنيه إسترلينى، قائلين: «هذا ثمن لحيته فقط». مؤخرا تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى صورا لطفل بريطانى، لا يزيد عمره 5 أعوام، يرتدى شعرا مستعارا ورسم على وجهه لحية ليتشبه بمحمد صلاح.
وبحسب وسائل إعلام أجنبية لم يقتصر تشبه الطفل بمحمد صلاح على ارتداء الشعر المستعار واللحية، بل ارتدى أيضا قميص صلاح فى ليفربول، وقام بمحاكاة احتفال نجم «الريدز» بإحراز الأهداف، وأبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعى إعجابهم بمحاكاة الطفل الصغير لنجم المنتخب المصرى، وبراعته فى التشبه به رغم صغر سنه.
محمد صلاح أزال الصورة السلبية عن العرب والمسلمين فى الدول الأوروبية، والتى كانت تنظر إلى كل ما هو عربى ومسلم على أنه إرهابى متطرف جاء لينفذ أحد المخططات السوداء ويقتل المدنيين رافعا راية الإسلام.
منذ أيام كتب الكاتب «صلاح منتصر» مقالا طويلا فى صحيفة الأهرام بعنوان «رسالة إلى محمد صلاح» يهاجم فيه «هيئة صلاح» يقول المقال:
(يجب أولا أن يحلق لحيته الكثيفة التى لا تتناسب مع سنه أو نجوميته، والتى تكاد تضعه من حيث الشكل على الأقل فى سلة واحدة مع المتطرفين المتزمتين إن لم تضعه مع الإرهابيين أو المتعاطفين معهم على الأقل، وبعد هذا فإن عليه أن يعيد النظر تماما فى تسريحة شعره الكثيف الذى يبدو مهوشا ومنفوشا وكأن الحلاق لم يعرف طريق شعره منذ سنوات.
فى «النيولوك» الذى أطالب به يظهر الوجه البرىء الوسيم لمحمد صلاح الفلاح المصرى الأصيل الذى يؤكد للعالم أنه فعلا ابن النيل، وهذا الذى أطالب به ليس غريبا، فيوم أصبح حسنى مبارك رئيسا للجمهورية كتب الدكتور يوسف إدريس مقالا فى الأهرام طلب فيه من مبارك أن يغير من تسريحة شعره، وبالفعل سمع الرئيس كلمات الكاتب المخلص واستجاب لها بمعرفة الخبراء المتخصصين فى دراسة ملامح الوجه والتسريحة التى تناسبه، وهذا بالضبط ما يفعله نجوم الفن والرياضة، وأيضا الرؤساء والمشاهير، وهو ما يجب أن يفعله محمد صلاح الآن وفورا).
بعد هذا المقال نال صلاح منتصر قسطا كبيرا من الهجوم فى المقالات، وعلى صفحات الجرائد، ناهيك عن صفحات السوشيال ميديا، الكل كتب سطورا مفادها «فليذهب الكاتب الشهير حيث يذهب وليعلو محمد صلاح إلى السماء».
أثار المقال غضب بعض جمهور اللاعب الدولى المصرى الذى يلعب فى صفوف نادى ليفربول الإنجليزى، واعتبروه إهانة لنجمهم ومحاولة لتشبيه «صلاح» بالمتطرفين.
وأبرزت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، عاصفة الجدل التى أثارتها دعوة الكاتب صلاح منتصر للاعب كرة القدم محمد صلاح المحترف فى صفوف نادى ليفربول الإنجليزى لحلاقة ذقنه حتى لا يكون فى سلة واحدة مع الإرهابيين.
وردا على منتقديه وصف الكاتب الصحفى صلاح منتصر، هجوم مستخدمى موقعى التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر» على مقاله فى جريدة الأهرام، (رسالة إلى محمد صلاح) ب«غير المبرر»، لأنه لا يقصد الإساءة إلى اللاعب مطلقا.
وقال «منتصر»، فى تصريحات صحفية: «محمد صلاح عنده 24 سنة، واللى يشوفه بشعره ده وذقنه يديله 35 أو 40 سنة، على عكس الحقيقة، وأنا كتبت المقال من منطلق حرصى على صورة اللاعب، باعتباره شخصية عامة».
وأضاف: «صلاح دخل قلوب المصريين، ويجب أن يكون قدوة لهم فى مظهره، وعليه أن يتعلم من اللاعبين الكبار، مثل نجوم الدورى الإسبانى، فكريستيانو رونالدو، نجم ريال مدريد، يظهر فى شكل جميل فى الإعلانات، لازم يبقى زى رونالدو ويتعلم منه».
وتابع: «لا أقصد تشبيه محمد صلاح بالمتطرفين، لأنه بعيد عن أفكارهم، ولكن مظهره صعب تقبله، ذقنه طويلة أوى، وطريقة شعره كمان، وأنا متقبل انتقاد مقالى، الاختلاف لا يفسد للود قضية، وأنا لا أتراجع عن رأيى أبدا، ولكنى لا أقبل الإساءة أو التجريح». ومع انتشار عدد من اللاعبين المسلمين فى الدورى الإنجليزى الممتاز، سلطت الصحف الضوء على هذه الظاهرة، حيث قالت صحيفة «جارديان» البريطانية فى تقرير حديث لها، إنها أدت إلى تغيير نظرة المشجع الإنجليزى للإسلام بشكل عام.
ومن الأمثلة على بوادر تغيير النظرة تجاه الإسلام فى إنجلترا، تلك الأغنية التى يرددها مشجعو ليفربول، أحد أكثر الأندية شعبية فى بريطانيا، التى تقول: «إذا كان جيدا بالنسبة لك فهو جيد بالنسبة لى.. إذا سجل أهدافا أكثر سأصبح مسلما أيضا»، ويتم غناؤها كلما تألق صلاح، هداف الفريق هذا الموسم.
وتنتهى الأغنية بكلمات: «هو جالس فى المسجد.. هذا هو المكان الذى أريد أن أكون فيه». وتأتى هذه الكلمات بشكل معاكس تماما للصورة النمطية التى تكونت مؤخرا فى أوروبا عن المساجد والمسلمين، نتيجة هجمات إرهابية متكررة فى بريطانيا بالأعوام الأخيرة، ينفذها متشددون ينسبون أنفسهم ل«الإسلام».
وأشاد كبار الشخصيات الإسلامية ومدربو كرة القدم من المسلمين بالفيديو الذى يظهر مشجعى ليفربول وهم يغنون «محمد صلاح إذا سجل المزيد، سأصبح مسلمًا قريبًا.. إذا كان يجلس فى المسجد فهذا هو المكان الذى سأتواجد به».
ويقول الرئيس التنفيذى فى مسجد عبدالله كيليام فى ليفربول مؤمن خان: «نحن جميعا معجبون بصلاح فى جميع مساجد ليفربول.. لقد أثار هذا الهتاف تغييرا كبيرا فى التصور عن العقيدة الإسلامية».
وأضاف: «لقد فعل الكثير لكسر الكراهية والخوف، وتوضيح أننا جميعا أمة واحدة، لأن الهجمات الإرهابية كانت قد نشرت الخوف من الإسلام لكن صلاح أظهر إننا لسنا مصدرا للرعب».
وقال خان: «نود من صلاح ومشجعيه أن يأتوا ويجلسوا فى مسجدنا لإظهار الألفة والسلام، إنه بالفعل بطل حقيقى».
صحيفة «دياريو جول» الإسبانية كشفت أن مهمة نادى ريال مدريد الإسبانى فى الحصول على خدمات النجم المصرى محمد صلاح، خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، لن تكون سهلة، مشيرة إلى أن قيمة الصفقة قد تصل إلى 180 مليون يورو.
وأضافت الصحيفة، أن نصف أندية أوروبا تسعى للتعاقد مع محمد صلاح بعد المستويات الرائعة التى ظهر عليها مع ليفربول الموسم الحالى.
وأشارت الصحيفة إلى أن سيرجيو راموس، قائد ريال مدريد الإسبانى، يدرك جيدا أن الثنائى كريم بنزيما وجاريث بيل سيكونان أبرز ضحايا ثورة التغيير التى يعتزم فلورنتينو بيريز، رئيس النادى الملكى، القيام بها الصيف المقبل بعد الموسم المخيب للآمال.
