مع بداية رمضان بدأت موجة من البرامج التليفزيونية والإذاعية في اجترار الماضي في لحظة يراها المسئولون عن تلك البرامج بأنها لحظة صدق مع النفس. ويراها ضيوفها فرصة لابراز قدرات غير عادية ويقف المواطن العادي أمامها شاردا لا يعي منها سوي بعض المكلمة التي تسود الشارع المصري. فهذا فلان يخرج علينا ليحكي تفاصيل اللحظات الأخيرة لتنحي حسني مبارك, وهذا أخر يحدثك عن أدق تفاصيل العلاقة بين المخلوع وقيادات المجلس العسكري, وثالث يحدثك عن ال30 عاما التي قضاها مبارك وكأنه كان ينام تحت سرير ظلمه واستبداده وديكتاتوريته, وهذا يفتح لك خزائن الاتهامات والاكاذيب.. البعض من هؤلاء كان إما قيادة في الحزب الوطني المنحل أو أحد أدواته أو قواعد نظامه إلا إنه يبادرك بالقول: احنا ثوار التحرير.. احنا اللي رفضنا الظلم.. ومجرد تحويلة بسيطة يريد ركوب الموجة.. وفي هذا يحدثك حسام بدراوي ومحمد فريد خميس ولميس الحديدي ومصطفي الفقي وآلاف ممن يريدون ركوب موجة الثورة. وهناك فئة أخري تريد أن تصبح ابطالا بمحاولة البقاء علي افكارهم ومواقفهم مثل مرتضي منصور وعبدالله كمال وأسامة سرايا وغيرهم في محاولة للضحك علي المواطن البسيط, حيث يصورون انفسهم وكأنهم أصحاب مبادئ ولا يريدون تغييرها. ولكن المواطن المصري بذكائه يرفض كل تلك الأكاذيب ليضع أمام هؤلاء مطبا صناعيا, وقد سبقته مقولة انتم ابطال من ورق. ويوضح الدكتور فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس السياسي بجامعة عين شمس أن هؤلاء الأشخاص مهما حاولوا تجميل وتعديل طبيعة القناع الذي يرتدونه علي وجوههم( الوجه الحقيقي) فإن المتعاملين معهم والمتابعين لهم مهما طال العمر وتبدلت الظروف وتغيرت الأحوال فإنهم يظلون يتعرفون علي الوجه الحقيقي مهما كانت براعة المتخفي في لعب الأدوار المتغايرة, ويشير إلي أنه مهما حاول المتحولون أو المتلونون تغيير جلدهم أو ملامح أقنعتهم فيكفي أن الآخرين يعرفونهم ويعرفون أحجامهم جيدا ومن ثم لا تأثير لهم بعد تعديل خشبة المسرح والمسرحية والمؤلف والمنتج والمخرج. ويضيف أنه مهما طال فعل وعمل الحواة فإن الجمهور يفهمهم ويعرف الاعيبهم جيدا وعلي الجمهور أن يصدهم عن طريق تذكيرهم بتاريخهم بألا يجعلهم يصدقون أنهم في ثوب جديد وأنهم مهما فعلوا فإنهم محسوبون علي العهد البائد فلا مجال للمراوغة أو القفز علي منصة المشهد السياسي الجديد وعلي الجمهور أن يصدهم وهذا واجبه الآن.