رغم تراجع الليرة التركية إلى أدنى مستوى فى نحو 6 أشهر أمام الدولار الأمريكى خلال تعاملات أمس، وسط توترات سياسية وجيوسياسية، ووسط الانشقاقات التى ضربت حزب العدالة والتنمية التركى مؤخرًا، لا يزال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يسعى لتحقيق أحلامه الاستعمارية وإقامة دولة الخلافة الإسلامية، وبدأ بالفعل تنفيذ هذا السيناريو الاستعمارى بضم مدينة عفرين السورية بعد تهجير سكانها بالإكراه. ولا يزال الخلاف حول نتيجة الانتخابات المحلية فى مدينة إسطنبول قائمًا بين حزب العدالة والتنمية وبين الحزب المعارض. وتأثرت العملة سلبًا كذلك بالتوتر فى العلاقات بين أنقرة وواشنطن على خلفية الفرض الكامل للعقوبات الأمريكية ضد مشترى النفط الإيرانى بما فى ذلك تركيا بدءًا من بداية مايو. وفى الوقت نفسه، فإن تركيز الأسواق يتجه نحو البنك المركزى التركى وسط ترقب نتائج اجتماع السياسة النقدية المزمع عقده اليوم وسط توقعات بالإبقاء على معدل الفائدة الرئيسى عند 24 % دون تغيير. وهبطت أمس العملة التركية مقابل نظيرتها الأمريكية بنحو 0.8 % ليصعد الدولار إلى 5.87 ليرة. وكانت العملة التركية، سجلت 5.87 ليرة لكل دولار فى وقت سابق من الجلسة ما جعلها عند أدنى مستوى منذ 12 أكتوبر الماضي. ويعنى ذلك أن خسائر الليرة التركية منذ بداية العام الحالى بلغت 9.65 % منذ بداية العام الحالى وحتى الآن مقابل الورقة الخضراء مع حقيقة أنها كانت العملة الأسوأ أداءً بعد البيزو الأرجنتينى فى الربع الأول من 2019. وفقدت العملة التركية نحو 28 % من قيمتها فى العام الماضي، وسط أزمة ضربت الليرة مع تسارع التضخم ومشكلات اقتصادية وجيوسياسية أخري. وواجه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان علامة نادرة على التمرد داخل الحزب الحاكم، حيث هاجم الحلفاء السابقون قيادته بعد تدهور حاد فى الاقتصاد وخسائر فى الانتخابات المحلية الشهر الماضي، بحسب وكالة «بلومبيرج«. وقال أحمد داود أوغلو، الذى كان ذات يوم خليفة أردوغان: إنه «يجب أن يواجه حقيقة تراجع الدعم الشعبي» بسبب سياساته «المتغطرسة«. وتجنب البيان المكتوب عن رئيس الوزراء السابق أى انتقاد شخصى لأردوغان، على الرغم من أنه نال من سياسات خاضعة لسلطة الرئيس مباشرة مثل إدارة الملف الاقتصادى إلى كبح الحريات الأساسية والضغط على حرية التعبير. وقال داود أوغلو، الذى لا يزال عضوًا فى حزب العدالة والتنمية، رغم أنه لم يعد عضوًا فى البرلمان: «لا يمكننا إدارة الأزمة الاقتصادية التى نشهدها من خلال إنكار وجودها، تكمن أزمة الحكم فى جذور الأزمة الاقتصادية التى نعيشها«. فبعد البقاء على رأس السلطة على مدى العقدين الماضيين تقريبًا، أصبح الرئيس التركى وحزبه فى منطقة مجهولة بعد خسائر غير مسبوقة فى المدن الكبيرة.