استدعاء السعودية والكويت والبحرين لسفرائها في سوريا يمثل أول تحرك عربي لعزل الرئيس السوري بشار الأسد والضغط عليه لوقف المذابح وألة القتل التي يمارسها ضد شعبه بدبابات ومدفعية ومدرعات بدلا من استخدامها ضد عدو بلاده اللدود. كما يتزامن هذا التحرك العربي مع التصعيد التركي الذي وصل إلي حد اعتبار الأوضاع المأساوية في سوريا شأنا تركيا وليس شأنا داخليا لسوريا مما يعكس مدي الاهتمام التركي وعدم الوقوف موقف المتفرج مما يؤكد أن شهر العسل بين دمشق وأنقرة قد انتهي وهذا الموقف التركي ليس جديدا بشأن الربيع العربي فرجب طيب أردوجان رئيس الوزراء كان واضحا في موقفه من ثورة25 يناير وطالب الرئيس السابق حسني مبارك بالعمل علي انتقال السلطة. رد فعل الدول الخليجية الثلاث سوف يطلق التحرك العربي الشامل لوقف مذابح الأسد ضد شعبه حيث وصل عدد الشهداء إلي2000 شهيد حيث سيتبع هذا خطوات أخري من دول عربية أخري وسيصعد ذلك من الضغوط الإقليمية والدولية التي مازالت في مرحلة الإدانة ولم تتحرك لمرحلة الفعل الحاسم الذي يرغم الأسد علي وقف تلك المذابح حيث من الصعب علي الأسد أن يواجه عزلة عربية وإقليمية ودولية. فرمضان تحول عند الأسد لشهر المذابح والقتل والحصار بدلا من شهر الصوم حيث تم فرض الحصار علي المدن السورية الكبري ثم الاقتحام بالدبابات وممارسة آلة القتل بشكل وحشي غير مسبوق فمدينة حماة شهدت من أراقة دماء الأبرياء مافاق ما تعرضت له من مذابح في عام1982 وذلك دون رادع عربي وإقليمي مما جعل الجميع يؤكد أن الأسد فقد عقله. رد فعل السعودية والذي ظهر واضحا في بيان العاهل السعودي الذي كان رافضا لسياسة القتل وكشف عن أن رائحة الدم قد وصلت للجميع وأن صوت العقل والحكمة يقتضي وقف تلك المذابح أيضا جاء موقف العاهل السعودي بعد بيان دول مجلس التعاون الخليجي ثم التحذير الذي أطلقه نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية مما يؤكد الإجماع العربي وضرورة التحرك لعزل الأسد لأن الصمت يشجعه علي ممارسة القتل والمذابح. أيضا يشكل موقف السعودية في سحب السفير بعد بيان حاسم لخادم الحرمين أول تحرك سعودي واضح لدعم الربيع العربي في انقلاب علي خطوات سابقة وصفت بأنها مناهضة له مثل منح اللجوء السياسي للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ثم للرئيس الهارب في مستشفيات السعودية عبد الله صالح وارسالها قوات ضمن درع الجزيرة للبحرين. التحرك السعودي والخليجي فسره المراقبون بأنه يأتي ردا علي الموقف الإيراني الداعم لنظام الأسد وحزب الله وحرص طهران علي الوصول لمياه البحر المتوسط عبر الأراضي السورية. وقد مثلت الحملة علي مدينة دور الزور وحماة ذرور وحشية الأسد في الشهر الخامس للثورة السورية دون تنفيذ أي تعهدات بالإصلاح مثل إجراء انتخابات برلمانية مما بدا أن أوان تلك الوعود الوهمية قد ولي لأنه من غير المعقول أن يصل التضارب والتناقض في الموقف السوري حيث القتل بيد وإطلاق الوعود الوهمية بيد أخري فالمهم هو وقف تلك المذابح. وكما قال الكاتب والمحلل البريطاني روبرت فيسك أن الأسد لن يوقف مذابحه إلا إذا أدرك أنه سوف يتعرض لعزلة تقود لإنهاء حكمه, وقال فيسك ان تحرك العاهل السعودي هو بداية عزلة الأسد موضحا أن التعتيم الإعلامي يؤكد أن الموقف أسوأ بكثير مما يتصوره البعض. والسؤال كيف يتفرج العالم علي مذابح الأسد ضد شعبه ولماذا لا يكون هناك موقف حاسم وهل ينتظر مزيد من أراقة الدماء؟