واصلت قوات الأمن والجيش السوريين حملاتها لقمع الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد رغم تصاعد الضغوط الدولية والعربية. وأكد ناشطون حقوقيون مقتل 23 مدنيا أمس في ريف أدلب القريبة من تركيا وحماة ودير الزور خلال عمليات عسكرية قامت بها القوات السورية. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن والجيش اقتحمت بالدبابات أمس بلدتي "بنش" و"سرمين" في ريف أدلب والقريب من الحدود السورية التركية مما ادي الي سقوط قتيلين وعدد من الجرحي. وقال المرصد في بيان إن "عشرات الدبابات وناقلات الجند المدرعة اقتحمت بلدات بنش وسرمين وبدأ اطلاق نار كثيف فيهما سمع في القري المجاورة". وفي بيان اخر افاد المرصد عن دخول طابور مدرعات وسط مدينة دير الزور واطلاق نار كثيف في أحيائها لليوم الثالث علي التوالي حيث لقي شخصان مصرعهما متأثرين بجروحهما. وقال المرصد إنه "بعد سماع اصوات اطلاق النار الكثيف في احياء الحويقة والقصور والجبيلة وصلت معلومات مؤكدة عن استشهاد شاب وسيدة متأثرين بجروح اصيبا بها". وأفاد بأن "عمليات مداهمة واعتقالات نفذت في حي الحويقة أسفرت عن اعتقال 17 شخصا". وفي مدينة حماة احد مراكز الاحتجاجات، قتل مدنيان برصاص قوات الامن. وقال ناشط حقوقي إن "خمسين دبابة انتشرت في محيط حلفايا وطيبة الإمام شمال حماة وقتل مدنيان". وعلي صعيد الجهود الدبلوماسية وصل أمس وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الي دمشق حاملا رسالة شديدة اللهجة الي السلطات السورية تطالبها بوقف القمع فورا بحق المحتجين. وقالت مصادر دبلوماسية إن أوغلو بدأ فور وصوله دمشق اجتماعا مع الرئيس السوري بشار الأسد. وكان المسئول عن الملف السوري في وزارة الخارجية الأمريكية فريديريك هوف قد وصل إلي أنقرة لبحث آخر تطورات الملف السوري عشية زيارة أوغلو إلي دمشق. في غضون ذلك أرسلت الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا مبعوثين رفيعي المستوي إلي دمشق من أجل حث السلطات السورية علي وقف العنف. وقال هارديب سينج بوري مندوب الهند في الأممالمتحدة إن وفدا يضم مبعوثي الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا سيلتقي مع مسئولين سوريين كبار من بينهم وزير الخارجية وليد المعلم للحث علي وقف العنف. علي الصعيد نفسه قال البيت الابيض إن الرئيس الامريكي باراك أوباما تحدث إلي زعيمي اسبانيا وايطاليا بشأن الاوضاع في سوريا وانهم اتفقوا علي التشاور بشأن خطوات اضافية للضغط علي بشار الاسد. وأضاف البيت الابيض ان الزعماء الثلاثة ادانوا استخدام الاسد "العنف العشوائي ضد الشعب السوري". من جانبها، جددت إيطاليا إدانة "إصرار" النظام السوري علي مواصلة قمع الاحتجاجات الشعبية رغم النداءات الدولية والإقليمية لوقف العنف. من جانبه دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الي الحوار في سوريا من أجل الوصول الي الإصلاحات، وأشاد بدعوة العاهل السعودي الملك عبد الله الي وقف العنف، منتقداً موقف مجلس الأمن مما يجري في سوريا.