اشتعلت جذوة الشر داخل قلب إبراهيم كلما رأي واحدا من أقرانه الأشرار وهو يرتدي أفخر الثياب ويصرف ببذخ علي ملذاته, في الوقت الذي كان يندب حظه بسبب ضيق ذات اليد وعدم قدرته علي مجاراة أصدقائه. فكر إبراهيم كثيرا قبل أن يقدم علي مغامراته في الاتجار بالمواد المخدرة واستقر أخيرا علي أن تكون بدايته مع البانجو داخل قريته القريبة من مركز إدفو بأسوان, ومع أول صفقة عقدها خدعه المكسب الطائل الذي حققه ليواصل نشاطه الذي جعله واحدا من مشاهير تجار الصنف بين الشباب الذين أطلقوا عليه هيما كنوع من التدليل. ورغم أنه كان تحت رقابة رجال المباحث الذين كثيرا ما لاحقوه, إلا أن إبراهيم ذو السبعة وعشرين ربيعا ظل مختفيا متنقلا بين القري للهروب من هذه الملاحقات, حتي التقط أحد رجال الشرطة السريين معلومة تفيد بعزمه ترويج صفقة جديدة من البانجو كان قد تسلمها مؤخرا, وبعد أن أكدت التحريات أن هيما في طريقه لتسليم أحد الموزعين الصغار جزءا من حصته ليلا. تم إخطار اللواء إبراهيم مبارك مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسوان الذي وجه رجال مباحث مركز إدفو إلي ضبطه فورا. وبتقنين الإجراءات ورغم انتشار عدد من الناضورجية بقرية إبراهيم, إلا أن المأمورية الشرطية المحددة تمكنت من التسلل داخل القرية, حيث فرضت القوة الأمنية سياجا حول مكمنه, وفي دقائق معدودة كان إبراهيم قد سقط متلبسا بحيازة سلاح ناري عبارة عن بندقية خرطوش و5 كيلو جرامات من البانجو, ليتم اقتياده إلي ديوان المركز لتحرير المحضر اللازم تمهيدا لعرضه علي النيابة العامة.