ظل أحمد واثقا في نفسه وهو يؤمن بؤرته التي اتخذها لترويج البانجو علي زبائنه المدمنين في إحدي قري مركز إدفو بالعديد من الناضورجية للحفاظ علي تجارته المحرمة التي كانت محل شكوي دائمة من أبناء القرية الشرفاء. منذ طفولته وحتي شبابه المبكر كان نموذجا للعنف والميل إلي الإجرام الذي اعتاده دائما من خلال أقرانه الذين كان لهم دور كبير في تشجيعه بعد أن أوهموه بأنه الفتوة والزعيم الذي يقتص لهم دائما من أي اعتداء, حتي تحول هذا العنف إلي جريمة عندما اعتدي علي طفل صغير فأصابه إصابة بالغة دفعت أبيه إلي تعنيفه بعلقة ساخنة كانت حديث أهل القرية الطيبين. لم يتعظ أحمد من تعنيف والده, تمادي في عناده ليصبح أكثر عنفا مما كان عليه, خاصة بعد أن ودع التعليم بلا رجعة محاولا الاعتماد علي نفسه في عمل يدوي لم يقنعه بسبب عدم قدرته علي توفير ثمن الدخان الأزرق الذي أدمنه, حتي أن شلة الإدمان التي كان عضوا أساسيا بها لفظته وطردته شر طردة بعد أن أصبح عالة عليها, يخرج منها نهارا ويعود لها ليلا خالي الوفاض علي أمل أن يجد كيفه ومزاجه عندها. وظل أحمد مترنحا تلاطمه أمواج الحياة ليقرر أن يتخذ طريقه نحو الشر منفردا معتمدا علي قدراته, وما إن بلغ سن السابعة والعشرين حتي تعددت جرائمه وبات مطلوبا في العديد من القضايا المتنوعة التي كلما دخل فيها خرج بقدرة قادر منها مستغلا براعة المحامين في اللعب علي أوتار ثغرات القانون. عدل أحمد من منهجه ورفع شعار نعم للمخدرات حتي يثبت للجميع أنه فعلا الفتوة والزعيم, وبدأ في الاتفاق مع عدد من تجار البانجو في أحد المراكز القريبة من إدفو, حيث حصل علي وعد بتمويله في مقابل نسبة يحصل عليها, ومع مرور الشهور والأيام ذاع صيته واستقل بتجارته وراج له المال الحرام حتي ظن أنه بمأمن عن عيون المباحث التي كانت تضعه تحت منظارها تحينا للحظة المناسبة لإلقاء القبض عليه متلبسا. ومع ورود المعلومات والتحريات الدقيقة التي أكدت عزم أحمد استلام كمية من البانجو لتوزيعها علي المدمنين, تم وضع جميع هذه المعلومات أمام اللواء فتح الله حسني مدير أمن أسوان الذي أمر بسرعة ضبطه فورا, حيث وضع العميد محمود عوض مدير المباحث الجنائية بالمديرية خطة الإيقاع به بالتنسيق مع رجال مباحث مركز إدفو, وفي اللحظة المناسبة وبعد تقنين الإجراءات داهمت الحملة مسكنه ليلا حيث تم ضبطه وبحيازته سلاح ناري عبارة عن بندقية خرطوشوكمية من نبات البانجو والحشيش وعدد من الأقراص المخدرة, ليدفع أحمد ثمن عدم استجابته لنصائح والده ويخر باكيا أمام جهات التحقيق التي تم عرضه عليها لتنفيذ7 قضايا سابقة بخلاف ما تم ضبطه.