يقود المحمول الثورة الاقتصادية في القارة السمراء التي تضم أكثر من ربع سكان العالم, حيث المحمول ليس فقط لتبادل الحديث, بل يعكس قوة التكنولوجيا في صياغة ثقافة اقتصادية وتجارية جديدة لرجال الأعمال, خاصة من أصحاب المشروعات المتناهية الصغر والمتوسطة, وذلك من البنوك إلي الزراعة والرعاية الصحية. فالمحمول تستخدمه جميع فئات المجتمع من تلاميذ المدارس الصغار إلي الباعة الجائلين إلي رجال الأعمال في معظم عواصم القارة السمراء. وقد ارتفع عدد مستخدمي المحمول من4 ملايين عام1998 إلي500 مليون حاليا, بينهم10 ملايين في أوغندا, بما يمثل ثلث عدد سكانها, حيث المحمول ليس مجرد أداة للتواصل والاتصال, بل طريقة وأسلوب جديد للحياة والمعيشة. فالقارة السمراء التي تتمتع ب4% من كهرباء العالم, أصبحت في قلب ثورة المحمول حيث تبدو القدرات بعيدة عن امتلاك أجهزة كمبيوتر, وحيث التركيز علي التنمية التكنولوجية في مقابل ربط المحمول بالكمبيوتر في الدول الغربية. وأشارت صحيفة الأوبزرفر البريطانية إلي الخدمات التي تقدمها شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في كينيا لدعم المشروعات الصغيرة مثل تحويل الأموال وتخزينها وتحويل حسابات البنوك ودفع رسوم الخدمات المنزلية مثل الكهرباء والمياه والغاز. وقالت الصحيفة: إن شركة اتصالات كينيا سافاريكوم لم تخترع تحويل الأموال في البنوك عبر المحمول, فهذه الخدمة شائعة فقط في دول مثل النرويج واليابان, لكن علي مستوي غير كبير ولا تصل إلي الكينيين, وهي خطوات وخدمات لم ترحب بها البنوك في بداية الأمر. ووفقا لمجموعة من كاليفورنيا فإنه من المقرر أن يصل حجم الأموال التي يتم تحويلها عبر المحمول إلي تريليون دولار في عام2015, وذكر كارول ريليني الرئيس التنفيذي للشركة أن إفريقيا هي وادي السيليكون للبنوك, حيث مستقبل البنوك والمصارف واعد ويسعي لتغيير شكل الاقتصاد في القارة والعالم كله. كما تنتشر ظاهرة البنوك المحمولة في عدد من دول القارة مثل أوغندا التي وصل عدد المستخدمين خلال عامين من600 ألف إلي1.5 مليون مستخدم وعميل. كما أصبحت مراكز تحويل الأموال عبر المحمول في عدد من الدول الإفريقية وغطت شبكة إم تي إن85% من أراضي أوغندا, وكشفت دراسة لمركز الدراسات التجارية في لندن عن أن المحمول يحمل إمكانات اقتصادية كبيرة في إفريقيا مع ارتفاع عدد المستخدمين إلي10 محمولات لكل100 شخص في الدول النامية, حيث كان وراء ارتفاع الدخل المحلي بنسبة5%, كما يعزز انتشار المعلومات والاتصالات, خاصة الحيوية منها, ويساعد علي الرعاية الصحية في ظروف صعبة مثل الجفاف. وقد عززت خدمات المحمول منظمات أوروبية مثل جرامين لتمويل ودعم المشروعات الصغيرة التي بدأت خدماتها بدعم المزارعين الصغار وتشجيعهم علي تبادل المعلومات وتلقي الاتصالات, خاصة في ظروف الكوارث مقابل مبالغ زهيدة للغاية, كما استخدمت جرامين هذه المعلومات في سرعة تشخيص الأمراض وعلاجها, ويمثل عدم توافر الكهرباء في المدن أكبر تحد لشركات المحمول.