بهدف فتح قنوات للحوار بين الطلاب وقادة الفكر والمسئولية بالمجتمع المصري, شهدت جامعة القاهرة, أمس, أول حوار مفتوح في العام الجامعي بين الطلاب والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف, بينما تنعقد بجامعة حلوان اليوم أول ندوة مفتوحة بين الطلاب والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية. وشهد لقاء طلاب جامعة القاهرة بوزير الأوقاف إعلان الوزير عن اختيار الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة عضوا بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية, وقال جمعة: إن اختيار الخشت جاء للتنوع وإثراء الحوار داخل المجلس بمفكر كبير بحجم الخشت. وتناول جمعة في حواره مع الطلاب الذي امتد لحوالي ساعتين في قاعة احتفالات الجامعة الكبري آليات تفكيك الفكر المتطرف ومواجهته بسلاح الفكر, مشيرا إلي أن تفكيك الفكر المتطرف هو هم مشترك لكل مهتم بالأفكار الصحيحة وتصحيح المفاهيم ومواجهة ما تحاول الجماعات المتطرفة زرعه من خلال هذه الأفكار. وأكد أن التجديد في الفتوي أمر حتمي وأنها قد تتغير بتغير الزمان والمكان أو الحال وأن ما كان راجحا في عصر قد يصبح مرجوحا إذا تغيرت الظروف والعكس صحيح. وتابع: هناك مغالطات دستها بعض الجماعات المتطرفة سواء غلوا أو إفراطا أو تقصيرا, ونحن نواجه التسيب والانحلال والتفريط والإلحاد المصنوع والظواهر الشاذة وكل قواعد الهدم بنفس القوة التي نواجه بها التشدد والغلو; لأن الإسلام قائم علي الوسطية; ولأنك إذا أمسكت بالوسط اتزن الطرفان, أما إذا أمسكت بأحد الطرفين سيميل الأمر كله. وأكد الوزير أن التسيب والتطاول علي ثوابت الدين قنابل موقوتة مثل قنابل الإرهابيين, كما أن محاولة التطاول علي الثوابت والاعتداء عليها هدم لها ومعظمها يكون في مجال العقائد أو العبادات وهذه الثوابت لا يمكن التجرؤ عليها أو النيل منها. ومن جانبه قال الدكتور محمد عثمان الخشت, رئيس جامعة القاهرة: إن الجامعة أطلقت مشروعا لتطوير العقل المصري, حيث إن طريقة التفكير المصرية ثابتة لم تتغير من حيث الجوهر وعبر العصور المختلفة إلا في أوقات استثنائية, مؤكدا أن طرق التفكير التقليدية تحتاج إلي تغيير وأول طريق لتغيير العقل المصري هو تطوير العقل الديني فالمصري دائما يستند إلي العقل الديني الذي يحكمه. وقال إنه: يجب أن ندرك أن الاختلاف والتنوع هو هبة إلهية لا بد من الحفاظ عليها من أجل إحداث النهضة والتقدم, موضحا أن المشكلة الأساسية في التفكير المتطرف يقوم علي الفكرة الأحادية.