في محاولة لكسر روتين المسلسلات الطويلة المعروضة خارج الموسم الرمضاني والتي تصل في كثير من الأحيان إلي90 حلقة, اتجه عدد من المنتجين وصناع الدراما لتقديم مسلسلات درامية بحلقات قصيرة, والتي يطلق عليها ميني دراما باختلاف عدد حلقاتها سواء3 حلقات أو5 حلقات أو7 حلقات, والتي انتشرت مؤخرا وكان آخرها قيام مسلسل نصيبي وقسمتك بتقديم5 حلقات منفصلة في كل قصة من القصص التي يعرضها علي مدار المسلسل, ولكن في هذه المرة بعناصر درامية مختلفة وأبطال ومخرجين جدد, ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولكن يبدو أن هذا التفكير شجع إحدي جهات الإنتاج للتعاقد مع الفنان بيومي فؤاد لتقديم مسلسل ميني دراما والذي يحمل اسم حشمت الأبيض. وتعتبر ظاهرة المسلسلات ال ميني دراما غير جديدة, ولكن سبق أن قدمت قبل عشرات السنوات, من خلال عدد من الأعمال والتي قام ببطولتها أشهر النجوم, مثل سباعية الليل والبراري الذي قدمها من قبل ليلي طاهر ورشوان توفيق, إضافة إلي رائعة الفنانة سعاد حسني مع الفنان أحمد زكي في مسلسل هو وهي والذي قدم للتليفزيون عام1985 وحملت حلقاته المسلسل الكثير من القضايا المختلفة والتي كانت تعرض خلال حلقاته المنفصلة وسط تفاعل كبير من الجمهور, وفي عام2010 قدمت الفنانة ليلي علوي سباعية مجنون ليلي وهالة والمستخبي وكانت من أوائل من تحمسوا لهذه الأفكار التي تكسر روتين وملل الأعمال الدرامية التقليدية التي كانت تقدم في هذه الفترة, لتكون هذه النوعية من المسلسلات بديلا عن ظاهرة المط والتطويل التي مل المشاهد من تكرارها, والذي كان يناقش المسلسل قضية معينة بشكل سريع ومركز خلال سبع حلقات فقط. ورغم أن هذه الظاهرة كانت قاصرة علي عدد من النجوم إلا أن هذا التوجه تغير مع غزو الشباب لتقديم هذه النوعية من المسلسلات مع اختلاف عدد حلقاتها سواء ثلاثية أو خماسية أو سباعية, إضافة إلي أنها أصبحت حسبة إنتاجية باستعانة المنتجين بالنجوم الشباب كنوع من تقليل التكلفة التي يمكن أن يتقاضها نجم كبير واحد يقوم ببطولة قصة مكونة من3 أو5 أو7 حلقات فقط, وهنا لا يختلف عدد الحلقات بقدر أن تكون القصة قادرة علي لفت انتباه الجمهور خلال فترة قصيرة لمتابعتها علي الشاشة علي مدار الأيام القليلة لعرضها, وفي السطور التالية ترصد الأهرام المسائي عودة التوجه لتقديم المسلسلات الميني دراما التليفزيونية, وأبرز الأعمال التي اتخذت نفس الطريق في عرض حلقاتها, مع رأي صناع والقائمين علي تقديم هذه النوعية من الأعمال التليفزيونية. يقول المؤلف عمرو محمود ياسين: فكرنا كثيرا في تطوير مسلسل نصيبي وقسمتك بعد نجاح الموسم الأول في ظل مطالبات القنوات بإعادة تقديم موسم جديد من العمل, فكان تفكيرنا متجها لعمل قصص مكونة من5 حلقات وليس3 حلقات فقط لعدة أسباب أهمها إشباع الجمهور من مشاهدة القصة لأننا اكتشفنا أن3 حلقات قصيرة للغاية, وبالفعل بدأنا في كتابة المسلسل وهو ما استغرق مجهودا كبيرا للغاية ويمكن أن نقول إنه مجهود مضاعف, كما أننا كنا نعمل علي الهواء واستغرقت كتابة الحلقات نحو4 أشهر ونصف الشهر. أضاف: البعض تعجب من حرق كل هذه الأفكار علي مدار حلقات المسلسل, حيث قدمنا9 مواضيع وأفكار جيدة, لدرجة أن البعض قالوا لي: أنت حرقت9 أفلام كل فيلم منهم مدته ساعة وربع تقريبا علي مدار5 حلقات متواصلة, ويمكن أن نقول إنها للمرة الأولي التي يتم فيها تقديم خماسية لأننا اعتدنا علي رؤية الثلاثيات أو السباعيات والمنتشرة منذ الستينيات, والتي سبق وشاركت فيها من قبل بمسلسل سكين وتفاحة مع المخرج وائل فهمي عبد الحميد, ولكن الخماسيات هو نوع جديد قدمناه في مسلسل نصيبي وقسمتك, والعنصر الجديد هنا هو تغير الأبطال ومخرج العمل فكل حدوتة لها أبطالها ومخرجها, لحجم المجهود الجبار المبذول في المسلسل سواء من تحضيرات لكل قصة ومعاينة أماكن التصوير, إضافة لضيق الوقت لتسليم الحلقات, وكل مخرج من المخرجين له لونه الذي يميل إلي تقديمه فمثلا المخرج أكرم فريد كان الأنسب لتقديم قصة604 لأنه يحب هذه النوعية من أعمال الرعب والتشويق, إضافة إلي أن كل بطل من الأبطال كان يليق علي قصة من القصص فمثلا حبيبة أمها كان درة هي الأنسب لها واخترتها من البداية لتقديم هذه القصة إضافة إلي حدوتة604 رأيت حنان مطاوع هي الأجدر بتقديم هذه القصة قبل بدء كتابة الحلقات, وهناك أبطال كنت أراهم الأنسب للقصة أثناء كتابة حلقاتها, فكل شخصية تنادي صاحبها. وأوضح: هذا المسلسل كان جريئا وتحمست له الجهة المنتجة وهو أمر يحسب للمنتج, ولا يمكن أن نقول إن هذه النوعية من المسلسلات سوف تحل بدلا من المسلسلات الطويلة لأن كل نوعية ولها جمهورها, ولكن يمكن أن تشجع جهات إنتاج علي تقديم مسلسلات قصيرة, رغم أنها ليست جديدة وكانت تقدم من سنوات طويلة وكانت والدتي الفنانة شهيرة بطلة أحد المسلسلات السباعية في يوم من الأيام أمام الفنان فاروق الفيشاوي في مسلسل مخلوق اسمه المرأة, ومسلسل اللقاء الثاني بطولة محمود ياسين وبوسي. من جانبه قال المخرج أكرم فريد: إن تقديم نوعية الحلقات المنفصلة بقصص مختلفة داخل مسلسل واحد ليس جديدا ولكن سبق وقدمت في أكثر من عمل من سنوات طويلة ولكن الجديد والتحدي تغير الأبطال ومخرجي القصص وهو ما حدث في مسلسل نصيبي وقسمتك الذي اعتبره مخاطرة كبيرة ولكنه كان متوقع رد فعل كبير من الجمهور وهو ما تحقق علي أرض الواقع بالفعل بعد عرض الحلقات الأولي من العمل. وتابع: نلاحظ أن هذا المسلسل سيدفع عددا من الجهات المنتجة لتقديم مسلسلات بقصص قصيرة, ومحاكاة هذه التجربة, خاصة مع نجاح هذه التجربة ليكون دافعا قويا لتقديم أعمال مشابهة. من جانبها, قالت الناقدة خيرية البشلاوي: إن هذا التوجه جيد وصالح للدراما بشكل عام لعدة أسباب أهمها أن كل المسلسلات التي عرضت في السنوات الأخيرة يمكن اختزال حلقاتها إلي النصف لأنها مليئة بالهرتلة والمط والتطويل الذي أصيبت به الدراما مؤخرا. أضافت أن تقديم وعرض القصة بحلقات قليلة سيساعد في التركيز علي المضمون والمعالجة بإيجابية للحلقات التي يقدمها المسلسل, وهو توجه نشجعه وندعمه حتي نحقق ما نريده بعيدا عن الحشو الذي ليس له أساس علي الإطلاق سوي زيادة عدد الحلقات والمساحة والمدة علي الشاشة وهو ما يؤدي إلي الملل لدي المشاهد. تابعت خيرية البشلاوي: لا أعرف السبب وراء هذا التوجه سواء أحكام العملية وتقويض نفوذ النجم الذي يقوم ببطولة العمل علي مدار حلقاته الطويلة أم كنوع من التوفير في الميزانيات لأن هذه النوعية من المسلسلات قليلة التكلفة, ولكن أيا كانت الأسباب نتمني العودة للمسلسلات ذات الحلقات المعدودة والتي كان مسلسل الأيام أحد نماذجها.