إن التحقق من الشخصية أو الهوية من الأمور المهمة جدا للإنسان والحكومة الفرنسية قد قطعت شوطا كبيرا في تمييز الأشخاص المجرمين سنة1882, حيث استخدمت طريقة تسمي بيرتيلون تشمل المعلومات الوصفية مثل لون الشعر والعينين ووصف الأنف والأذنين وكذلك علامات الجسم مثل الخدوش وعلامات الوشم. وفي سنة1858 استخدم العالم المهندس هيرشيل بصمات الأصابع في تمييز الأفراد. وفي سنة1894 تم استخدام بصمات الأصابع في إنجلترا في تمييز الأفراد وبعدها أصبحت في العالم كله إلي الآن. والبصمة هي عبارة عن خطوط مرتفعة من الجلد بنهايات الأصابع وتأخذ أشكالا مختلفة فقد تكون علي هيئة أقواس أو دوامات أو عراوي متحدة المركز أو قد تكون مركبة من هذه الأنواع جميعها. وتظل هذه البصمات ثابتة طول حياة الإنسان ولا تتغير إذا أصيب طرف الأصابع حيث إنه تتم إعادة تكوينها مرة أخري. ومن مظاهر عظمة الخالق سبحانه أن هذه البصمات أو هذه الخطوط تقع فيها فتحات الغدد العرقية لأطراف الأصابع بطريقة تختلف من إنسان لآخر من حيث ترتيب هذه الفتحات وشكلها ومكانها وعددها وتظل ثابتة مدي الحياة وليس الأمر كذلك فحسب بل إن الأظافر نفسها بها خطوط طولية تختلف من إنسان لآخر وتظل ثابتة مدي الحياة. ومن الإعجاز الإلهي أيضا أن البصمات تساعد علي تحقيق الشخصية بعد الدفن وبعد تحلل الجثة والتحنيط والغرق وفي حالات الجفاف الشديد للجسم بالحرارة. ولقد ذكر القرآن الكريم جزءا بسيطا في جسم الإنسان وهو البنان أو طرف الإصبع وذلك لأنه يشمل أربعة وسائل لتحقيق الشخصية وهي البصمات, وشكل وترتييب وعدد فتحات الغدد العرقية, وبروزات الأظافر, وتجويفات هذه البروزات في البنان. هذا ولم تكن كل هذه المعلومات معروفة إلا بعد التقدم العلمي الهائل في علوم الطب الشرعي والهستولوجي منذ عدة عقود بداية من اكتشاف البصمات سنة1858 م. وصدق من قال في كتابه الكريم منذ أكثر من1400عام في سورة القيامة آية4,3 أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه* بلي قادرين علي أن نسوي بنانه.