أكد خبراء الاقتصاد علي الآثار الإيجابية اقتصاديا للمسح الصحي الشامل للكشف عن فيروس سي والأمراض غير السارية والتي انطلقت مرحلتها الأولي أمس في9 محافظات وتستهدف17 مليونا, سواء علي إنتاجية المواطن وبالتالي الناتج الإجمالي القومي أو الموازنة العامة للدولة وتوفير حجم الإنفاق الباهظ علي علاج هذه الأمراض. ويقول الدكتور شريف دلاور, الخبير الاقتصادي: إن أهم شيء لهذه الحملة القومية هو العامل الإنساني, حيث تشير إلي أن رفاهة الإنسان وعدم معاناته هما الأولوية الأولي للدولة انطلاقا إلي تحسن مستوي حياة الإنسان اجتماعيا واقتصاديا في عمله ومكسبه, وبالتالي التأثير الاقتصادي الكلي للدولة فالبداية باقتصاد الإنسان وقدرته علي العمل والكسب من الاهتمام بصحته, لافتا إلي التكلفة الباهظة في الموازنة العامة للدولة التي تذهب إلي علاج هذه الأمراض وعند القضاء علي المرض سيكون التأثير قويا علي ميزانية المواطن والدولة. وأشار إلي أن تحسن حالة المواطن الصحية وعلاجه والاهتمام به صحيا يزيد من إنتاجيته بما ينعكس إيجابا علي زيادة الناتج الإجمالي الذي يعتمد علي الموارد البشرية والتكنولوجيا وتحسن المورد البشري يؤدي إلي تحسن الإنتاجية الكلية للإنتاج القومي, مؤكدا أن هذه الحملة في هذه المرحلة الحالية تشير إلي أن المجابهة علي كل الجبهات سواء بإجراءات التحسن الاقتصادي أو مواجهة الإرهاب أو الاهتمام بالصحة والتعليم والتشغيل وغيرها. وتؤكد الدكتورة يمن الحماقي, أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة عين شمس, أنه من حيث التأثير علي الإنتاجية فإن ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض وأنه يأتي في أعمار صغيرة تجعل تأثيراته علي الإنتاجية سلبية وعندما تحدث المكافحة للمرض خاصة في ضوء النتائج الطيبة للعلاج سترتفع الإنتاجية وهي أساس تنافسية الإنتاج والتي تعتمد علي تكلفة الإنتاج ومنها الأجور وعندما تزداد الإنتاجية حتي وإن ازداد الأجر في ظل الأسعار الحالية تزداد تنافسية الإنتاج, مشيرة إلي أن الحملة والعلاج تأثيراتهما إيجابية علي قدرة وزيادة تنافسية الإنتاج خاصة ونحن نتطلع للتصدير وتحسين الناتج المحلي. وتوضح أن من أهم التأثيرات ما يتعلق بالانتماء فعندما يشعر المواطن أن بلده يحتضنه ويقف بجانبه حتي الشفاء خاصة أن المبادرة برعاية رئيس الجمهورية والعلاج علي نفقة الدولة في ظل ارتفاع أسعار العلاج بشكل كبير واستهداف إلغاء كل قوائم الانتظار فإن هذه الأمور جميعا تأثيرها النفسي كبير بما يعمق الشعور بالانتماء وينعكس إيجابيا علي الإنتاجية, مشيرة إلي أن رأس المال البشري دعامتاه التعليم والصحة والحملة لا تستهدف القضاء علي فيروس سي فقط بل وحصر وتحديد المرضي بالأمراض غير السارية أيضا. وأشارت إلي أهمية أن يتواكب مع الحملة والجهد الكبير المصاحب أن يكون هناك اهتمام بالتوعية بطرق الوقاية وتأمين القضاء علي أسباب المرض لضمان عدم زيادة مرضي جدد خاصة أن معظم أسباب الإصابة مرتبطة بالإهمال وقلة الوعي, مؤكدة أنه بذلك سيتم توفير مبالغ باهظة للموازنة العامة للدولة في وقت يتزامن مع تطبيق قانون التأمين الصحي ورفع مستوي الخدمة في المستشفيات الحكومية والجامعية والفصل بين مقدم الخدمة ومن يتحمل التكلفة.