- د. عزة كريم: ترسخ ثقافة التغيير للأفضل وتحسن نفسية المواطن - د. إيهاب الدسوقى: لها تأثير إيجابى جدًا على قطاعات كثيرة بالمجتمع - د. علاء شاهين: عنوان أساسي للتحضر وتنشط السياحة أكد خبراء الاجتماع والآثار أن النظافة هى من أهم الأولويات، وتعد بداية لتغيير ثقافى ومجتمعى يتضمن مردودا إيجابيا وفوائد متعددة على كافة الأصعدة، حيث تزيد من إنتاجية الفرد، وتحسن الصحة والبيئة والوقاية من الأمراض، وتساهم فى حل مشكلة المرور، وتنشط السياحة والاقتصاد خاصة فى صناعة تدوير القمامة، وتوفر فرص عمل، وتزيد الإنتاج، وتقلل نسبة الجرائم، وتقدم مظهرا حضاريا عن مصر جديدة بعد الثورة. وطالب الخبراء بأن تكون النظافة شعارا وهدفا يوميا ودائما، لما لها من أهمية للوقاية من الأمراض وزيادة الإنتاج ورفع درجة الثقة والانتماء لدى المواطن الذى يشعر عندها أن الدولة ورئيسها وأجهزتها المختلفة مهتمة به فى مختلف نواحى الحياة. وأشاروا إلى أن للنظافة تأثيرا إيجابيا ومباشرا على تسيير حركة المرور والتنشيط السياحى وارتفاع مستوى المعيشة، الأمر الذى يشعر المواطن بتحركات ركب التنمية للأمام ودوران عجلة الإنتاج. فمن جانبها، قالت د. عزة كريم -أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية-: إن حملة "وطن نظيف" هى حملة فى غاية الأهمية؛ لأنها تقدم حلولا وفوائد متعددة للمواطن والبيئة والصحة والسياحة والاقتصاد والتنمية والمرور وغيرها، مؤكدة أن هذه الحملة تعد بداية تأسيس لنظام جديد وتغيير ثورى فى المجتمع المصرى وثقافة المواطن نحو الأفضل، وهى حملة إنجاحها سهل، وفى نفس الوقت معبرة عن روح وثقافة التغيير بحد ذاته. كما أن حملة "وطن نظيف" هى دلالة مهمة تدل على أن المجتمع المصرى بدأ يتغير، وقادر على حل مشكلاته بأبعادها النفسية والمجتمعية، وقادر على العمل الجماعى وتوحيد الجهود من أجل الحل. وعددت كريم، فوائد ومردود حملة "وطن نظيف" وحل مشكلة القمامة على عدة أصعدة، منها: علاج المنظر السيئ جدا والمقزز للإنسان ونفسيته، كما أن بالنظافة ترتفع معدلات الإنتاج والقدرة على العمل وإنتاجية الفرد؛ لأنه يعمل فى بيئة نظيفة تمكنه بدنيا وصحيا ونفسيا من الحركة والعطاء. وأضافت أن النظافة كذلك تضمن بيئة صحية؛ لأن القمامة وأماكن تجمعها تعد موطنا للحشرات والأوبئة والأمراض، كذلك النظافة تساهم فى منع ارتكاب الجرائم؛ حيث يستغل بعض المجرمين القمامة ويشعلون النار فيها للتغطية على جرائمهم قبل أو بعد ارتكابها، لافتة إلى أن توافر النظافة يدل على وطن ليس فقط نظيفا ولكن وطن حى. وشددت على أن الحملة هى أكبر دليل على اهتمام الدولة بالناس وبيئتهم، وتحسن المزاج العام للمواطن والصحة العامة، مستدركة أن النظافة لها مردود إيجابى على مستوى السياحة، خاصة وأن هناك تجمعا للقمامة بأماكن عدة ومكشوفة للعيان، أما النظافة فتقدم صورة إيجابية عن الذات للخارج والداخل، واحترام المواطن بتوفير بيئة سليمة شكلا وموضوعا، كما أن النظافة تساهم فى حل مشكلة المرور؛ لأن تجمعات القمامة تعوق حركة السير ولا تترك مكانا لركن السيارات فتأخذ من سعة الشارع، كذلك تؤثر النظافة على تنشيط الاقتصاد؛ لأن تراكم القمامة أمام المحلات يعرقل عملها. وأكدت كريم أن عملية تدوير القمامة عقب التنظيف تولد صناعة فرص عمل كثيرة، وتقلل من البطالة، وتوفر عائدا اقتصاديا كبيرا يساهم فى تحقيق التنمية. بدوره، أكد د. إيهاب الدسوقى -أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات- أن النظافة لها تاثير إيجابى جدا على قطاعات كثيرة بالمجتمع، أولها: الاقتصاد؛ حيث تساعد على تنشيط السياحة مما يزيد من الدخل القومى، ويعمل على تشغيل العمالة المصرية، وتدر الملايين للمواطن والدولة كل عام، وكلما كانت الشوارع جميلة ونظيفة أقبل علينا السياح من كافة المناطق ونقلوا تلك الصورة الإيجابية لذويهم عند عودتهم. كما أن النظافة تعمل على تقليل الأمراض والحفاظ على صحة الإنسان مما يجعله قادرا على العمل والإنتاج مما يزيد أيضا من الإنتاج والدخل القومى "أى تنشيط الاقتصاد وتحسن أحوال المعيشة بصورة عامة"، وفى المقابل فإن الإهمال فى نظافة الوطن يؤدى لانتشار الأمراض والتى تكلف الدولة والفرد عبئا إضافيا فى الإنفاق على الأمراض وعدم قدرته على العمل والإنتاج. وأشار إلى أن النظافة عنوان التحضر والتمدن وعندما يلاحظ المواطن أن الدولة والمجتمع يهتمان بالنظافة من حوله يدخل ذلك السرور على نفسه ويزيد من اهتمامه وانتمائه لوطنه ويعطيه الثقة والتشجيع على زيادة الإنتاج والولاء. من جانبه، يرى د. علاء شاهين -عميد كلية الآثار الأسبق بجامعة القاهرة-أن النظافة عنوان أساسى للتحضر وتقدم أى بلد، ونحن يجب أن نحرص عليها؛ لأن أى سائح يزورنا ويلمس اهتمامنا بالنظافة والتجميل فسوف ينقل تلك الصورة لأهله ووطنه مما يزيد من فرص السياحة ويزيد الدخل القومى، والسياحة عموما تحمل الكثير من الفوائد والنفع لقطاعات مهمة وكثيرة فى مصر، كما أن النظافة لها تأثير مباشر على حركة المرور وتقديم الخدمات الأساسية للمواطن المصرى. ودعا شاهين ألا تكون النظافة مجرد حملة لمدة يومين بدعوة رسمية، وإنما يجب أن تكون شعارا يوميا وهدفا نسعى جميعا لتحقيقه بمساعدة أنفسنا قبل انتظار الدعم من الدولة لأن الدين الإسلامى الحنيف طالما حثنا على الاهتمام بالنظافة والجمال؛ وبهذا تستمر النظافة من حولنا ونحافظ على صحتنا ومكانتنا. وقال: "أرفض أى دعوة بأن اهتمام الرئيس محمد مرسى بالنظافة هو إجراء شكلى، وأننا لدينا الكثير من المشاكل أولى بهذا الاهتمام، فالنظافة وإزالة أكوام القمامة المتراكمة من أهم أولوياتنا ولا يشعر بذلك إلا المتضررون بصورة مباشرة".