اعتزال إجباري أو معاش مبكر هذا هو التوصيف الأكثر دقة لحال عدد من النجوم الذين اضطروا مجبرين نظرا لظروف السوق السينمائي أو التليفزيوني الذي يعتمد علي عدد من النجوم الشباب ممن أصبحت لديهم جماهيرية عريضة, ليختفي معها هؤلاء النجوم الكبارفعلي صعيد السينما تخلت الشاشة الفضية عن نجمة الجماهير نادية الجندي ونجمة مصر الأولي نبيلة عبيد وبات تواجد الفنانة إلهام شاهين إما من خلال أعمال تتولي إنتاجها أو فيلم كل فترة طويلة مثل ريجاتا, أو فيلمها المقبل مع المخرج أمير رمسيس حظر تجول, والأمر نفسه بالنسبة للفنانة ليلي علوي التي اكتفت بتقديم عمل سينمائي أو تليفزيوني كل فترة حيث تستعد لعرض فيلم التاريخ السري لكوثر بعد غياب طويل عن السينما, والفنان عزت العلايلي الذي عاد للسينما بفيلم تراب الماس بعد غياب سنوات طويلة. أما علي صعيد الشاشة الصغيرة فالأمر لا يختلف كثيرا حيث بات نادرا تواجد هؤلاء النجوم إلي جانب قائمة طويلة من الغياب الاضطراري للكبار..وفي هذه السطور يتحدث عدد من النقاد حول هذه الظاهرة, وأسباب انحسار وتراجع دور النجوم الكبار في تشكيل منظومة الفن ونستعرض آخر الإسهامات لهؤلاء النجوم سواء سينمائيا أو تلفزيونيا: يبدو أن المشكلة أكبر من وجود جهة منتجة تتحمس لنجوم أثروا الحياة الفنية فهي تكمن في وجود أزمة في الكتابة للكبار فغالبا ما يتجه كتاب السيناريو لصياغة نصوص تناسب جيل الشباب. علي مستوي السينما يمكننا أن نطرح هذا التساؤل: هل اعتزل نجوم السينما الكبار إجباريا بعد غيابهم عن الساحة خلال السنوات الماضية وآخرهم الزعيم عادل إمام ونجمة الجماهير نادية الجندي ونجمة مصر الأولي نبيلة عبيد ومحمود حميدة ويسرا وفاروق الفيشاوي وإلهام شاهين وليلي علي وغيرهم من النجوم الذين أثروا السينما المصرية وكانوا نجوم الشباك لسنوات طويلة قبل أن تعطيهم السينما ظهرها مع وجود جيل جديد من النجوم سيطر علي الساحة مؤخرا أمثال تامر حسني ومحمد رمضان وأحمد عز وأحمد السقا وأمير كرارة. فعلي الرغم من أن الزعيم عادل إمام كان أحد فرسان السينما لسنوات طويلة ولكنه توقف مع فيلم زهايمر الذي طرحه منذ8 سنوات, ليتجه بعدها للتلفزيون ورغم أنه يتصدر مسلسلاته التلفزيونية بشكل مستمر والتي كان آخرها مسلسل عوالم خفية في موسم رمضان الماضي إلا أن أعماله لم تلق إقبالا جماهيريا مع استهلاك الأفكار التي يقدمها وهو ما يؤكد وجود أزمة في الكتابة لكبار النجوم الجراند. أما الفنانة يسرا فكان آخر أعمالها فيلم جيم أوفرعام2012 حيث أكدت في أكثر من مناسبة أنها تتمني العودة مرة أخري للسينما لكنها لن تستطيع أن تقدم أفلاما بنفس مستوي الإرهاب والكباب أو طيور الظلام, والمهاجر, مشيرة إلي أن ذلك كان سببا في اعتذارها عن العديد من الأفلام التي عرضت عليها في الفترة الأخيرة رغم أن بعضها كان جيدا لكنه لا يتناسب معها مع تقدم عمرها لأننا لا نزال نعاني من أزمة الكتابة للنجوم الكبار. ورغم محاولات الفنان محمود حميدة للتواجد علي الساحة السينمائية بتقديم فيلم فوتو كوبي وقاسمته البطولة الفنانة شيرين رضا ولكن الفيلم لم يلق نجاحا جماهيريا رغم مشاركته في عدد من المهرجانات السينمائية ولكنه استسلم للأمر الواقع وارتضي بدور السنيد أو الرجل الثاني في البطولة حيث شارك في آخر أعماله الفنان أمير كرارة في فيلم حرب كرموز, كما وافق علي المشاركة مؤخرا مع الفنان كريم عبد العزيز في فيلم الفارس الذي يجري التحضير له في الفترة الحالية مع كوكبة من النجوم الشباب. انتبهت الفنانة إلهام شاهين لهذه الحقيقة الموجعة وحاولت الحفاظ علي مكانتها من خلال قيامها بإنتاج بعض أفلامها والمشاركة في بطولتها خاصة الأفلام التي تعتمد علي البطولة الجماعية مثل يوم للستات الذي شاركت فيه مع عدد من النجوم من جيل الشباب أيضا, إضافة إلي أنها تغيبت عن المشاركة الدرامية في التليفزيون لسنوات طويلة وعادت من خلال جزء جديد من مسلسل ليالي الحلمية باعتبارها أحد أبطاله ولكن المسلسل لم يلق نفس نجاح الأجزاء السابقة. وعلي مستوي الدراما, حاولت الفنانة ليلي علوي الحفاظ علي تواجدها لكنها غابت خلال السنوات الماضية والتي كان آخر أعمالها هي ودافنشي مع الفنان خالد الصاوي لتقاسمه البطولة وتعرض العمل للكثير من المعوقات ومن بعدها حاول الفنان خالد الصاوي العودة للدراما ولكن تعطلت مشروعاته والتي كان آخرها مسلسل فوبيا الذي واجهته صعوبات كثيرة إنتاجيا. بينما الفنانة نادية الجندي التي لقبت بنجمة الجماهير لم يعد دورها ملموسا في الدراما التلفزيونية رغم حرصها الشديد علي التواجد والصدارة في رمضان ورغم أنها قدمت مسلسل أسرار عام2015 وأنتجته بالمشاركة مع زوجها محمد مختار إلا أنه لم يلق نجاحا جماهيرا ومن وقتها غابت عن الأنظار لتخرج كل فترة مؤكدة أنها ستعود مرة أخري وفي انتظار عمل جيد ولكنها تدرك الحقيقة المؤلمة أن الوضع تغير مع دخول جيل جديد من الشباب خطفوا الأنظار. ومن جانبها قالت الناقدة ماجدة موريس لالأهرام المسائي لا يمكن إنكار أن جزءا من غياب النجوم الكبار عن المنافسة هو عدم وجود كتاب قادرين علي تقديم أفكار متميزة للنجوم الكبار تناسب أعمارهم, فرغم أن محمود حميدة قدم فيلم فوتو كوبي وهو فيلم مكتوب لهذه الفئة العمرية ولكن هناك من رأي أن ذلك لن يتكرر كثيرا, فمن وجهة نظري أن ما نراه من انحسار وتراجع بعض النجوم الكبار عن الساحة هو أن جيلا يسلم جيلا فطبيعة الحياة هكذا لابد أن يكون هناك دم جديد, لأن غالبية من يدخل السينمات ويقطعون تذاكر لمشاهدة الأفلام هم من جيل الشباب, وعلي مستوي السينما النجم الذي يأتي بإيردات أعلي هو الذي يتصدر المشهد, ففي فترة من الفترات كان الفنان عادل إمام ونادية الجندي يتسابقان للفوز بلقب صاحب أكبر الإيرادات, ولكن مع مرور السنوات الماضية تراجع دورهما وابتعدا تماما عن المنافسة. وتابعت: ليس لدينا الوعي الكافي لتقديم أعمال خصيصا للنجوم الكبار والحفاظ علي تواجدهم حتي مع تقدمهم عمريا وحتي عندما قدم فيلم فوتو كوبي فهذا استثناء ولن يتكرر كثيرا لا أعتقد أنه سيقدم فيلم مثله يخاطب شريحة الكبار إلا بعد عدة سنوات. بينما قال الناقد طارق الشناوي إن تراجع النجوم الكبار عن الصدارة في السينما والدراما, أمر بديهي لأن أغلب الأعمال الدرامية تكتب للشباب فلا نجد إلا أعمالا قليلة تحافظ علي شكل النجم وتقدمه بشكل مناسب مع عمره, فمعظم الأدوار تصلح لأعمال أصغر بكثير من أعمار هؤلاء النجوم الكبار وهذه أزمة كتابة ليس في مصر فقط ولكن في العالم كله فلم نعد نري أعمالا مكتوبة خصيصا للنجوم الكبار أو الجراندات.