تحتفل مصر هذه الأيام بحلول الذكري الخامسة والأربعين علي الانتصار الكبير الذي حققته قواتنا المسلحة في حرب السادس من أكتوبر عام1973 التي ستظل ذكري لمعركة العزة والكرامة والبناء التي ضرب أبطالها أروع الأمثلة في الإخلاص والتضحية والتي أثبتت أن مصر صخرة صلبة تنكسر عليها كل أحلام الطغاة والمستعمرين, وأن جيشها العظيم كان ولا يزال الدرع الواقية والحارس الأمين لمصر في السلم والحرب. وتأتي ذكري انتصارات أكتوبر المجيدة في ظل خطوات ثابتة تحققها مصر نحو التنمية والتقدم والاستقرار; حيث يستلهم المصريون ذكري حرب أكتوبر ليحققوا التقدم ويواجهوا بإرادتهم وعزيمتهم طيور الظلام التي كانت وما زالت تتربص بمصر رافعين راية العمل والإنتاج لأنهما الطريق الوحيد لبناء دولة علي أسس قوية خاصة وأن مصر مؤهلة لأن تكون من أقوي البلاد اقتصاديا في المستقبل القريب. وفي الوقت الذي أوشكت فيه قواتنا المسلحة الباسلة وأبناء الشرطة المدنية البواسل علي الانتهاء من تطهير كامل لأراضي سيناء الطاهرة من دنس خفافيش الظلام, يواصل المصريون مشروعات البناء والتعمير في ربوع سيناء محققين مقولة يد تبني وأخري تحمل السلاح. وكانت ومازالت سيناء جزءا أصيلا وغاليا من تراب مصر وتشكل البوابة الشرقية وصمام الأمان لها, فعلي أرضها دارت معارك العزة والكرامة, وأهلها جزء أصيل من نسيج الشعب المصري وعيون ساهرة وحارسة لجيش مصر الأبي. ولا ينسي أبناء الشعب المصري في ظل احتفالاتهم بالذكري الغالية لتحرير أرض سيناء التأكيد دائما علي ضرورة الاصطفاف والتلاحم والوقوف بجانب القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب سائلين المولي عز وجل أن يرحم الشهداء الأبرار الذين ضحوا بدمائهم من أجل نصرة الحق والوطن وأن يحفظ مصر وجيشها وأهلها من كل سوء وأن يعيد عليها هذه الانتصارات بمزيد من الخير والرخاء والاستقرار. ويأتي احتفال هذا العام في ظل تقدم كبير حققه أبناء مصر في مشروعات تنموية عملاقة في شتي المجالات كان من أبرزها ما افتتحه الرئيس السيسي في محور قناة السويس من قناة موازية جديدة ومشروعات عملاقة للاستزراع السمكي وتطوير وتجديد الموانئ البحرية وافتتاح عدد كبير من المصانع في مختلف مصادر الإنتاج ومشروعات قومية لاستصلاح وزراعة الأراضي وتطوير التعليم والبحث العلمي وإنشاء المدارس والجامعات علي أحدث النظم العالمية والمشروعات التي تضع مصر الجديدة علي أعتاب مستقبل أكثر إشراقا وترسم صورة لمصر30 يونيو زاهية بألوان العاصمة الإدارية الجديدة والمشروعات التي كانت حلما وطموحا فأصبحت حقيقة تأخذ بيد مصر وعبر إستراتيجيتها2030 نحو المستقبل. ولعل أهم ما يميز انتصارات أكتوبر أنها جاءت كما قال الرئيس السيسي في كلمته في العام الماضي حربا من أجل السلام والتنمية, وأن نصر أكتوبر لا يمثل مجرد انتصار عسكري ولكنه كان انتصارا علي اليأس والإحباط ولذلك فإن أي احتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة ينبغي أن يقترن دائما بالاحتفال بالشهداء الذين قدموا ولا يزالون يقدمون أرواحهم فداء للوطن. وكانت القوات المسلحة قد كشفت عن اللوجو الخاص بالاحتفال بالعيد ال45 لنصر أكتوبر المجيد ويشير اللوجو إلي علم مصر في المنتصف بجانب شعار القوات المسلحة إلي جانب رقم45 في منتصف دائرة بيضاء تشير إلي الكرة الأرضية. وتعد حرب أكتوبر المجيدة من أفضل وأشجع الحروب في تاريخ العالم تخطيطا وتكتيكا وما زالت خططها يتم تدريسها بجميع الكليات والمعاهد العسكرية. وتحتفل مصر في يوم6 أكتوبر من كل عام بذكري انتصار الجيش المصري علي جيش الاحتلال الإسرائيلي في معركة رد الكرامة, واسترداد الأرض; حيث لقن الجنود المصريون, جيش الاحتلال الإسرائيلي درسا في الحروب العسكرية.