تعطيل العمل وتأجيل الامتحانات.. جامعة جنوب الوادي: لا خسائر جراء العاصفة التي ضربت قنا    بعد التوقف والمنع.. افتتاح موسم الصيد ببحيرة البردويل في شمال سيناء    تنفيذ 15 قرار إزالة تعديات على أملاك الدولة بمساحة 2858 مترا بكفر الشيخ    «هوريزاون الإماراتية» تتنافس على تطوير 180 فدانا بالساحل الشمالى    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    آلاف المتظاهرين يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بعدم تقديم استقالته    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    رئيس فلسطين يصل الرياض    رجال يد الأهلي يحقق برونزية كأس الكؤوس الإفريقية    طارق يحيى مازحا: سيد عبد الحفيظ كان بيخبي الكور    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    أمطار رعدية ونشاط للرياح.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الأحد    قرار بحبس متهمين في واقعة "حرق فتاة الفيوم" داخل محل الدواجن    الاثنين والثلاثاء.. ياسمين عبد العزيز تحتفل بشم النسيم مع صاحبة السعادة    أحمد كريمة: شم النسيم مذكور في القرآن الكريم.. والاحتفال به ليس حرامًا    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    مجلة رولنج ستون الأمريكية تختار «تملي معاك» لعمرو دياب كأفضل أغنية عربية في القرن ال 21    خبيرة أبراج تحذر أصحاب برج الأسد خلال الفترة الحالية    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    غدا انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة بالتجمع    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب | النسخة العاشرة    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    بعد فتح التصدير.. «بصل سوهاج» يغزو الأسواق العربية والأوروبية    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ل الأهرام المسائي:
الدولة تبذل جهدا غير مسبوق في مواجهة العشوائيات
نشر في الأهرام المسائي يوم 29 - 09 - 2018

قضايا اجتماعية علي رأسها العشوائيات والإرهاب والزيادة السكانية والتعليم تجد حظا وافرا من الاهتمام من جانب المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية دار حولها حوارنا مع الدكتورة سعاد عبد الرحيم مدير المركز التي أكدت في حديثها ل الأهرام المسائي أنها تعمل وفق خطة الدولة وإستراتيجية2030 وتماشيا مع توجه المركز في إجراء البحوث الاجتماعية ودراسة الظواهر المجتمعية بطرق غير تقليدية.
مشددة علي أن الدولة تبذل جهدا غير مسبوق في مواجهة العشوائيات وبحزم رفضت مقولة إن المركز خفت بريقه, مؤكدة أنه يؤدي رسالة للمجتمع لا تستطيع أن تؤديها أي مؤسسة أخري منذ إنشائه عام.1955
وإلي نص الحوار:
بداية نريد التعرف علي أحدث دراسات المركز وإسهاماته في إستراتيجية الدولة2030 في مجال البحوث الاجتماعية والجنائية؟
لدينا قناعة بأننا لا نريد إجراء بحوث اجتماعية فقط, ولكن كيف نجري البحث الاجتماعي بما يتماشي مع كل الظواهر المجتمعية, ومع كل ما يخص ظواهر المجتمع, فكان التوجه بالنسبة للمركز في الفترة الأخيرة التعرف علي القضايا المهمة في المجتمع وأهم شيء يمسه, وهذا يأتي تماشيا مع إستراتيجية.2030
وما هي أهم تلك القضايا؟
وجدنا أن العشوائيات كانت ظاهرة منتشرة بشكل كبير, وأنا شخصيا كنت من دارسي العشوائيات بحكم التخصص العلمي, وبالفعل عملت في دراسة العشوائيات, منذ أكثر من20 عاما, وبالفعل نري حاليا أن الدولة تبذل جهدا غير مسبوق ليس فقط في تطوير العشوائيات بل والقضاء عليها كظاهرة مجتمعية خطيرة, وكانت من أهم البحوث الأساسية أو المشروعات الرئيسية للمركز دراسة العشوائيات لكن ليس بطريقة تقليدية حيث الذهاب لمنطقة عشوائية ودراستها ودراسة أسبابها وكيف نقضي علي هذه الأسباب وكيف يمكن تحويل المنطقة العشوائية إلي منطقة حضارية, ولكن ندرسها بطريقة أشمل حيث بالفعل الدولة تبني أماكن جديدة مثل الأسمرات وأهالينا وهي منطقة جديدة مثل الأسمرات سيتم نقل سكان ما وراء منطقة السكة الحديد وعزبة الصفيح بمدينة السلام إليها, مما يشير إلي أنه يتم عمل شيء أفضل وأحدث فيتم دراسة سكان العشوائيات في أماكنهم العشوائية لكي يتم عمل التهيئة النفسية والاجتماعية عندما يذهبون مثلا لمكان حضاري بحيث عندما يتم نقلهم يكونون مهيئين لكيفية المعيشة به والحفاظ عليه.
وهل هناك قضايا اجتماعية أخري
يوليها المركز اهتماما خلال الفترة الحالية؟
البرنامج الثاني المهم هو موضوع الإرهاب الذي تواجهه الدولة المصرية, والذي تؤكد الدراسات أن حدته قد انخفضت, والإرهاب علي كل المستويات كان منتشرا والدولة بذلت ولا تزال تبذل جهدا كبيرا نتيجته ما نلمسه جميعا في الوقت الحالي من أن هذا الخطر قد تراجع بشكل كبير خاصة أن هذه القضية قد تم علاجها بشكل صحيح.
ولكن في موضوع الإرهاب تحديدا فإن الكثيرين يرون أن الأجهزة الأمنية هي من تحملت مسئولية المواجهة
فكيف ساند المركز هذه الجهود؟
بالفعل كان البعد الأمني هو الأساس في المواجهة, لكن هناك البعد الاجتماعي والبعد التعليمي والبعد الثقافي وتعد هذه الأبعاد جميعا من الأسباب الرئيسية لمواجهة الإرهاب, وعندما يقوم المركز بدراسة الأبعاد الاجتماعية والثقافية فإن هذا يساند البعد الأمني حيث دراسة الظاهرة من جوانب متعددة يسهم في حل المشكلة, فالمشكلة ليست أمنية فقط لكن اجتماعيا كيف يخرج شخص إرهابي بداية من الأسرة وكيفية توعيتها بضرورة الاهتمام بأبنائها بحيث عندما يتجه فكر أحد الأبناء ناحية التطرف أو العنف في البداية فيكون جرس إنذار بأنه بذرة إرهابي.
وبذلك تأتي أهمية البدء اجتماعيا بالأسرة ولابد أيضا أن تلعب المؤسسات الثقافية والرياضية دورها بأن تجعل النشء أو الشباب يكون كل تفكيره وتوجهاته كيف يرتقون بأنفسهم ومجتمعهم فلا يفكر أو يستطيع أحد استقطابه أو أن يحيد به عن الطريق الصحيح.
تقصدين العمل علي التوعية بشكل أكثر من ذي قبل؟
التوعية والبعد الاجتماعي وكيف نربي إنسانا سليما بالفنون والموسيقي والرياضة والإبداع بشكل عام بحيث تكون هي حياته ولا يذهب ناحية طريق التطرف أو يستطيع شخص آخر السيطرة علي فكره, ومن القضايا التي يهتم بها المركز أيضا قضية الزيادة السكانية وهي مظلة يدخل تحتها قضايا ومشكلات اجتماعية أخري مثل الزواج المبكر والطلاق المبكر وزواج القاصرات وغيرها من مشكلات كثيرة, فكانت قضية الزيادة السكانية من موضوعات المركز المهمة في الفترة الأخيرة وكيف نستطيع مجتمعيا الحد من الزيادة السكانية.
وماذا عن فكرة الوعي ومردودها بالنسبة لتلك القضايا؟
فكرة الوعي مهمة جدا في هذا الصدد ومن مردود الدراسات الاجتماعية وجدنا أنه مهما تم بذل الجهد في رفع الوعي فإن الوعي ناتج من الناس الواعية نفسها, بمعني أنه إذا كانت الرسالة المجتمعية المطلوب توجيهها هي ضرورة ألا يتزوج الفرد إلا مرة واحدة في سن معينة ويكون مؤهلا لتحمل المسئولية وألا يتم إنجاب أكثر من طفلين والطفل الثالث يعتبر زيادة لكنه أقصي عدد أطفال يتم التوقف عنده, فمهما تم توجيه رسائل اجتماعية بهذا الشكل فلا يقتنع سوي المقتنع من فئة متعلمة تعليمها أعطاها مساحة من التفكير الجيد بأنه عندما تتزوج سيكون ذلك في سن مناسبة وتنجب طفلين فقط لكي تتمكن من تربيتهما وتعليمهما وتنشئتهما بشكل جيد في مستوي معيشي واجتماعي واقتصادي لائق, لكن علي الجانب الآخر المقتنع بأنه لابد أن ينجب عشرة أبناء لن يسمع الرسالة الاجتماعية التي نوجهها أو يقتنع بها لأنه مقتنع أن إنجاب العديد من الأبناء يحقق له عائدا اجتماعيا واقتصاديا من حيث العزوة الاجتماعية والاقتصادية حيث يعمل الأبناء في سن صغيرة فيدرون دخلا يحقق مستوي اقتصاديا أفضل, فهنا الطبقات الاجتماعية في الأحياء الشعبية أو في المستويات المنخفضة اجتماعيا واقتصاديا هي التي تحتاج المجهود الأكبر وتحتاج رسالة تنزل للمستوي الذي يمكن أن يصل لهم, وفكرة أن تتم مخاطبتهم مباشرة أو توجيه رسالة إعلامية أو توعوية مباشرة لا تؤدي إلي أي نتائج بل يفضل أن تكون الرسالة التوعوية مضمونها غير مباشر بإعطاء أمثلة فعلية عن كيفية أن يتعرض الأبناء لمخاطر صحية سيئة أو يتعرضوا لمهالك اجتماعية.
وهل يمكن أن يكون ذلك في شكل دراما تليفزيونية
أو سينما أم برامج وندوات؟
الفيلم القصير يؤدي إلي نتيجة سريعة جدا وكذلك المسلسل حتي لو كان طويلا يعطي نتيجة لأن هذه الفئات الاجتماعية هم أكثر من يشاهد التليفزيون, والفيصل هنا هو كيفية إعطاء المعلومة الصحيحة داخل الرسالة الإعلامية بأن يكون البطل نجما يحبونه ويكون مؤلف العمل واعيا ومدركا لطريقة تفكير هذه الفئات بالنزول لهم ودراستهم لمعرفة كيفية تغيير فكرهم بما يتناسب معهم, بالتوعية الجيدة والفكر الجاد وإعطائهم البديل فلا نقول لهم لا تنجبوا عشرة أبناء يمكن أن يدروا عليهم دخلا معينا شهريا أو أسبوعيا لكن يمكن أن نقول لهم إنه إذا اكتفت الأسرة بعدد معين من الأبناء فإنه سيتم إعطاؤهم دعما ماليا وبعد أن يصلوا لسن معينة يمكن أن يتلقوا تعليما فنيا أو صناعيا يضمن لهم حرفة بحيث يكون الاستثمار في البشر والمال, وتغيير الثقافة في المناطق العشوائية أو الأماكن التي تكثر فيها مشكلات اجتماعية مثل زيادة النسل والزواج المبكر والطلاق المبكر تحتاج إلي مجهود وتركيز كبير في التوعية, وفكرة عقد ندوات مستمرة تؤدي لنتائج جيدة. لكن البعض يري أن الندوات لا تأتي بنتائج وجمهورها قليل.
المعتقد لدي أقوي وقد عملت ورأيت بعيني, والفكرة ألا تكون ندوة واحدة ولكن تكرار الندوات حتي لو بجمهور قليل في البداية داخل منطقة ما في مكان موجود في المنطقة بصفة مستديمة مثل مركز الشباب أو قصر الثقافة أو مركز اجتماعي أو الحي نفسه ويتم عمل تنمية مجتمعية داخل هذه المنطقة بحيث نعمل علي ندوات تنظيم الأسرة والتوعية بفكرة الأسرة عموما ومعني الزواج والحفاظ علي البيت والأسرة والأبناء وكل أسبوع يتم عقد ندوة بمحاضرين مختلفين لديهم فكر وقد يكون من بينهم مشاهير مهتمون بالقضية سواء فنانا أو رياضيا أو إعلاميا محبوبا مع خبراء في علم الاجتماع والنفس والاقتصاد وهذه الندوات مهمة جدا وستأتي بمردود وأنا شخصيا لي تجربة بهذا الشكل في منطقة الدويقة.
وما هي الفئة المستهدفة
التي يمكن أن يكون لها تأثير أكبر في هذه المناطق؟
ربات الأسر, فالرجل سواء كان رب أسرة أو غير موجود في الأسرة فهو غالبا رقم2 في الأسرة وهذا ليس تقليلا من دوره ولكن بمعني أن السيدة هي مفتاح الأسرة وهي التي تستطيع التأثير علي الرجل, نعم هناك حالات تقول إن الرجل هو من يفرض عليها ألا تستخدم وسائل تنظيم الأسرة لأنه يريد العزوة ومزيدا من الأبناء لكن هذه الحالات ليست الغالبية فالنسبة الأكبر من السيدات هي التي تدير الأسرة ولها الكلمة الفعلية والقوة حتي وإن كانت لا تعمل, ولذلك فإن الفئة المستهدفة في البداية هي ربات الأسر.
وماذا عن قضية التعليم؟
لكي تنهض أي أمة لابد من الاهتمام بالتعليم فهو الأساس في تغيير الفكر والثقافة ويحول من حالة أخري إلي حالة اجتماعية, حتي إن مفهوم الحراك الاجتماعي بمضمونه البسيط جدا للتحرك من طبقة إلي طبقة أعلي يقوم بها التعليم, وأري أن د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم لديه فكر متقدم ورؤية لتطوير التعليم, وقد تكون فكرة تقبل التغيير ليست سريعة في مجتمعات مثل مجتمعنا وتلقي مقاومة, والتعليم ليس فكرة مدارس فقط أو مدرسين فقط ولكنها منظومة متكاملة بها المدارس والمدرس والطلاب والقائمون علي الخدمة التعليمية بداية من العامل في المدرسة مرورا بكل القائمين علي العملية التعليمية, ونحن في المركز أعددنا في السنوات الأخيرة في مشروع المسح الاجتماعي مجلدين للتعليم, وخرجنا بأفكار رائعة ولدينا بالأساس قسم للتعليم وآخر ما وصلنا له فكرة التعليم بالتعليم وليس بالتلقين بمعني كيفية التعليم بفكر وإرادة ورؤية واضحة لخلق تعليم يجعل هناك طفلا مبتكرا وتصبح فكرة الابتكارية وصنع الجديد الأساس في التعليم, والمدرسة الابتدائية هي الأساس, وعندما كانت المدرسة الابتدائي تقبل التلاميذ في سن6 سنوات كانت فكرة جيدة فالمسألة ليست البدء من عمر صغير ولكن الست سنوات كانت لحكمة أن الطفل يعيش طفولته وحياته بمنتهي البراءة والحرية قبل هذه السن في اللعب في المنزل ويكون في حضن أهله, لكن حاليا يبدأ الأهل البحث عن حضانة من عمر3 أشهر والبحث عن المدرسة من سن عامين وفي أفضل الأحيان من عمر4 سنوات في كي جي1 فأين فرصة أن يعيش طفولته ويتمتع بحياته الاجتماعية بشكل صحيح فحتي عضلات يديه لم يكتمل نموها بحيث يمكنه مسك القلم والرسم أو الكتابة وبعد سنوات طويلة سنجد أن المردود سلبيا, لكن فكرة أن التعليم يكون بالابتكار ليدخل المدرسة الابتدائي في سن6 سنوات وتكون المدرسة معدة بشكل صحيح لأنها الأساس في بناء شخصية الإنسان فيكون بها حصص الموسيقي والرسم والأشغال لتخرج للمجتمع أجيالا مبدعة يصعب السيطرة علي فكرها من جماعات متطرفة فيما بعد.
وهل تغير المجتمع المصري بعد الأحداث السياسية
التي شهدتها السنوات العشر الأخيرة؟
بعد الثورات وما يرتبط بها من أحداث تولد شعور بأن بعضا من القيم يتراجع لأنه يخرج مكبوتات وضغوطات ظلت لفترة طويلة وأتت لها الفرصة للخروج في ظل الانفلات الذي يحدث ولكي تعود القيم المجتمعية مرة أخري فإن هذا يستغرق وقتا, لكن طبيعة المجتمع المصري تغلب في النهاية وبالفعل المجتمع يتعافي ويعود لطبيعته مرة أخري وستعود طبيعة الشعب المصري الأصيلة باستعادة قيمه من جديد.
أين تذهب دراسات المركز المختلفة وهل تأخذ بنتائجها الجهات المختصة مثل الوزارات؟
مؤخرا معظم دراساتنا تذهب للجهات المتخصصة فمثلا مجلد التعليم يذهب لوزارة التربية والتعليم ومجلد الصحة لوزارة الصحة, وعندما ننتهي من أي مجلد نعقد له ورشة عمل أو مؤتمر وندعو كل المتخصصين ولكن فكرة المتابعة بعد ذلك والأخذ بالنتائج فهذه هي المرحلة المقبلة.
وماذا سيحدث؟
لن يكون هناك بحث إلا ونحدد الجهة التي ستتعاون معنا ونحدد كيفية الإسهام وعندما ننتهي من البحث نحدد كيفية تنفيذ النتائج والتوصيات مع هذه الجهة أو الجهات إذا كانت مجموعة جهات.
هل تتوقعون أن تتم ذلك بسهولة خاصة أننا نفتقد ثقافة العمل الجماعي
ونعاني فكرة العمل في جزر منعزلة؟
هذه هي مشكلتنا بالفعل أننا يمكن أن نجد جهات مختلفة تعمل في قضية واحدة, لكن نفتقد أن نتعامل ونتعاون كفريق, ولكننا نحتاج في الوقت الحالي إلي تدعيم فكرة العمل كفريق وأن يكون هناك تنسيق بين كل الجهات التي تعمل في موضوع واحد, وهذا سيوفر جهودا كبيرة.
في رأيك لماذا يردد البعض
أن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية خفت بريقه؟
ردت بتحفز شديد بخصوص مقولة خفت بريق المركز فأنا ضد هذه المقولة علي الإطلاق لأن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية منذ إنشائه عام1955 وهو يؤدي رسالة مهمة في المجتمع المصري لا يوجد أي مكان أو مؤسسة أخري تستطيع أن تؤدي هذه الرسالة التي يؤديها المركز, لكن كل مكان له فترات صعود وهبوط والمركز لم يصل لمرحلة هبوط أو خفوت بريق أبدا في أي فترة من الفترات لكن هناك مراحل قد تتدخل أسباب معينة منها أسباب مالية أو بشرية وأقصد بها أنه قد يتم الاستعانة بكوادر خارجية من الأساتذة من خارج المركز ويأتي وقت ولا يكون هناك القوة الكافية التي تجعلنا نستطيع الجري بنسبة100% وتنخفض النسبة إلي80% وبما أن المجتمع قد تعود من المركز علي نسبة ال100% فيري أن أي نسبة أقل حتي لو كانت90 أو80% ليست مقبولة.
وهل يحتاج المركز في هذا الصدد إلي دعم مادي أو زيادة في موازنته؟
المركز في كل أوقاته يحتاج إلي دعم مادي حتي لو كان لديه الميزانية التي اعتاد عليها, فهذه الميزانية اعتاد عليها منذ سنوات طويلة وحاليا هناك ارتفاع مستمر لكل شيء, فإذا كنا نستطيع العمل بمبلغ معين فإننا نحتاج أن يزداد هذا المبلغ ويكون هناك تضاعف واستمرارية, والحقيقة عندما طلبت من وزارة المالية العام السابق لم يتأخروا علينا, لكن الدعم سواء كان ماديا أو معنويا دائما نحتاجه لكي نستمر ويظل المركز متوهجا وبراقا مثلما اعتدنا عليه دائما.
وما هي الرسالة التي توجهينها للمصريين والمسئولين؟
بالنسبة للشعب المصري فيجب أن نتحمل بعضنا البعض وأن نبتعد عن العنف فيما بيننا وتعود فكرة الأسرة وأن نتجمع معا ونستعيد العلاقات الاجتماعية الأساسية مرة أخري بداية من الأسرة والجيران والمجتمع الأكبر لكي يعود المجتمع إلي حالة التماسك وهذه الحالة ستعطي نوعا من الراحة والاطمئنان فنهدأ ونعود لطبيعتنا مرة أخري, وبالنسبة للمسئولين فهو أمر واحد أننا إذا كنا نعمل في موضوع فجميعنا نتعاون فيه وننسق الجهود بحيث نخرج بنتائج واحدة لتقديمها لصانع القرار وتنفيذها من خلال كل جهات المجتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.