علي طريق الشيطان التقيا لتأتي نهايتهما محصلة لمسلكهما غير السوي بقتل أحدهما للآخر طمعا في نقوده بعد نجاحه في اللعب علي غرائزه واستدراجه لمنطقة نائية ليلقي القاتل مصيره الحتمي بالزج به إلي غياهب السجون بعد أن تم القبض عليه علي يد رجال مباحث القاهرة. تفاصيل الجريمة البشعة سطرها محضر بقسم شرطة النزهة جاء فيه أن محمد الدمياطي(23 سنة) كان له صديقه الصدوق منذ أيام الطفولة محمد الشرقاوي(27 سنة) واعتادا منذ بلوغهما الحلم علي قضاء السهرات الحمراء لإشباع غرائزهما نهاية كل أسبوع في أحد الملاهي الليلية علي أن يتولي الدمياطي تحمل تكاليف السهرة لما يمتلكه من ثروة سخرها والده في خدمته. وبينما يستكمل الدمياطي دراسته في إحدي الجامعات الخاصة سلك الشرقاوي طريقا آخر تمثل في العمل في الفنادق الكبري ونظرا لعدم تعاقده وكثرة مشكلاته مع مرؤوسيه دائما ما يعود إلي والديه بخفي حنين طالبا مساعدتهما علي تحمل ظروف الحياة إلا أن الوالدين صما أذنيهما عن مطالبه التي لا تنتهي وهو مادفع الشرقاوي للجوء إلي أصدقائه ومعارفه من محافظة الشرقية. وبعد أن تكالبت الديون عليه وأصبحت سمعته في الاستدانة تلوكها ألسنة أهل منطقة الصالحية بالسوء وتعسف والديه في مساعدته بدأ يقدح زناد فكره حتي يخرج من المأزق الذي وضع نفسه بداخله حتي وسوس إليه الشيطان باستغلال صديق عمره في فك ضائقته المالية لمعرفته بأن والده رجل أعمال ويغدق علي ابنه بالمال الوفير وهداه شيطانه إلي فكرة جهنمية تمثلت في استدراجه في اليوم الأخير من كل أسبوع والذي اعتادا قضاءه مع إحدي الساقطات فاتصل الشرقاوي بصديقه الدمياطي وأخبره بمعرفته باحدي فتيات الليل من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وأنها ستوفر لهما مكانا بمسكنها بمدينة العبور لإشباع غرائزهما, فهاجت خواطر الدمياطي الذي اتفق مع الشرقاوي علي أن يقابله أمام مسكنه بمنطقة النزهة ويستقلا سيارته الفارهة حتي يحققا مرادهما. وفي الطريق بحث الشرقاوي عن أداة تمكنه من التخلص من صديقه الذي اعتقد أن حافظة نقوده ممتلئة بالأموال التي سيسدد من خلالها كل ديونه حتي وجد ضالته في عصا بيسبول في المقعد الخلفي من السيارة فأمسك بها مبديا إعجابه بهذه اللعبة في الوقت الذي كان صديقه منشغلا بقيادة السيارة حتي تحين اللحظة المناسبة فانهال عليه بالضرب حتي أرداه قتيلا ثم فتش ملابس صديقه حتي حصل علي حافظة نقوده التي لم يكن بداخلها سوي400 جنيه فاستولي عليها وقاد السيارة إلي مزرعة والده بمنطقة الصالحية بعد أن ألقي بجثة صديقه بمنطقة العبور ودفن السيارة في الرمال ظنا منه أنه يخفي معالم جريمته في الوقت الذي تسلل القلق إلي قلب رجل الأعمال محمود الدمياطي(54 سنة) لتأخر ابنه عن العودة للمنزل منذ عدة أيام فتوجه إلي قسم شرطة النزهة وحرر محضرا بغيابه وبتشكيل فريق بحث تولي فحص أصدقاء المختفي حتي توصلت التحريات إلي أن آخر مشاهدة للمجني عليه كانت مع صديقه الشرقاوي الذي تم اعداد كمين له بمكان تردده أسفر عن ضبطه وبتضييق الخناق عليه انهار وأقر بقتله لصديق عمره دون مبالاة طمعا في نقوده.