يعد المطرب عبد الباسط حمودة من الأصوات الشعبية التي نجحت في أن تحتل مساحة كبيرة في قلوب الجمهور الذي يعتبرونه من آخر الأصوات التي حققت جماهيرية للأغنية الشعبية, قبل أن تسيطر أغاني المهرجانات علي الساحة بشكل ملحوظ في ظل تراجع الشعبية, وهو ما يدفع عددا كبيرا من المطربين للاستعانة به في أغنياتهم والتي كان آخرها ولاد الذين مع محمود العسيلي, ومن قبلها نيكول سابا, ودنيا سمير غانم وكايروكي, وجنات وغيرهم من المطربين. يري حمودة الذي تتلمذ علي يد عبد المطلب حسب ما أكد في حواره معالأهرام المسائي أن زمن الألبومات قد ولي وراح, وأن الأمل أصبح في الأغاني المنفردة, كما تحدث في حواره عن مستقبل الأغنية الشعبية, والنقلة التي حققتها أغنيته أنا مش عارفني والتي اعتبرها امتدادا لأغنية دامت لمين للراحل محمد رشدي, ورفضه تقديم دويتو مع المطرب صابر الرباعي, وتفاصيل أخري في هذا الحوار ما الأغنية التي تعتبرها وش السعد عليك علي مدار مشوارك الفني؟ الانطلاقة الأساسية لي كانت من خلال أغنية بين القصرين عام1976 وتقول شفت الحلوين ومحدش فيهم كلمني, وبعدها أغنية مولد يا دنيا وأديني سلام وحقك عليا ومطاوعنيش واديني قلبك و ليالي وحفلة مجنونة, فكلها أغاني وألبومات حققت نجاحا كبيرا لدرجة أنني لم أستطع ذكرها كلها, كما أن البعض لقبني بحكمدار الأغنية الشعبية, والوحش, وفريد شوقي, وهي كلها نتاج حب الجمهور الذي أطلق علي هذه الألقاب ولم أطلقها علي نفسي. بعد كل هذه السنوات ما الذي تغير في الأغنية الشعبية قديما عن الآن؟ لا تتحدثي عن جيلي الذي ضم عدوية وحسن الأسمر وكتكوت الأمير, فنحن تسلمنا من جيل العمالقة مثل محمد رشدي والعزبي وعايدة الشاعر وليلي نظمي, وعلمونا ماذا يعني كلمة عمالقة ولكن حاليا جيل هذه الأيام طغي عليه الإنترنت والفيس بوك واليوتيوب. هل تقصد جيل أغاني المهرجانات التي انتشرت مؤخرا بشكل كبير؟ بالتأكيد فمع احترامي للجميع, لكن جيلنا غير جيل المهرجانات فهذا الجيل يريد الرقص في الشوارع بطريقة غريبة والجمهور يستجيب معها لأنني دائما ما أقول الناس عاوزة تنبسط وربنا يفرح كل الناس, ولكن أغاني المهرجانات ليست الأغنية الشعبية التي تربينا عليها, وأتذكر أن الفنان الراحل محمد رشدي عندما غني وقال: دامت لمين, الدنيا اتقلبت وقتها, وعندما قدمت أغنية أنا مش عارفني حققت نفس الصدي, ومنذ هذا الوقت أشعر أن الجميع يريد أن يغني شعبي وكأنها أصبحت موضة حتي التترات أصبحت شعبي والموسيقي شعبي. هل معني ذلك أنك تعتبر أغنية أنا مش عارفني حققت انجذابا وطفرة بالغناء الشعبي؟ لا, البداية كانت من خلال أغنية دامت لمين لرحمة الله عليه الفنان محمد رشدي, ومن بعدها قدمت أنا مش عارفني التي حققت صدي واسعا لدرجة أنني حصلت علي أكبر موسوعة موسيقية في ألمانيا علي هذه الأغنية, ويدرسونها حتي هذه اللحظة في الخارج, والحقيقة أن ما جعلني أتنبأ بنجاحها عندما رأيت شاب قعيد كان يضحك معي, قبل أن يتحول الأمر معه إلي بكاء عندما غنيت له الأغنية, وأتذكر أن نجوما كثيرين هنأوني علي هذه الأغنية كان أولهم المطرب عمرو دياب, ثم مدحت صالح ومحمد فؤاد وإيهاب توفيق, كما أن بعض المطربين أعادوا غناءها في الحفلات مثل صابر الرباعي وسميرة سعيدة عندما طلبوا غنائها بالمغرب. علي ذكر المطرب عمرو دياب هل تجمعكما علاقة صداقة؟ عمرو من الفنانين الذين أحبهم لأنه محترم وابن بلد وبدأت معرفتنا من خلال عملنا معا في الملاهي الليلية بشارع الهرم, فهو من الأشخاص الذين بذلوا مجهودا كبيرا في حياتهم وشقي كتير, ويتمتع بأخلاق عالية, وأتذكر أنه كان يسجل في أحد الاستوديوهات, وكان لا يسمح بدخول أحد, وعندما جئت قال مين هيسجل قالوا له عبد الباسط حمودة, فسمح علي الفور بدخولي فهو يحبني لأن اسمي علي اسم والده, ويعشق أغنيتي حادي بادي. وما حقيقة رفضك تقديم دويتو مع المطرب صابر الرباعي ؟ هذا الأمر يرجع إلي أنني كبير وهو أيضا كذلك, وبالتالي لن نصلح معا لأن صابر الرباعي يريد أن يبرز قدراته وأنا أيضا, ولهذا لم يكتمل المشروع, وفوجئت أن صابر الرباعي كاتب علي صفحته الشخصية انتظروني مع عبد الباسط حمودة في أغنية جديدة ولكن أقول إن هذا الكلام غير صحيح وليست هناك أغنية تجمعنا, ولا يوجد حاليا مشروع دويتو بيني وبين أي فنان, سوي المطربة جنات. هل معني ذلك أنه لا يوجد دويتو مع المطرب محمود الليثي؟ الحقيقة لا أعرف شيئا عن هذا التعاون ولا يوجد أي عمل يجمعني خلال الفترة المقبلة بأحد سوي جنات, ولكنني أعتبر محمود الليثي حبيبي وابني, وعندما كان صغيرا كان يأتي لي خصيصا ويشاهدني وأنا أغني لكي يتعلم مني, كما قدمت مع الفنان محمود العسيلي أغنية ولاد اللذينا وتم طرحها علي اليوتيوب مؤخرا كلمات منة عدلي القيعي, وألحان إيهاب عبد الواحد. ما تفاصيل أغنيتك مع جنات؟ الأغنية تحمل اسم حسب الظروف, ومن المقرر أن تري النور قريبا. وما رأيك في المطرب أحمد شيبه؟ ما ساهم في نجاح شيبه أنه أخذ سكتي في الغناء, ولا يزال حتي هذه اللحظة يقول لي أنت الكبير بتاعنا لأن كل جيله كانوا يغنون لي عندما بدأوا مشوارهم الفني. برأيك ما سبب حرص بعض المطربين علي مشاركتك في دويتوهات غنائية؟ قد يكون ذلك لأنني أساهم في نجاحهم بشكل مختلف فعندما قدمت أغنية مع نيكول سابا, كانت سعيدة للغاية ووضعتها في سكة غير السكة التي كانت معتادة الغناء بها وحققت نجاحا كبيرا وقتها, كما أنقذت المطربة هدي من الوقوع وقدمت معها دويتو ما تسأل يا عم عليا, ونجحت الأغنية, وعادت هدي لتألقها بهذه الأغنية, وكذلك فرقة كايروكي حيث كنت سبب في شهرتهم بعد ذلك, بعد أن لم يكن أحد يعرفهم. أما غنائي مع دنيا سمير غانم جاء بالصدفة, حيث تلقيت اتصالا من والدها الفنان سمير غانم يطلب مني الغناء مع ابنته قائلا: بنتك دنيا تريد الغناء معك فرددت عليه قائلا: تؤمر يا سمرا, وبالفعل قدمنا أغنية معا, ودنيا اعتز بها لأنها محترمة وتناديني بعمي, وزوجها رامي يحبني ويقول لي دائما بحب اسمع النجم. لماذا توقفت عن تقديم ألبومات غنائية منذ عدة سنوات ؟ لأن زمن الألبومات مات, ولم يعد موجودا في الوقت الحالي, لذا أكتفي بطرح أغنية وتصويرها فقط. ما أول أجر تلقيته خلال عملك بالغناء؟ كنت أتلقي في الفرح الواحد ربع جنيه, حيث كنت أغني في الفرح حتي نهايته وأحصل في آخر الليل علي هذا المبلغ, وأكون سعيدا جدا بهذا المبلغ, وغنيت في العديد من الأفراح البلدي بمناطق شعبية كثيرة مثل المطرية والدرب الأحمر وبولاق أبو العلا والناس تكون سعيدة مني واشتهرت بالغناء في هذه الأفراح البلدي, وفي مرحلة أخري من مشواري الغنائي وقفت علي مسارح شارع الهرم وبدأت أقدم ألبومات, ووقتها علمني المطرب الكبير الراحل محمد عبد المطلب كيف أقف وأغني علي المسرح, لأني كنت اشتغل وقتها معه في الملهي الليلي الذي يمتلكه بمنطقة الهرم, حيث كانت بداية عملي عنده, وأدين له بالفضل. ما أكثر شيء تعلمته من عبد المطلب؟ الأدب والأخلاق ومعني الزمالة والفن وكيف توصل الرسالة للعالم من خلال الغناء, وكان هناك اختلاف في كل شيء, حيث لم تكن الأغنية تنتج في يوم وليلة كما نراها في الوقت الحالي, فلكي نقدم أغنية نستغرق3 أشهر ما بين بروفات وألحان وكتابة الكلمات ونعمل عليها جيدا لكي تخرج بالشكل اللائق وعلي آخر العام نقدم شريط الكاست, بينما تغير حال الغناء اليوم, فعندما نطلب أغنية من شاعر يقول لنا الصبح تبقي عندك. كيف أثر والدك في نشأتك وحبك للأغنية؟ والدي كان مداحا للنبي عليه الصلاة والسلام, والحمد لله علمني كيف أسلك هذا الاتجاه لاستكمل المشوار, كما أن أبنائي رامي وكريم وهدير يحبون الغناء, لكنني أرفض أن يعملوا بهذا المجال لأنني خائف عليهم من هذا الوسط الصعب الذي تغير تماما, ولهذا اتجهوا لعمل الفيديوهات.