يسعي تنظيم داعش الإرهابي بحسب محللين إلي استنهاض قواه عبر اتباع تكتيكات مروعة, استخدمها علي نطاق واسع خلال السنوات الماضية وذاع صيته السيئ بسببها, بما في ذلك استهداف الأقليات بأساليب وحشية. فقد أقدم التنظيم المتطرف الأسبوع الماضي علي قطع رأس شاب19 عاما من محافظة السويداء جنوبسوريا ذات الغالبية الدرزية, كان في عداد ثلاثين رهينة اختطفهم خلال سلسلة هجمات طالت هذه المحافظة المتاخمة للبادية السورية أواخر الشهر الماضي. وكان تنظيم داعش الإرهابي قد مني بسلسلة هزائم ميدانية خلال العامين الأخيرين في كل من سورياوالعراق, حيث خسر أبرز معاقله. وبعدما كان أعلن في عام2014 إقامة ما يسميه الخلافة الإسلامية علي مناطق شاسعة في البلدين, تقلصت مساحة سيطرته إلي جيوب محدودة ومناطق صحراوية. وخسر التنظيم العديد من قياداته العليا جراء غارات نفذها التحالف الدولي بقيادة أمريكية. كما تم اعتقال العديد من مقاتليه, بمن فيهم أجانب, علي يد مقاتلين أكراد وعرب من جهة وقوات النظام من جهة ثانية. ومع تقلص موارده البشرية وتراجع قدراته جراء الهجمات التي استهدفته من أطراف عدة, يعمد التنظيم إلي القيام بعمليات كر وفر سريعة لخطف مدنيين ومن ثم مبادلتهم بعناصره الموقوفين. وقد سبق للتنظيم أن اتبع التكتيك ذاته في شمال شرق سوريا في عام2015, مع خطفه220 مسيحيا أشوريا أطلق سراحهم علي دفعات مقابل حصوله علي مبالغ مالية ضخمة, وكذلك في العراق. وبحسب دراسات حديثة فقد أتقن التنظيم استخدام هذه الإستراتيجية في سنواته الأولي حين كان يعرف بالدولة الإسلامية في العراق قبل أن يتمكن من توسيع نفوذه والسيطرة علي مساحات واسعة في العراقوسوريا ويرتبط اسمه بالإعدامات والاعتداءات الوحشية. ويتوقع الباحث في الشأن السوري فابريس بالانش أن يواصل داعش الإرهابي وغيره من المجموعات الإرهابية شن هجمات في سوريا وأن تبقي الأقليات هدفه الرئيسي.