دخلت حكومة رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي النفق المظلم وتعاني حاليا من أزمة عميقة بعد استقالة وزير الخارجية بوريس جونسون, نتيجة انتقاده المستمر لخطة ماي حول علاقات المملكة المتحدة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي, بعد ساعات قليلة من استقالة الوزير المكلف بملف بريكست ديفيد ديفيس مما أضعف رئيسة الوزراء أكثر, فهي الغارقة في انقسامات حول مستقبل المملكة المتحدة خارج الاتحاد بريكست. ورغم استقالة الوزيرين, حذرت رئيسة الوزراء البريطانية بروكسل من احتمال انسحاب بلادها من الاتحاد بصورة غير منظمة ودون اتفاق إذا استمر نهج الاتحاد الحالي, فيما أعلنت أن وزير دولة لشئون الإسكان دومينيك راب سيحل محل ديفيس الذي قدم استقالته قبل تسعة أشهر من بريكست. قالت ماي: إن الحكومة البريطانية وافقت علي الإسراع بالاستعدادات للانسحاب من دون اتفاق مع الاتحاد, مؤكدة سعي لندن إلي شراكة اقتصادية مع بروكسل والحفاظ علي التعاون معها حتي بعد الانسحاب, معلنة أن الحكومة ستنشر بعد غد الخميس الوثيقة النهائية حول إستراتيجية بريكست. وراب.. هذا النائب المشكك بجدوي الاتحاد الأوروبي والذي يبلغ44 عاما, سيتحمل عبء تمثيل المملكة المتحدة في مفاوضات خروجها من التكتل والتقاتل مع القادة الأوروبيين الذين ملوا من مماطلة الحكومة البريطانية حول توجهات بريكست. وأكدت المفوضية الأوروبية علي لسان المتحدث مرجريتيس سخيناس, أمس, أن هذه الاستقالة لا تشكل بالنسبة إليها مشكلة للمفاوضات, موضحة استمرار التفاوض بنية حسنة مع ماي والمفاوضين البريطانيين. جاءت استقالة ديفيس بعد يومين من اجتماع بين ماي ووزرائها خلص إلي الإعلان عن اتفاق حول الرغبة في الحفاظ علي علاقة تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج البلاد من التكتل. واعتبر ديفيس في رسالة استقالته أن الطريق المتبع لن يؤدي إلي ما صوت البريطانيون من أجله, مؤكدا أنه في أحسن الأحوال, ستكون في موقع ضعيف للتفاوض مع بروكسل. تعليقا علي استقالة ديفيس, اعتبر زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن أنها تعرض للخطر المفاوضات مع بروكسل حول الخروج من الاتحاد الأوروبي المرتقب في29 مارس.2019 وكتب كوربن في تغريدة أن رحيل ديفيس في لحظة حساسة إلي هذا الحد يظهر أن تريزا ماي لم تعد تتمتع بسلطة وأنها غير قادرة علي تنفيذ بريكست. ووصف الحكومة بأنها في خضم فوضي في وقت قدمت بالكاد مشروعها لمرحلة ما بعد بريكست. ويقترح هذا المشروع الذي كشف عنه الجمعة الماضي, إنشاء منطقة تبادل حر وإقامة نموذج جمركي جديد مع الدول الأوروبية ال27, بهدف المحافظة علي تجارة من دون صدامات مع أوروبا. وندد النائب المحافظ المشكك بالاتحاد جيكوب ريس موج في حديث مع صحيفة ذي دايلي تليجراف بانهزامية الحكومة مؤكدا أنه سيصوت ضد مشروعها وأنه لن يكون لوحده. رحبت أوساط الاقتصاد والمال من جهتها بمشروع ماي ورأت أنه يتضمن منعطفا طفيفا نحو بريكست أقل تشددا الذي يلبي رغباتهم. في المقابل, لا يزال عالم الأعمال حذرا بعد استقالة ديفيس ويأمل تجنب الحكومة البريطانية استقالات أخري قد تضعفها أكثر. وأعرب عن أسفه لنقص التفاصيل حول مسألة تبادل الخدمات مع الاتحاد الأوروبي, التي تمثل القسم الأساسي في التجارة البريطانية.