الانتقام والثأر نار تحرق المعاني الجميلة في الحياة وتشعل الغضب والحقد, ولكن من بين هذه النيران قد تنبت وردة الأمل في قصة حب بريئة مثل قصة الحب بين أزهار شقيقة طايع وضاحي ابن الريس حربي الذي تحول من النقيض للنقيض وتخلي عن الحقد الذي زرعه فيه والده من الصغر حبا في أزهار وحاول بشتي الطرق أن يكتسب ودها وثقتها ويحول كرهها له إلي حب حقيقي حتي لو كان هذا معناه أن يعادي أباه وأشقاءه. ومن بين كل أحداث القتل والدم والغضب التي تضمنها مسلسل طايع واستفزت الجمهور في موسم رمضان الماضي, مرت قصة الحب بين ضاحي وأزهار سريعا وتعاطف المشاهدون معها, ووقعوا في غرام ضاحي مع أزهار, وغضبوا لموته كما غضبت هي من أخيها طايع وابتعدت عنه, وفي هذا الحوار تحدثنا مي الغيطي وعلي قاسم عن علاقتها بضاحي وأزهار. كيف قمت بالاستعداد لشخصية أزهار؟ عقدت جلسات مكثفة مع مخرج العمل عمرو سلامة ورسمنا التفاصيل الأساسية للشخصية وطبيعة تصرفاتها في كل موقف تتعرض له خلال الأحداث, وقبل كل مشهد كنت أجلس بمفردي, لاستعد بشكل جيد وأبحث عن المدخل و الدافع وراء تصرفات أزهار. هل واجهت صعوبة في التعامل مع اللهجة الصعيدية وهل قابلت نماذج لفتيات من الصعيد؟ لم أقابل فتيات من الصعيد كي أحاكي قصصهن في العمل, ولابد أن أعترف أن تجربة الفتاة الصعيدية التي قدمتها من قبل في مسلسل القاصرات عام2013 والجزيرة2 عام2014 سهلا علي اتقان اللهجة في مسلسل طايع فلم يتطلب الامر وقتا طويلا لكي أتذكر مخارج الألفاظ والتعبيرات الصعيدية, فضلا عن أن مصحح اللهجة عبدالنبي الهواري ساعدني كثيرا علي استرجاعها سريعا. ألم تخشين من تكرار تجربة الصعيدية؟ لم أخشاها لأن طبيعة الشخصية مختلفة تماما عن العملين السابقين, وعلينا أن نعترف بأن المرأة في صعيد مصر تتمتع بالقوة والصبر علي المصائب أكثر من باقي نساء مصر, وهذا ما رغبت في إظهاره من خلال شخصية أزهار تلك الفتاة التي تتعرض لمواقف صعبة تفوق طاقة احتمال أية أنثي وعلي الرغم من ذلك تواجه مصيرها بكل قوة وشجاعة حتي لو كلفها ذلك حياتها, فضلا عن أنني من المؤمنين بدعم صورة المرأة أو الفتاة المصرية في السينما والتليفزيون والتركيز علي مشاكلها وهمومها وآلامها وتطلعاتها وهو ما ظهر في أدوار كل بطلات العمل, صبا مبارك و سهير المرشدي ومها نصار و سلوي محمد علي. التحول الذي حدث في شخصية أزهار لم يكن منطقيا عندما رفضت العودة مع شقيقها طايع وفضلت البقاء في حماية الريس حربي رغم قتله لشقيقها الأصغر فواز, ما رأيك في هذا؟ للأسف حدث خطأ تقنيا بعد تعديل جزء معين في أحد المشاهد, تسبب في هذا الارتباك وجعل المتفرج يتعجب من تصرف ازهار ويتساءل عن السبب, وحتي مخرج العمل عمرو سلامة والمؤلف محمد دياب لم يتوقعا أن يخرج المشهد بهذه الصورة ويحدث هذا الارتباك, ولكن من جانب آخر علينا أن نتفق أن التحول في شخصية طايع أيضا من طبيب يرفض فكرة الثأر إلي رجل سيطرت عليه شهوة الانتقام وقتله لزوجها ضاحي جعلها تشعر بالخوف منه وتقرر اللجوء إلي الريس حربي لأن من مصلحته الحفاظ علي حياتها وحمايتها لأنها تحمل حفيده في أحشائها, خاصة وأنه يعشق فكرة الحفاظ علي نسل عائلته والتوريث. هل توقعت نجاح العمل وسط زخم دراما رمضان؟ في الحقيقة لم أتوقع نجاحا كبيرا, نظرا لتعدد الاعمال التي تدور أحداثها في الصعيد فإلي جانب طايع, كان هناك عملان اخران في الموسم وهما نسر الصعيد وسلسال الدم5, وبعد عرض الحلقات الأولي من المسلسل لم أتلق الكثير من ردود الأفعال ولكن مع تصاعد الأحداث, وجه المشاهدون نظرهم نحو العمل وانهالت علينا تعليقات الإعجاب وهو ما أسعدني لأن رد فعل الجمهور كان عكس توقعاتي. ما هو أصعب مشهد بالنسبة لك؟ طبيعة تصوير المسلسل ككل كانت صعبة لأن أغلب مواقع التصوير كانت خارجية في صحراء وأرياف وبين رمال وأتربة وفي وضح النهار, و تكرار السفر بين القاهرةوالأقصر فضلا عن أن التصوير امتداد علي مدار شهر رمضان وهو ما أصاب فريق العمل بالإرهاق الشديد, وجعلني أتعرض للإصابة بضربة شمس أكثر من مرة, وعلي رغم من ذلك إلا أنني استمتعت بأوقات التصوير, خاصة وأن العمل يقترب من الواقع إلي حد كبير, لاعتماده علي التصوير في أماكن ومناطق واقعية. ومن جانب آخر اعتبر مشهد الولادة الأصعب لأنني لم أمر به من قبل فكيف لفتاة في مثل عمري أن تصبح أما, وكنت أرغب في توصيل آلام المرأة بطريقة غير مألوفة, وكذلك في مشهد سعادتها بعودة ابنتها إلي أحضانها بعد أن كانت تعتقد أنها قتلت. في الجزء الأخير من العمل لاحظنا أنك أخطأت في بعض الجمل ونطقها باللهجة العامية وليس الصعيدية فكيف حدث هذا؟ أحيانا يقع الممثل في صراع بين التركيز علي الأداء علي حساب مخارج الألفاظ, وهو ما يبرر خروج بعض الكلمات بشكل غير صحيح, ففي بعض المشاهد حاولت التركيز علي الإحساس وإظهار المشاعر سواء كانت خوفا أو كرها أو قلقا أو رهبة أو صدمة وأعتقد أن أغلب من كانوا في العمل وقعوا في هذا الخطأ. كيف تقيمين تجربتك في طايع؟ لم أكن أنوي المشاركة في أية أعمال درامية هذا العام واعتذرت عن الكثير من الأعمال لانشغالي بالدراسة ولكن عندما عرض علي المسلسل لم أستطع رفضه لأنه يحمل العديد من المميزات التي يصعب أن تتوافر في أي عمل فني, وما حمسني أكثر للمشاركة في العمل هو رغبتي في التعاون مع المخرج عمرو سلامة, لإعجابي الشديد بكل أعماله السابقة, وقدرته علي تقديم الممثل بشكل مختلف, بالإضافة إلي العمل مع عمرو يوسف الذي أكن له كل الاحترام والتقدير علي المستويين المهني والشخصي, والمشاهد التي تجمعني به هنا أكثر بكثير من تعاوننا الأول في جراند أوتيل لأنني أجسد شخصية شقيقته الصغري. ما الجديد الذي تستعدين له في الفترة المقبلة؟ أشارك في فيلم التاريخ السري لكوثر بطولة ليلي علوي وزينة وأحمد حاتم تأليف وإخراج محمد أمين, وهو عبارة عن دراما سياسية, تدور أحداثها حول حالة إنسانية بطلتها كوثر, تصير جزءا من لعبة سياسية وأجسد من خلال هذا العمل شخصية فتاة اسمها أمل وهي من عائلة متدينة, ولكنها تتأثر خلال الأحداث بشخصية كوثر, وفجأة تتبدل آراؤها وأفكارها. علي قاسم: قصة الحب بين ضاحي وأزهار خففت علي المشاهد حدة الصدام من رشحك لشخصية ضاحي؟ لم يرشحني أحد ولكني خضت تجارب الأداء مثل غيري من الممثلين عندما علمت بذلك في بداية التحضيرات للعمل, واقتنع بي المخرج عمرو سلامة وأسند لي دور ضاحي أحد أبناء الريس حربي, واعتبرتها مغامرة من المخرج أن يدفع بي في هذا الدور دون سابق معرفة بيننا, وتشجعيه لي منحني الثقة في نفسي أثناء التصوير. وكيف قمت بالاستعداد للشخصية؟ تطلب الأمر المرور بثلاث مراحل,الأوليتمثلت في إتقان اللهجة الصعيدية بالشكل المطلوب حتي لا يتشتت تركيزي أثناء التصوير وينصب اهتمامي علي الأداء علي حساب اللهجة أو العكس و تم ذلك عن طريق عقد جلسات مطولة مع مصحح اللهجة عبد النبي الهواري,والمرحلة الثانيةذهبت إلي الأقصر وتعاملت مع أهلها وشباب الصعيد لكي أرسم تفاصيل شخصية ضاحي في مخيلتي, ذلك الشاب الصعيدي الذي لم يتجاوز عمره ال30 عاما, وأفادني هذا أيضا في أداء اللهجة خاصة أن اللهجة الصعيدية تختلف من محافظة لأخري, والمرحلة الثالثة عقدت جلسات عمل مع مدرب الصوت سلام يسري وساعدني في تغيير نبرة صوتي كي تتناسب مع طبيعة شخصية ضاحي الشاب الذي يعيش وسط بيئة صحراوية وعرة وحياته تعتمد علي نبش القبور واستخراج الآثار. ما هي أصعب المشاهد؟ أعتبر أصعب المشاهد التي جمعتني بأزهار التي تؤدي دورها الفنانة مي الغيطي لأنها بدأت بحالة الكره والنفور وصدها له في ليلة الزفاف ثم تحولت إلي حالة حب, ومن أعز المشاهد علي قلبي في مسلسل طايع مشهد كسر الأيدي عندما يقوم حربي بكسر أيدي ضاحي وهلال عقابا لهما علي محاولة قتل مهجة قبل زواجها فهو مشهد مختلف وكان لابد أن يظهر الألم بشكل حقيقي أمام الكاميرا وبما يليق بحجم الإصابة. ضاحي يعتبر شخصية مرتبكة خلال الأحداث, فلماذا؟ ضاحي بداخله الخير والشر ويعيش في المنطقة الرمادية, تماما كشخصية طايع وكباقي البشر لا نستطيع القول علي أحد إنه طيب أو شرير علي طول الخط, وضاحي لم يكن متمسكا بفكرة الثأر من أجل الثأر, ولكن لتنفيذ رغبة والده الريس حربي- عمرو عبد الجليل- في قتل مهجة- صبا مبارك- انتقاما من والدها لقتله شقيقته سماح, ولكي يتخلص من هذه المهمة ويتطلع إلي حياة أفضل بعيدة عن الأزمات فهو شخص طموح لا يرغب في أن تتعطل حياته من أجل الثأر, وعندما ارتبط بأزهار كان كل هدفه أن يجعلها تحبه وهو ما دفعه لحماية مهجة من بطش والده ليضمن الحفاظ علي حب أزهار له. لكن التحول في شخصيته كان غير منطقي من شاب يريد الانتقام والقتل إلي زوج حنون ومحب؟ اختلف مع هذا الرأي, نحن أسري للصورة النمطية للشاب الصعيدي الذي لا يعرف معني الحب والمشاعر وهذا غير صحيح بالمرة, وأري أن هذا التحول منطقي ولكنه سريع بعض الشيء بسبب تسارع إيقاع الأحداث وضاحي ليس جمادا فهو بشر يحب ويكره ولذلك حاول التقرب من أزهار بكل الطرق وصبر علي جفائها في البداية,وعندما وثقت فيه حاول أن يبعدها عن شر والده الريس حربي لكي يحافظ عليها بل ووصل الأمر إلي تحديه لوالده من أجلها وهو أمر كنت مقتنعا به تماما. كيف كانت العلاقة بينك وبين مي الغيطي؟ هي ممثلة مجتهدة جدا, وعندما علمت أن مي الغيطي هي التي ستجسد شخصية أزهار تحمست واطمأننت كثيرا, قصة الحب التي تجمعنا تأتي وسط زخم الأحداث الصعبة وأري أنها تهون علي المتفرج حدة الصدام الدائرة بين طايع وحربي في المسلسل,فضلا عن أنها قصة حب نشأت في ظروف ليست مثالية بل علي العكس شديدة التعقيد والتشابك ومثلها مثل حالة الحب بين طايع- عمرو يوسف- ومهجة- صبا مبارك-. كيف تقيم تجربتك في طايع؟ من أفضل التجارب التمثيلية ونقلة مهمة في مشواري الفني وتعلمت منها الكثير وكيف يمكن ان ينصب تركيزك علي عمل لأكثر من5 أشهر واكتسبت منه ثقة كبيرة وعرفت نقاط قوتي ونقاط ضعفي وكيف أعالجها في المستقبل.