يمكن أن نطلق عليها مجازا مرحلة رد الجميل والاعتراف بالفضل, فهي المرحلة التي شهدت الكثير من الإجراءات الجادة التي تضمن للمرأة تمكينها وحفظ حقوقها ومكانتها في المجتمع, وأسند إليها فيها عددا من المهام الصعبة التي لم تتولي مسئوليتها من قبل. وهي نفس الفترة التي شهدت تخصيص عام2017 للمرأة تقديرا لها, فلم يترك الرئيس السيسي أي مناسبة أو لقاء دون التطرق لدور المرأة والتضحيات التي قدمتها للوطن علي مدار سنوات. فقال عنها في إحدي المرات قدمت المرأة أعزاءها زوجا وابنا وأخا فداء لهذا الوطن العظيم كما كانت علي العهد بها صابرة وواعية حين تحملت بعض الآثار الناتجة عن إجراءات الإصلاح الاقتصادي, وأثبتت نفسها برلمانية وقاضية محنكة وقاضية فاضلة وعالمة جليلة, واقتحمت كل مجالات العمل العام بهمة ونشاط وكفاءة شهد بها القاصي والداني, كما أكد أن الواجب الوطني والمسئولية أمام التاريخ تحتم علينا أن نسرع الخطي في تمكين المرأة والحفاظ علي حقوقها ووضعها في المكانة التي تليق بقيمتها وقدراتها وتضحياتها. وهو ما ترجمته إلي واقع ملموس تشهد عليه التغييرات الوزارية النسائية ومقاعد البرلمان ومجموعة من الوظائف والمسئوليات التي امتهنتها المرأة لأول مرة بعد الثورة. تحت القبة90 نائبة 90 نائبة في البرلمان.. هذا هو الإنجاز الذي يتحدث عن نفسه دون الحاجة لتفسير, فمجلس النواب لم يشهد هذه النسبة من تواجد المرأة فيه منذ حصولها علي حق الترشح عام.1956 فقد تمكنت نساء البرلمان من خوض معركة انتخابية شرسة مع الرجال وحصدن نسبة تتجاوز15% من إجمالي المقاعد لتفرض نفسها ووجودها تحت القبة. ولم تكتف نائبات البرلمان بالتمثيل المشرف للمرأة داخل المجلس, فقد مارسن دورهن بصورة لافتة حتي حصلت بعضهن علي عدد من المناصب القيادية مثل النائبة سحر طلعت مصطفي التي ترأست لجنة السياحة والطيران ثلاث مرات متتالية والنائبة سحر صدقي التي تولت منصب أمين سر لجنة الشئون العربية, والنائبة مي محمود أمين سر لجنة الشئون الأفريقية والنائبة مي البطران التي تولت رئاسة لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والنائبة أماني عزيز التي تولت منصب وكيل لجنة الشئون الدينية. كما تولت النائبتان غادة عجمي وسوزي رفلة وكالة لجنة العلاقات الخارجية وغيرهن من نائبات المجلس اللاتي كشفن عن قوة القيادة والإدارة للمرأة المصرية التي تستطيع المشاركة الإيجابية في إعداد مستقبل وطن. وصل عدد النائبات إلي الرقم90 بعد فوز النائبة عبير الخولي بمقعد زوجها النائب الراحل محمد مصطفي الخولي نائب الفيوم الذي ترك مقعده خاليا وأصرت الزوجة الصيدلانية علي استكمال مسيرة زوجها كنائبة عن محافظة الفيوم ليؤكد فوزها علي تسجيل رقم قياسي في تاريخ الحياة النيابية في مصر بوصول نائبات البرلمان المصري إلي هذا العدد. معالي الوزيرة تحلف اليمين مسئولية كبيرة ومنصب رفيع بدأت بتجربة محدودة ومجرد تمثيل طفيف للمرأة ووصلت إلي نسبة غير مسبوقة وصلت إلي ربع الحكومة الحالية برئاسة المهندس مصطفي مدبولي ليصل عدد الوزيرات إلي ثمانية بتعيين الدكتورة هالة زايد وزيرة للصحة والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة للبيئة إلي جانب استمرار مجموعة من وزراء حكومة المهندس شريف إسماعيل ومنهم الدكتورة هالة حلمي السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة للهجرة والمصريين في الخارج والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي والدكتورة إيناس عبد الدايم التي تولت منصب وزيرة الثقافة كأول سيدة تتقلد هذا المنصب وهي أشهر عازفة فلوت مصرية كما تولت رئاسة دار الأوبرا المصرية, والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة, إلي جانب الدكتورة غادة والي التي تولت حقيبة وزارة التضامن الاجتماعي منذ أول تشكيل حكومي في عهد الرئيس السيسي في حكومة المهندس إبراهيم محلب والتي استمرت في منصبها رغم إجراء عدة تعديلات وزارية منذ تعيينها. والدكتورة ياسمين فؤاد هي ثالث سيدة تتقلد منصب وزير البيئة بعد الدكتورة ليلي إسكندر والدكتورة نادية مكرم عبيد, كما أن الدكتور هاله زايد سبق تعيينها مساعدا لوزير الصحة والسكان لشئون المتابعة للديوان العام في ديسمبر2015, هذا التعديل الذي رفع عدد الوزيرات من ست إلي ثماني ليحطمن رقما قياسيا تم تسجيله من قبل بالوزيرات الست اللاتي تولين حقائب وزارية هامة خاصة أن بعضهن تولي مسئولية وزارات لم تعرف سوي قيادة الرجال, وهو إشارة بالغة الأهمية علي أهمية دور المرأة وقدرتها علي تقلد المناصب العليا الرفيعة بعد أن أثبتت قدرتها علي تحدي الصعاب والقيام بدور مؤثر في تحديد مصير المجتمع. الجدير بالذكر أن أول حكومة في عهد الرئيس السيسي بدأت بتقلد ثلاث سيدات حقائب وزارية هن درية شرف الدين للإعلام وناهد العشري للقوي العاملة وغادة والي للتضامن الاجتماعي في حكومة محلب, كما حظيت وزارات أخري بالقيادة النسائية بخلاف الأسماء سالفة الذكر مثل نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي وهالة يوسف لوزارة السكان بعد استحداثها كوزارة جديدة في إحدي التعديلات الوزارية وداليا خورشيد للاستثمار. وبعد هذه الزيادة غير المسبوقة والإنجاز الكبير الذي حققته المرأة المصرية بعد تقلد المناصب الوزارية الرفيعة, الأمر الذي يفسره ويؤكده زيادة نسبة تمثيل المرأة في الحكومة ووصولها إلي25% من مسئولية الحكومة الحالية, والذي يفرض سؤالا واحتمالا قد يتحقق يوما ما وتجيب عنه السنوات المقبلة هل اقترب موعد وصول أول رئيسة وزراء مصرية؟. سيدة القيادةوالمسئولية للرجال فقط.. أسطورة حطمتها المرأة المصرية بتقلد العديد من المناصب التي ظلت لسنوات طويلة حكرا علي الرجال وساعدتها ثورة30 يونيو في تحطيم تلك القاعدة بعد أن أثبتت نفسها ووجودها ودورها في دعم الثورة وتمكينها فمنحتها الثورة بالمقابل التمكين ثقة في قدراتها وقوة إرادتها والأداء القوي الذي لا يعرف الفرق بين رجل وامرأة. لذلك كان التحدي كبيرا لتذليل كل العقبات التي تعترض طريقهن للتأكيد علي تمكنها من القيام بأي دور يسند إليها وهو ما ظهر في التجارب والمسئوليات الجديدة التي أسندت إليها ونجحت فيها, وهو ما منح هؤلاء السيدات لقب سيدة القيادة باعتبارها مسئولة لأول مرة وفتح الباب أمام أخريات يتقلدن تلك المهام والمسئوليات مستقبلا. كانت المسئولية الأكبر من نصيب المهندسة نادية عبده التي نجحت في اختبار نائب المحافظ حتي وصلت لمنصب محافظ البحيرة لتسجل نفسها كأول سيدة تتقلد هذا المنصب وتفتح الباب لغيرها من النساء لتولي المسئولية بعد ذلك حيث حصلت3 سيدات أخريات علي لقب نائب المحافظ وهن منال عوض ميخائيل كنائب لمحافظ الجيزة وجيهان عبد الرحمن نائب محافظ القاهرة وذلك ضمن تغييرات في حركة المحافظين في فبراير2015 كما تولت السفيرة فايزة أبو النجا منصب مستشارة الرئيس السيسي للأمن القومي كأول سيدة تشغل هذا المنصب رفيع المستوي بقرار جمهوري وقد كانت أول من يتم تعيينه في هذا المنصب منذ41 عاما حيث شغل هذا المنصب من قبل اللواء محمد حافظ إسماعيل عامي1972 و1973 في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات. كما حققت السيدة عزة أحمد إنجازا غير مسبوق للمرأة حيث تم تعيينها في منصب رئيس حي في سابقة كانت الأولي من نوعها حيث تولت منصب رئيس حي الدقي بمحافظة الجيرة لفترة, ومن عزة أحمد سيدة حي الدقي إلي اللواء عزة الجمل أول لواء شرطة في مصر التي حصلت لم تكن تترقي المرأة لتصل لمنصب لواء شرطة من قبل. وقد تمكنت نساء أخريات من تحقيق إنجازات لم يكن في الحسبان أن تحققها امرأة وهو ما فعلته مروة السلحدار أول قبطانة مصرية عربية التي دخلت في سباق محتدم مع الرجال في سبيل الحصول علي جواز سفر بحري وبدء مشوارها الملاحي بل حققت ما هو أكبر من ذلك حين تمكنت من وضع اسمها ضمن أفراد طاقم الأسطول المصري وتقدمت بطلب لعبور قناة السويس الجديدة وكانت أول وأصغر قبطان تعبر قناة السويس. كما تمكنت العمدة إيفا هابيل من التصدي للموروثات التقليدية وترشحت لعضوية مجلس محلي مركز ديروط بأسيوط وفازت بها ثم حظيت بعضوية مجلس محلي المحافظة وأصبحت عمدة كمبوها بديروط. وتمكنت السيدتان هدي المغربي وفاطمة أحمد إبراهيم من تولي منصب جديد وغير تقليدي للمرأة حيث تولت الأولي منصب رئيس مدينة قوص في العام الماضي فيما تولت الثانية منصب رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة نقادة. وأخيرا وليس آخرا لأن القائمة طويلة وتحمل الكثير من الأسماء المشرفة يأتي خوض السيدة السفيرة مشيرة خطاب لمعركة اليونسكو خير دليل علي قدرة المرأة المصرية علي خوض أي معركة في سبيل رفعة الوطن. تكريم رئاسي وتقدير شعبي هي وقفة تقدير وإشادة ودعم وتشجيع لسيدات وفتيات قررن القيام بأدوار غير تقليدية في سبيل تحقيق الاكتفاء دون اللجوء لأحد أو الاعتماد علي أحد, وهو ما كان مصدرا للفخر بهم وسببا للتقدير والتكريم وتقديم المساعدة لاستكمال المسيرة الناجحة دون عقبات. سيدات وفتيات نجحن في تذليل كل العقبات فكرمهن الرئيس السيسي كنماذج مصرية يحتذي بها, كانت أشهرهن السيدة صيصة حسانين من محافظة الأقصر التي اضطرتها الظروف إلي التنكر في زي رجل لمدة40 عاما لتتمكن من العمل وتوفير مصدر دخل ثابت لأولادها, وهو ما منحها لقب الأم المثالية المعيلة من محافظة الأقصر حيث كرمها الرئيس ومنحها هدية رمزية خاصة تقديرا لها كمثال لأمهات مصر المعيلات. كما ساند الرئيس السيسي فتاتين أزال الأمن عربة بيع البرجر الخاصة بهما من الشارع حيث خاطب وزير الداخلية آنذاك خلال جلسة اسأل الرئيس علي هامش المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية قائلا البنات كانوا شاطرين جدا والأمن ملوش دعوة تكلمه وتقوله ملوش دعوة, حتي لو الإجراء قانوني لكن شايف إنه لا يتم بهذه الطريقة واستكمل حديثه مطالبا بمنح تراخيص مؤقتة لمثل هذه العربات لمساعدة الشباب بدلا من إزالة مرافقهم حتي يتم إيجاد حل مناسب ومنحهم الفرصة في أكل العيش. كما قام الرئيس بمساعدة مني الفتاة المعروفة إعلاميا باسم فتاة العربة في إشارة إلي العربة التي كانت تجرها رغم ثقل حمولتها في سبيل توفير قوت يومها, فلم تضعف أو تستسلم لظروف الحياة الصعبة وبحثت عن رزقها بنفسها, وقد سلمها الرئيس السيسي سيارة مكافأة لها من صندوق تحيا مصر علي كفاحها وسعيها. ولا يمكن إغفال أن تقدير السيسي للمرأة المصرية بدأ منذ اللحظة الأولي لتوليه منصب الرئيس فزار السيدة ضحية حادث التحرش في ميدان التحرير في احتفالية تنصيبه رئيسا حيث قام بزيارتها بشكل مفاجئ في المستشفي واعتذر لها قائلا جئت إلي هنا لأقول لك وكل سيدة مصرية أنا آسف, حقك علينا ولا تغضبي وحمد الله علي السلامة أنا تحت أمرك.