لم يكن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي 2017 "عام المرأة"، مجرد دعم معنوي للنصف الثانى من المجتمع، بل إنه اتجاه لجميع المؤسسات والهيئات الحكومية، للاستعانة بالمرأة المصرية فى دعم القرارات ونسج السياسات خلال العام. مرور 55 عامًا، فارق زمنى بين تعيين أول وزيرة فى تاريخ مصر خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتعيين أول محافظ "امرأة" فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خطوتان تعكسان صدارة المرأة فى تقلدها المناصب العليا خلال حكم الرئيسين اللذين مر بينهما 4 عهود رئاسية مختلفة. ويأتي عام "تمكين المرأة" كما أكد الرئيس السيسي، حيث صعدت نادية عبده إلى سدة كرسى المحافظ كأول سيدة فى تاريخ مصر تتقلد هذا المنصب. بعد نجاحها فى منصب نائب المحافظ، الذى تولته منذ أربع سنوات، ورغم أنها دخلت التاريخ باعتبارها الأولى من بنات جنسها على هذا المقعد، إلا أن طريقها بات محفوفا بالمخاطر، فنجاحها يفتح الطريق لنساء أخريات ويشجع القيادة السياسية الحاكمة على تعيين المزيد من النساء فى مناصب عليا مختلفة، أما فى حالة إخفاقها فإن ذلك قد يغلق الطريق على غيرها من النساء الطامحات فى تولى منصب حاكم الإقليم ومدبر أموره. 4 عهود رئاسية بين أول وزيرة.. وأول امرأة في منصب المحافظ أقدم الرئيس جمال عبد الناصر في 1962على تعيين حكمت أبوزيد، أول وزيرة فى مصر، وتقلدت وقتها حقيبة الشئون الاجتماعية، وقدمت السيدة التى حصلت على درجة الدكتوراه فى علم النفس من جامعة لندن، نموذجًا لنجاح المرأة، فأسست عدة مشاريع كالأسرة المنتجة والرائدات الريفيات والنهوض بالمرأة الريفية حتى تركت الوزارة فى عام 1970، ويذكر أنها قبل ذلك قد اختلفت مع الرئيس عبد الناصر فى بعض وجهات النظر. ومع اختيار الرئيس السيسى للمهندسة نادية عبده لتولي منصب محافظ البحيرة، فإن كثيرين اعتبروا الأمر يستحق الاحتفاء رغم تأخره، تشابه يعيد مجددًا الربط بين «ناصر» و«السيسى».