معدودات هن حول العالم الللائى صعدن الى قمة الهرم السياسى فى العصر الحديث.. العديد من الديمقراطيات جربت تصعيد النساء الى سدة الحكم الا ان الكثير منها فشل ولم يخترق الطوق سوى القليل منهن .. المرأة دخلت القرن الجديد (طبقا لاحصائية شملت 190 دولة) وهي ترأس عدد من الدول منها سويسرا وأيرلندا وسريلانكا وسان مارتن وغوايانا وليتوانيا وبنما وفنلنداولتوانيا والفلبين واخيرا الارجنتين، إضافة إلى دول تتولى فيها المرأة منصب رئاسة الوزارة ومنها المانيا وبريطانيا ونيوزيلندا وسريلانكا وبنجلاديش. الإحصائية اشارت ايضا الى أن هناك نحو 132 دولة تتولى فيها المرأة حقائباً وزارية مختلفة مقابل 48 دولة في العالم لا تشغل المرأة منصب وزير أو وكيل وزارة. هذه الإحصائيات توصلت إلى نتيجة مهمة مفادها هي أن المرأة تشغل %11.7 من المناصب السياسية العليا المتمثلة في رئاسة الدولة أو الوزارة أو منصب وزيرة ،بعض هذه الدول حققت نجاحات كبيرة ومعدلات عالية من النمووالاستقرار على جانب آخر كشفت دراسة حديثة عن الأوضاع السياسية للمرأة في الوطن العربي أنه لم يتم انتخاب امرأة واحدة لمنصب الرئاسة أو تكليفها بتشكيل الحكومة، ومن ثم فإن أعلى منصب سياسي وصلت له المرأة في بعض الدول العربية هو منصب وزيرة، وحتى في حالة وصولها إلى هذا المنصب، فإنه في الغالب لا يتم تكليفها بحقائب الوزارات السيادية . وبعيداً عن المرأة العربية، فإنه بالنظرإلى محيط المرأة من المنظور العالمي نجد أن المرأة في دول العالم الثالث، خاصة الآسيوية منها سبقت المرأة الأوروبية والأمريكية في اقتحام المعترك السياسي والوصول إلى قمة السلطة في بلادهن، ففي عام 1966 تولت "أنديرا غاندي" مقاليد السلطة في الهند، التي يمثل سكانها سدس سكان الكرة الأرضية، في حين كانت بناظير بوتو في باكستان تعد أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة من خلال صناديق الاقتراع في دولة إسلامية تبع ذلك تولى الشيخة خالدة ضياء، ثم الشيخة حسينة واجد في بنجلاديش رئاسة الحكومة، وهو ما يدحض بطبيعة الحال إدعاءات أن الإسلام ضد تولى المرأة المقاليد الحكم. كما أن المرأة في دول أمريكا اللاتينية تعد من أكثر نساء العالم الثالث اسهاماً في المعترك السياسي بعد الدول الآسيوية، وتعد "فيوليتا شامور" فى- نيكاراجوا- أول سيدة في أمريكا اللاتينية ترشح نفسها لمنصب الرئاسة، بل وتحقق انتصاراً ساحقاً على منافسها"الساندنيسي دانييل" في انتخابات 1990، وهو ما يجعل نيكا راجوا أول دولة بأمريكا اللاتينية تصل فيها المرأة إلى تولى رئاسة الدولة .،ونجحت "ميشيل باشيدليه" في اعتلاء سدة الحكم في شيلي لتصبح اول امرأة في تاريخ امريكا اللاتينية تتوج على عرش الرئاسة . ونجحت "ايلين جونسون" في الفوز بالانتخابات الرئاسية في ليبيريا لتصبح اول امرأة من القارة السمراء تصعد الى منصب رئاسة دولة افريقية في التاريخ . وفى سريلانكا تولت سيريمانو باندارانايكا"في عام 1960 رئاسة الحكومة . وخلال عقد التسعينيات كانت تجربة بنجلاديش الانتخابية محل نظر، لما تمتعت به من قدر كبير من الديمقراطية، وكذلك مجيء سيدتين إلى قمة السلطة السياسية في البلاد، وهما: "البيجوم خالدة ضياء" رئيسة للوزراء خلال الفترة من 91– 1996، ثم الشيخة "حسينة واجد" التي تولَّت رئاسة الوزراء عام 1997 ، وهو أمر جديد لم يَعْهده العالم الإسلامي أو العالم أجمع من حيث دوران السلطة بين سيدتين خلال نحو عشر سنوات. والمثير للدهشة أن البديل االذى كان مطروحا وقتها للسيدتين أو المنافس لهما كان سيدة أيضًا، وهي زوجة رئيس بنجلاديش الأسبق "حسين إرشاد"، التي نجحت في أن تعقد صفقة مع الشيخة حسينة لإخراجه من سجنه، وجاء الإفراج عنه مقابل تأييد أعضاء الحزب الوطني بقيادة حسين إرشاد لحزب الشعب البنجلاديشي بقيادة الشيخة حسينة للفوز بالأغلبية لتشكيل الحكومة، وبذلك خرجت الشيخة حسينة من ورطة تكوين ائتلاف حاكم مع الحزب القومي البنجلاديشي بقيادة البيجوم خالدة ضياء . وفي الأرجنتين نجد "إيزابيلا بيرون "زوجة الرئيس الأرجنتيني السابق جوان بيرون، تولت مقاليد الرئاسة عقب وفاته، وظلت في كرسي الحكم لفترة طويلة إلى أن تآمر عيها جنرالات الجيش وخلعوها من منصبها خاصة بعد تدهور الأوضاع في الأرجنتين وفشلها في السيطرة على الأمور،واخيرا.تم انتخاب السيدة الاولى في الارجنتين كريستينا فرناندس خلفا لزوجها نيستور كيرشنر. وفي فنزويلا تمكنت ملكة جمال البلاد "أيرين سايز" من ترشيح نفسها لانتخابات الرئاسة في ديسمبر 1988 إلا أنها منيت بالهزيمة، ورغم ذلك لم تفقد الثقة في نفسها، وخاضت بعد ذلك عن جدارة انتخابات حاكم الولاية، التي أعقبت انتخابات الرئاسة واستطاعت أن تحقق فوزاً كبيراً وحصدت 71% من مجموع الأصوات لأبناء الولاية. أما في أوروبا فنجد أن تجربة دخول المرأة الأوروبية معترك السياسة للوصول إلى رئاسة الحكومة أوالدولة قد جاء متأخرا بعض الشيء وتعد مارجريت تاتشر التي تولت رئاسة الحكومة البريطانية لفترة طويلة أشهر سيدة تولت هذا المنصب في أوروبا، نظراً لما اشتهرت به من حنكة سياسية وعقلية فذة على إدارة مقاليد الأمور ومواجهتها للظروف الصعبة برصانة وتأني وهو ما جعلها تكتسب لقب "المرأة الحديدية". وتعتبر أنجيلا ميركل أول سيدة تصل إلى قيادة ألمانيا منذ تكوين ألمانيا الحديثة في عام 1871م، (أي بعد انتهاء الامبراطورية البروسية).و أصغر شخص يصل إلى قيادة ألمانيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وأول شخص من ألمانياالشرقية السابقة يصل إلى منصب مستشار ألمانيا بعد إعادة توحيدها. في حين نجد أن "أديت كريسون" والتي تولت رئاسة الوزارة في فرنسا في عهد الرئيس الأسبق فرنسوا متيران لم تترك بصمة تذكر خلال فترة توليها لهذا المنصب نظراً لتورطها في عدة فضائح . أما في أيرلندا فقد تولت "ماري روبنسون" رئاسة الوزارة لفترة ثم تولت بعدها منصب رئاسة مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. وفي الدانمارك تسيطر المرأة على معظم الحقائب الوزارية، حيث تتولى مسئولية أحد عشر منصباً وزاريا مقابل 9 مناصب فقط للرجال. وفي سويسرا تمكنت "روث ديفوس" البالغة من العمر نحو 60 عاماً من خوض الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 1998 وتمكنت من الفوز وتقلد مهام رئاسة الجمهورية السويسرية. وفي تركيا نجحت" تانسوشيلر" رئيسة الحزب الوطني الأم في 1993 لتولى رئاسة الحكومة التركية كأول سيدة تتولى هذا المنصب في تركيا، إضافة إلى ذلك مرت تركيا مؤخراً بتطورات خطيرة تمثلت في ترشيح نائبة من حزب اليسار الديمقراطي وهي "جول سراي" نفسها لرئاسة الجمهورية التركية كأول سيدة ترشح لهذا المنصب وهو ما جعلها تدخل دائرة الضوء، لكنها سرعان ما سحبت ترشيحها لصالح أحمد سيزار، معلنة أنها لم تهدف من الترشيح الوصول إلى سدة الحكم بقدر رغبتها في فتح الأبواب الموصدة أمام المرأة التركية في الترشيح لهذا المنصب. وبعيداً عن أوروبا وبالانتقال إلى كندا تظهر لنا "كيم كامبل" كأول امرأة تصل إلى رئاسة الحكومة الكندية في 1993، والتي كانت ترأس الحزب التقدمي المحافظ وسبق لها أن شغلت عدة حقائب وزارية كان أهمها وزارتي العدل والدفاع . والمتتبع لعلاقة المرأة بالسلطة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، يلاحظ أن أرفع منصب سياسي تقلدته المرأة الأمريكية خلال القرنين المنصرمين هو وزارة الخارجية، والتي تتولاه حإليا ً كوندليزا رايس، والتي كانت تشغل منصب رفيع في الأمن القومي الأمريكي قبل تكليفها بحقيبة الخارجية من قبل الرئيس جورج بوش الابن لتخلف بذلك وزير الخارجية السابق كولن باول. إلا أن معظم المراقبون يجمعون على أن "جولدا مائير" التي تولت رئاسة الحكومة الإسرائيلية 1969 تعد أعنف امرأة تولت هذا المنصب حتى أن الإسرائيليين أنفسهم يتفقون على أن جولدا مائير هي أصعب امرأة تولت رئاسة الوزارة الإسرائيلية منذ قيام إسرائيل عام 1948 حتى أن "بن جوريون" قال عنها :عندما رشحتها لتكون أول سفيرة لإسرائيل لدى الاتحاد السوفيتي السابق أنها أفضل رجل لدي. ويرى البعض ان نجاح المرأة في الحياة السياسية من الممكن ان يضفى على السلطة الكثير من المرونة وقد يساعد فى التخفيف من مظاهر العنف في كرسي الحكم .ويرجع البعض مشاركة المرأة فى الحياة السياسية وبروزها وتفوقها جاء نتيجة افول بعض أنظمة الحكم الدكتاتوري وانتشار الديمقراطية في العالم ، فمن خلال السلام الديمقراطي توجت المرأة بأعلى المناصب السياسية وهذه شهادة على قدرات وطاقات المرأة التي حبسها التاريخ طوال قرون مظلمة. وهكذا نرى ان النظريات الزائفة حول تفوق العرق اوالجنس ، او الرجل على المرأة، بدأت تتهافت وتنهار على ارض الواقع، وها هي المرأة تتقدم بكل تفوق ونجاح الى قمة الهرم السياسي وفي كثير من ميادين العمل وتثبت كفاءتها وجدارتها وتلقي بظلال الشك على الكثير من الأوهام والأباطيل التي تقلل من شأن المرأة. واذا كانت المرأة قد عاشت في اغلب الظروف قانعة بعرش الزوجية وملكوت الامومة، فقد عرفت الايام نساء كن الشهب الوضاءة في تاريخ بلادهن، ووقفن على قمم العظمة، وتربعن على عروش الممالك والامبراطوريات، وتصرفن بمقدرات البلاد والعباد. 1/11/2007