ما أن تطأ قدمك قرية بتبس إحدي بمركز شبين الكوم والتي تعد القرية الأم في إنتاج مشاتل الموالح والأشجار تشتم رائحة الورد وتشاهد من المناظر ما يسر العين والنفس, إلا أن نقص المياه وارتفاع أسعار الكهرباء ومستلزمات الزراعة أدي إلي توقف البعض عن زراعة الزهور كما يؤكد عدد من أصحاب المشاتل, مشيرين إلي أن استمرار الأوضاع كما هي سيؤدي إلي عزوف العديد منهم عن زراعة أراضيهم. ويقول مصطفي العشماوي ي صاحب مشتل لقد توارثنا مهنة زراعة المشاتل أبا عن جد منذ سنوات طويلة وذلك نظرا لخصوبة أراضيها ونتيجة التطور وإدخال الأساليب الحديثة في الزراعة أدخلنا الصوبات البلاستيكية التي لعبت دورا كبيرا في زيادة الإنتاج وتوفير المنتج طول العام, إلا أن نقص المياه وارتفاع اسعار مستلزمات الإنتاج جعلنا نعاني معاناة شديدة خلال الفترة الماضية وقد يؤدي إلي توقفنا عن زراعة أراضينا نتيجة الخسائر التي لحقت بنا. وأشار محمود سعيد صاحب مشتل إلي أن شباب القرية يواجهون مشكلة البطالة بالعمل بالمشاتل التي تعد مهنة الآباء والأجداد, ولكن نظرا لكثرة المشاكل التي أصبحت تواجه الزراعة بالمشاتل مثل نقص مياه الري التي باتت لاتصل في ميعادها والأرض التي كانت تروي أربع مرات أصبحت تروي مرتين مما أثر علي إنتاج الأرض, بالإضافة إلي انتشار القمامة التي تقف حائلا دون وصول المياه لنهايات الترع وتقدمنا بشكوي لوكيل وزارة الري ولكن لا حياه لمن تنادي. ويضيف اضطررنا لحفر بئر لرفع المياه ولكن لا نجد المياه إلا علي مسافات بعيده مما يجعلنا نستهلك كهرباء ونحن نحاسب بالعدادات التجارية فتأتي فواتير الكهرباء مبالغا فيها, بالإضافة إلي ارتفاع أسعار العمالة, حيث وصلت يومية العامل إلي150 جنيها, فضلا عن ارتفاع سعر إيجار قيراط الأرض إلي400 جنيه. ويوضح أحمد عبد المجيد أن السماد والكيماوي المستخدم بهذه المشاتل أسعارها في الارتفاع والجمعية الزراعية ترفض أن تدعم أصحاب الصوب بها مما يضطرهم إلي شرائها من السوق السوداء ما يزيد التكلفة عليهم. ويشير محمد كامل الجوهري إلي تجاهل مديرية الزراعة لشكاوي أصحاب المشاتل رغم وجود إدارة للبساتين والمفروض أنها تقوم بتقديم الحلول لبعض المشاكل وتعمل علي حلها لكنها غير مفعلة تماما, ويطالب بقيام مديرية الزراعة بدعم أصحاب المشاتل بالسماد والمركبات مع العمل علي فتح أسواق لتسويق منتجاتهم داخليا وخارجيا. وأكد المهندس سمير الطبلاوي أن مشاتل قرية بتبس ما هي إلا سوق استثمارية لو اهتم به المسئولون ليكون منفذا كبيرا لرفع مستوي معيشة أهالي القرية وخفض نسبه البطالة بين الشباب بحيث لا تمثل عبئا علي الدولة. وقال الطبلاوي نتمني من مسئولي المحافظة الوقوف علي أهم متطلبات أصحاب المشاتل وحل بعضها, بالإضافة إلي إبرام اتفاقات بيننا وبين أصحاب شركات التسويق للموالح والأشجار دون وسيط مع فتح أسواق لتصدير المنتج فهو من أجود أنواع الأنواع, وأن يتم تدعيم مشروع الصرف الصحي الموقف وتنظيف المصارف وتطهيرها وثبات نوبات الري مما يساعد في زيادة الإنتاج بالقرية. من جانبه أكد الدكتور أيمن مختار سكرتير عام المحافظة أنه سيتم دعم مشاتل قرية بتبس وفتح أسواق لتصدير المنتج وتطهير الترع لوصول المياه لهم وتفعيل دور قسم المشاتل بمديرية الزراعة للنهوض بتلك المهنة لأهالي القرية المشتغلين في المشاتل.