فيما يشبه الظاهرة انتشرت خلال شهر رمضان هذا العام بمختلف مدن الدقهلية الخيام الرمضانية التي أصبحت مركزا لتجمع الأهالي ليحيوا فيها ليالي رمضان, حيث تتجمع العائلات والأصدقاء للتسامر وتناول وجبة السحور في جو من البهجة بمصاحبة فرقة موسيقية تعزف الأغاني التراثية, وبعد أن كان تجمع الأصدقاء قديما يقتصر علي المقاهي الشهيرة بالمنصورة بدأت هذا العام الأندية الشهيرة وبعض الحدائق في إقامة تلك الخيم. ويقول هاني أبو المجد عازف إن تلك ليست المرة الأولي التي نحيي فيها ليالي رمضان, مشيرا إلي أن رواد الخيمة يأتون للاستماع الي الموسيقي الهادئة لأغاني رمضان أو لكوكب الشرق أم كلثوم والشيخ سيد مكاوي, حيث نبدأ العزف من بعد العشاء حتي وقت السحور ونكون سعداء عندما يبدي الرواد تشجيعهم لنا. ويضيف محمد المهدي مشرف بإحدي الخيم أن للخيم الرمضانية أشكالا مختلفة وديكورات تراثية وقديمة, عبارة عن فوانيس وأثاث قديم, مشيرا إلي أن الخيم مستويات فمنها التي تقام بالأندية وتتعاقد مع المطاعم الشهيرة لتقديم طعام الإفطار أما السحور فوجبته موحدة وتشمل المأكولات الشعبية وسعر الوجبة للفرد يتراوح ما بين50 و80 جنيها, موضحا أنه مهما اختلفت نوعية الخيام وأحجامها والعناصر المكونة لها فإنها في النهاية تخضع لمعايير معينة. ويوضح أحمد أيمن مؤسس إحدي الخيم أن الخيم الرمضانية أصبحت إحدي معالم الشهر الفضيل في معظم المحافظات, مشيرا إلي أن تكلفة الخيمة تتراوح بين150 ألفا و200 ألف جنيه, حيث توجد الساحة الكبري لجلوس الرواد وجزء يستقطع للمطبخ لإعداد وجبات السحور والذي يتكون من فول وطعمية وأنواع مختلفة من الجبن, مضيفا أن رواد الخيمة يقبلون عليها من بعد صلاة التراويح حتي موعد الفجر. وتشير سما سمير إعلامية إلي أن هناك الكثير من أهالي المنصورة الذين يقيمون خيامهم الخاصة علي أسطح منازلهم, حيث يتجمع أفراد العائلة من الأعمام والأبناء فوق الأسطح ويتنافس أصحابها في تزيينها وتجهيزها, مشيرة إلي أن أهم ما يميز خيمة السطح هو الالتزام بحرمة وآداب الشهر الكريم, وعدم إزعاج المجاورين. وأوضحت أن الأهالي يلجأون إلي إقامة الخيم المنزلية علي الأسطح لارتفاع أسعار الخيم الرمضانية وازدحام المقاهي خلال شهر رمضان. و تقول سحر هلال: نتجمع في المساء كأسرة واحدة فوق السطوح, ونقوم بإعداد مأكولاتنا الخاصة في رمضان شهر العزومات, مشيرة إلي أن كل أسرة تتولي تنظيف القعدة العربي التي تمت إقامتها فوق السطوح للاستمتاع بالهواء النقي والجو العائلي, بالإضافة إلي توفير النفقات. وعلي أحد المقاهي القديمة الشهيرة بالمنصورة يتجمع أبناء الطبقة المثقفة لقضاء ليالي رمضان, فالمقهي الذي يقع علي شاطئ النيل, يعد واحدا من أرقي المقاهي بمدينة المنصورة, أنشأه الخواجة اليوناني أندريا عام1920, ليكون أول مقهي وملتقي لليونانيين في مصر وبعد رحيل اليونانيين أصبح مكانا لتجمع المثقفين وكبار السن, وهواة المناظر الجمالية والهدوء, يتردد عليه معظم الزائرين للمدينة, ويتوافد عليه المثقفون والكتاب والشعراء والفنانون, كما أصبح المكان المفضل للعديد من الشباب وخاصة في شهر رمضان. ويقول محمود أيوب50 عاما أحد رواد المقهي: عادة ما نقيم أمسيات شعرية في الشهر الفضيل في المقهي الاصيل, الذي زارته في الماضي فاتن حمامة وأنيس منصور, ونقضي سهرتنا في لعب الطاولة والدومينو, فضلا عن مقابلة الأصدقاء, مشيرا إلي ان المقهي يعتبر أرخص كثيرا من الخيم الرمضانية ونتناول فيه وجبة السحور التي لا تكلفنا سوي10 إلي15 جنيها. ويقول الأثري سامح الزهار ان المقهي يعد من الأماكن التراثية التي يفضل الكثير من كبار السن قضاء وقتهم به, مضيفا: أعتبره متحفا إنسانيا, حيث كان المقهي ملتقي لتجار القطن والمحاصيل الذين كانوا يأتون إلي المدينة باعتبارها مركز تجارة المحاصيل والقطن بالدلتا وهو مركز إشعاع ثقافي حيث موقع المكان وتاريخه وتصميمه القديم.