تتميز ليالي شهر رمضان الكريم بالألفة والود وجلسات السمر التي تجمع بين الأصدقاء وأفراد الأسرة الواحدة.. تختلف أجواء الليالي الرمضانية بالإسكندرية من منطقة إلي أخري. حيث يقوم أبناء المناطق البسيطة باصطحاب أبنائهم لتناول وجبة الإفطار إما علي طريق الكورنيش أو بإحدي الحدائق لإقامة جلسات السمر حتي صلاة الفجر. خاصة خلال أيام الاجازات.. أما أبناء المناطق الراقية فيفضلون الإقبال علي الخيم الرمضانية لتناول وجبتي الإفطار والسحور.. ولكن دوام الحال من المحال. فهذا ما كان يحدث بالماضي. إنما حالياً فقد أثرت الأحداث السياسية المتلاحقة علي الحالة المزاجية للأفراد التي منعتهم من الاستمتاع بالليالي الرمضانية. أكد جمال الخيال -عامل بإحدي الخيم الرمضانية بمنطقة سموحة- أن الموسم الرمضاني هذا العام خسائره فادحة للخيم الرمضانية. وأرجع ذلك إلي الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد حالياً. فضلاً عن عدم توافر الحالة المزاجية للأفراد لتناول وجبات السحور والإفطار وخوفهم من الخروج من المنزل. خاصة بعد كثرة أعمال الإرهاب والعنف وقطع الطرق . أضاف هيثم المرتضي -مدير إحدي الخيم الرمضانية بمنطقة الداون تاون- أنه قام بالتعاقد مع فنانين كثيرين قبل رمضان بشهور طويلة نظراً لانشغالهم طوال أيام الشهر الكريم. ولكن بعد ضعف إقبال الزبائن ورواد الخيمة قمت بفسخ جميع هذه التعاقدات مع التزامه بدفع قيمة الشروط الجزائية. مشيرا إلي أنه قام بمحاولات عديدة لزيادة إقبال الأفراد علي الخيمة الرمضانية من خلال تزيينها بالشخصيات الرمضانية الكرتونية. فضلاً عن تخفيض أسعار الوجبات. أشار أحمد الدمياطي -صاحب إحدي الخيم الرمضانية- إلي أن الاقبال هذا العام ضعيف جداً بالمقارنة بالسنوات السابقة . قال أحمد هاني الشهير ب"ميحا" -صاحب إحدي الخيم الرمضانية بمنطقة سيدي بشر- إن من أهم أسباب عزوف الأفراد عن تناول وجبات الإفطار والسحور خارج المنزل سوء الحالة الاقتصادية للشريحة الغالبة في المجتمع السكندري. خاصة بعد الركود الذي أصاب السوق السكندري بجميع المجالات. لافتاً إلي أنه يمتلك كافتيريا علي الكورنيش وتعرض لخسائر فادحة بسبب الركود الذي أصاب موسمي الصيف ورمضان. أضاف حافظ السعدني -صاحب إحدي الكافتيريات بمنطقة سيدي بشر- أن الأحداث السياسية والعمليات الإرهابية التي تحدث بشكل متلاحق أفقدت الأسرة أمانها وجعلتها مهددة بالخطر طوال تواجدهم بالشارع. لذلك تحرص الأسر علي البقاء في المنازل وعدم المخاطرة لتناول الوجبات الرمضانية خارج المنزل. يقول محسن محمد "موظف": أفضل حمل وجبة الإفطار واصطحاب ابني والذهاب إلي محيط مسجد المرسي أبوالعباس لكي أتناول الإفطار. خاصة في أيام الاجازات والعطلات الرسمية. وأنا أتابع ابني أثناء استمتاعه باللعب بالمراجيح التي توجد بمحيط المسجد حتي الفجر. يضيف محمود البرازيلي "تاجر": أنه يستغل شهر رمضان ويقوم باصطحاب ابنتيه لقضاء ليالي رمضان بإحدي الحدائق العامة لتناول وجبة الإفطار وإقامة جلسات السمر التي أصبحت لا تخلو من المناقشات السياسية بسبب الأحداث المتلاحقة التي تجري يومياً. لافتاً إلي أن الأحداث أثرت بشكل كبير علي الأجواء الرمضانية. خاصة بعد تكرار الحوادث الإرهابية. يقول علي سعد "عامل": أقضي نهار رمضان في العمل وبعد الإفطار أقوم بالذهاب لأداء صلاة التراويح. ثم أذهب إلي المقهي بصحبة أصدقائي بالعمل لكي نقوم باللعب والألعاب المسلية مثل الطاولة والدومينو. ثم نتناول وجبة السحور قبل الذهاب إلي المنزل. لافتاً إلي أن الأحداث السياسية أثرت بشكل كبير علي أجواء الليالي الرمضانية.