ظلت «الخيام الرمضانية»، على مدار سنوات عديدة، طقساً رمضانياً ينتظره قطاع كبير من المصريين وبعض الجاليات العربية الموجودة فى مصر كل عام، للاستمتاع بالأجواء الشرقية والطقوس الروحانية فى ليالى شهر رمضان، غير أن تلك الخيم لم تسلم هى الأخرى من مغبة الأحداث السياسية، فلم يعد لها مكان وسط الأحداث المحتدمة، وعزفت عن إقامتها معظم الفنادق والمراكب السياحية التى اشتهرت بها، خاصةً بعد ازدياد حوادث قطع الطرق فى مختلف الميادين، واندلاع الاشتباكات ووقوع إصابات فى مناطق عدة، فأصبح من الصعب على أى أسرة أن تترك المنزل، لتناول وجبة السحور أو الإفطار خارج المنزل. الفنادق التى تقع فى محيط ميدان التحرير ومنطقة الجيزة، كانت أكثر المناطق تأثراً بالأحداث، بسبب ما يجرى من حولها، لذا اكتفت هى والمراكب التى تطل على النيل بعمل بند للسحور فقط، دون أى أنشطة رمضانية أخرى. فتنة عامر، منسقة حفلات وخيام رمضانية، أكدت أن معظم الفنادق انتظرت حتى تاريخ 30 يونيو، قبل حلول شهر رمضان، لترى ما سيئول إليه المشهد السياسى، وكان الجو العام يدعو للتفاؤل، خاصة بعد نجاح ثورة 30 يونيو، فاتخذت إدارة بعض الفنادق قراراً بعمل خيام رمضانية كما هو متبع فى كل عام، غير أنه ما إن بدأت أحداث الشغب والعنف تدب فى الشارع المصرى بين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسى، والداعمين لثورة 30 يونيو، حتى تأثرت الخيم الرمضانية بتلك الأحداث، حيث خشيت العديد من الأسر المصرية النزول إلى الشارع، خوفاً من التعرض للأذى أو إغلاق الطرق، الأمر الذى تسبب فى خسائر مادية كبيرة للقائمين على تلك الخيام، حيث إن ديكورات الخيمة الواحدة تتكلف ما يفوق نصف المليون جنيه.