لشهر رمضان المعظم، روحانيات خاصة وربانية حيث يتهيأ المسلم لاستقبال الشهر المبارك ويستشعر فضائله ولكن هذا العام غابت المظاهر التي كان المصريون يحرصون عليها.. ففى العادة لا يخلو رمضان من الخيم الرمضانية التى تعد إحدى المظاهر الرئيسة للاحتفال رمضان، فهى تضم كل مفردات البهجة والجمال والتي تنتشر فى أرجاء القاهرة .. ولكن الإقبال الشديد الذي تشهده الخيام الرمضانية في مصر سنويا، اختلف كثيرا بعد ثورة 25 ينايرو30يونيو، لتصبح في طريقها للاختفاء نتيجة تأثرها بالوضع السياسى والاستقرار الأمنى و الركود الاقتصادي والانفلات الأمني. كما جاءت أحداث محيط دار الحرس الجمهوري والتي أضفت أجواء الحزن والخوف والقلق علي المشهد الداخلي فأثرت على مظاهر الاحتفاء بالشهر الكريم الذى يأتى على المصريين ليعم البهجة. إن حلول شهر رمضان وسط أجواء سياسية مشحونة ومضطربة أدى إلي سيطرة حالة من الكساد علي أشهر خيم القاهرة، وتحولت الخيم الرمضانية إلى مقاهى الثوار والفنانين وأهل الثقافة والفكر لمناقشة الحياة الساسية والوضع الرهن للبلد فضلا عن اختفاء الحضورالعائلى بعد أن كان يقضي البعض ليالي رمضان بين جنباتها ضمن برامج متنوعة التى تعتبر نوعا من التسلية والترفيه بما يتناسب مع الأجواء الرمضانية تخفيفا عن ضغط العمل وأعباء الحياة. ولم يقتصر رواد الخيم الرمضانية على المصريين والعرب والمسلمين بل تجد الكثير من الأجانب سواءً من الذين يعملون في القاهرة أو السياح ورجال الأعمال الزائرين يرتادونها بكثرة، فضلا على أن الخيم الرمضانية لم تكن مقصورة على الفنادق الكبيرة بل صارت لمعظم الفنادق والمطاعم السياحية خيم رمضانية يجرى الإعداد لها منذ وقت مبكر بالتعاقد مع الفرق الموسيقية والغنائية لإحياء ليالي رمضان، وتسبق ذلك حملة ترويجية واسعة في وسائل الإعلام لاجتذاب أكبر عدد من الرواد ويحدث كل ذلك وسط تحفظات واسعة تبديها أوساط دينية واجتماعية إزاء الظاهرة وتناميها المستمر. عرفت الخيمة على أنها "بيت الشعر" وكان أول ظهور لها فى العصر الفاطمى ابتداء من القرن العاشر، حيث حرص الحكام على إطعام رعاياهم خلال شهر رمضان والخاصة، وتعتبر في عصرنا الحديث مظهرا من مظاهر البر والتكافل الاجتماعي الذي يرتبط بشهر رمضان، ويتسابق به الجميع من أهل الخير والجود لإقامتها طوال أيام وكان الغرض منها أيضاً، تنظيم الاحتفالات بشهر رمضان فى قالب يضم حلقات الذكر مع إقامة المسابقات وتقديم التواشيح الدينية مع فرصة لتناول الأكلات الشعبية الخاصة بهذا الشهر. ففى العادة تستقطب الخيمة الرمضانية في الفنادق الكبرى في مصر شرائح اجتماعية مختلفة من مسؤولين ورجال اعمال وعائلات وشباب من مختلف الأعمار، فهى تعد ملتقى العائلات التى تسهر فى الجو الرمضانى من العام للعام ، ولكن بعد الثورة والتدهور الأمنى وانهيار الوضع الاقتصادى خلال حكم الإخوان ، أصبحت التجمعات الأسرية تقتصر على المنازل نظراً لاختفاء الخيم الرمضانية التى كان ينفق عليها رجال الأعمال ويتسابقون على إقامتها ويتنافسون تنافس شرس من ملاكها على التعاقد مع أكبر كم من نجوم الفن والغناء للتنسق فى عروضها وبرامجها ، وذلك لاستمرار الاعتصامات والتهديدات التى يلقيها انصار الرئيس المعزول" محمد مرسى" بتدمير الدولة اذا لم يعود مرسى للحكم، مما أدى إلى تراجع الطلب على الخيام الرمضانية من جانب الفنادق وكبرى الشركات في العام الحالي على خلفية الأزمة الاقتصادية والحالة الأمنية. إضافة إلى أن شركات كثيرة كانت ترعى خيام كبيرة لاستقبال الجمهور ولكنها تلجأ الآن إلى تقليل إنفاقها، في حين تراجع البعض الآخر منها عن تقديم وجبة الإفطار لكوادرها، غير أن العديد من الشركات الكبيرة تراجعت عن فكرة رعاية الخيام في الموسم الحالي. كما أن بعض الفنادق قررت عدم انفاق مبالغ كبيرة على الخيام الخارجية، واكتفى البعض منها بإقامة خيم داخل مبانيها لتوفير المصاريف الإضافية على الديكورات الداخلية والتبريد ووسائل أخرى.