رفض تعلم حرفة أو صنعة تكون بمثابة مصدر دخل يعينه علي مواجهة أعباء الحياة وتدبير نفقاته المتزايدة يوما بعد آخر فأصر الشاب العشريني علي هجر عمله في أحد المصانع بمنطقة باسوس وترك الرزق الحلال. اختار محمد الذي كان مصدر إزعاج لذويه طريقه بمحض إرادته فقرر مرافقة أصدقاء السوء بمحيط سكنه بمنطقة شلقان إحدي قري مركز القناطر الخيرية المعروفة بطباع أهلها الريفية وفضل الانغماس وسط الأشقياء والمسجلين خطر وسار علي دربهم. عاش الشاب وسط أقران السوء وتورط برفقتهم في العديد من وقائع السرقات وممارسة أعمال البلطجة حتي ذاع صيته وأشتهر بينهم بلقب الونش وأصبح من المطاردين. تعرف الونش في إحدي جلسات السمر علي شاب تشابهت معه أحلامه وتقاربت ظروفهما المادية وتبادلا طرف الحديث بينهما وبعد عدة لقاءات أصبحا صديقين يقضيان أغلب أوقاتهما معا وفي إحدي الجلسات عرض عليه صديقه استغلال علاقاتهما بتجار المواد المخدرة في منطقة باسوس والعمل معهم في ترويج سمومهم مقابل نسبة من الأموال حتي تم رصده وسجل في أرشيفه الجنائي واقعة إتجار بالمخدرات بمحافظة المنوفية. وبدوران عجلة الزمن زادت أحلام الونش وقرر العمل بمفرده وتقرب من مروجي المخدرات بنظام الجملة بمناطق شبين القناطر والخانكة وعرض عليهم العمل معهم وبالفعل نجح في عقد العديد من الصفقات راجت بعدها أحواله ورصدته أعين المباحث وتم إعداد عدة أكمنة له أسفرت عن ضبطه. كان اللواء إيهاب خيرت مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية أصدر عدة توجيهات بضرورة متابعة العناصر الإجرامية المعروفة بجلب وترويج المواد المخدرة وشن الحملات عليهم لتطهير تلك البؤر وإحكام السيطرة الأمنية بنطاق المحافظة. فعقد اللواء محمد الألفي مدير إدارة البحث الجنائي اجتماعا مع رؤساء الأفرع لمناقشة المعلومات والتقارير الأمنية عن المسجلين وبؤر جلب وترويج السموم تمهيدا لمواصلة شن الحملات عليهم.. وكان من بين التقارير الأمنية وجود بؤرة إجرامية تتخذ من منطقة شلقان بمركز القناطر الخيرية وكرا يتزعمها عاطل يدعي محمد عبدالرحمن وشهرته محمد الونش27 سنة. وبتكثيف التحريات حول المتهم تبين أنه سبق اتهامه في قضيتين مخدرات وسلاح أخرهم قضية مخدرات بمدينة شبين الكومبالمنوفية كما تبين من التحريات أن المتهم تخصص في جلب وترويج جوهر الحشيش المخدر حيث يتخذ من الأراضي الزراعية له وكرا للهروب من أعين رجال الأمن. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة للقبض عليه حيث تم إعداد مأمورية شارك فيها الرائد محمد فتحي رئيس مباحث القناطر الخيرية وتم نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من محل سكن والأماكن التي يتردد عليها وفي الوقت المحدد تمت المداهمة وأسفرت عن ضبطه وبحوزته كمية من الحشيش كانت معدة للبيع ومبلغ مالي من حصيلة الاتجار. وبمواجهة المتهم اعترف بحيازته للمخدرات بقصد الاتجار كما أقر بتواصله مع تجار السموم بقصد ترويج بضاعتهم وأن المبلغ المضبوط بحوزته من حصيلة البيع فتم تحريز المضبوطات وتحريد المحضر اللازم وإحالة المتهم إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.